'المشاركة في المعارض الدولية دافع لتشجيع قلم المؤلف على الاستمرار'
أكدت كاتبات من مقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا، شاركن في معرض سليمانية الدولي بدورته الثالثة، على أن تواجدهم في المعرض مهم للتعمق في الفكر الثقافي، وتشجيع لقلم المؤلف على الاستمرار
روبارين بكر
الشهباء ـ .
نظمت الدورة الثالثة لمعرض السليمانية الدولي للكتاب بمدينة السليمانية في إقليم كردستان، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، شاركت فيه أقلام من نحو 15 دولة إقليمية وعربية، واستمر على مدار عشرة أيام متتالية، أبرزت فيه مثقفات من مقاطعة عفرين المقاومات في الشهباء من خلال كتبهن لونهن بالكتابة والإبداع.
وضم المعرض نحو 35 كتاباً باللغتين الكردية والعربية بأقلام كتابٍ من عفرين، متنوعة بين قصصٍ قصيرة، وروايات، وأشعار، ودراسات، ونثر.
وكالتنا التقت مع عدة كاتبات شاركن في المعرض، لتتحدث كل واحدة منهن عن كتبهن التي عرضنها في المعرض.
شاركت فيدان محمد في المعرض بدراستها الاجتماعية التي حملت عنوان "الطلاق في ظل الحرب والنزوح"، وعن ذلك قالت لوكالتنا "إعداد دارسة اجتماعية حول موضوع الطلاق كان العمل الأول لي في مجال الدارسات والبحث، وجاءت فكرته بعدما شهدناه في عفرين من حرب ونزوح أهلها نحو الشهباء".
ولفتت إلى أنه وجدت من خلال بحثها ودراستها لوضع نازحي عفرين في الشهباء أن أهم الأسباب التي أدت لانتشار حالة الطلاق في المجتمع اختلاف المنطقة الجغرافية عن عفرين، والحالة الاجتماعية المغايرة لما كانت عليه، وعلى رأسها العيش المشترك لأكثر من عائلة في منزلٍ واحد، وانعدام فرص العمل وتدني الوضع الاقتصادي.
ونوهت إلى أنها دونت في درستها خوفها من أن تتحول هذه الظاهرة الاجتماعية التي كانت بعيدة عن أهالي عفرين قبل الحرب والنزوح إلى ثقافة اجتماعية، وأن تزيد نسب العنف والطلاق في المجتمعات، مما يؤدي إلى انتشار التخلف، والجهل والانحدار الأخلاقي.
وأكدت فيدان محمد أن هدفها من هذه الدراسة التركيز على أن استقرار الأسرة ومكانتها تعني مجتمع صحي متقدم، وتفكك الأسرة يعني مجتمع ضعيف البنية.
وعن آلية كتابة البحث وإعداده قالت "اعتمدت على الطريقة التجريبية كونها كانت في ظل النزوح وتشتت أهالي عفرين، فقمت بزيارة المطلقات والمؤسسات الاجتماعية المعنية بهذه الأمور ومركز مؤتمر ستار وتبادلنا الحديث والآراء وهم بدورهم عبروا عن أسباب هذه الظاهرة".
وبدورها قالت ساكينة عربو المشاركة في المعرض بكتابها الذي حمل عنوان "الصحة الاجتماعية"، أنه بعد تهجير أهالي عفرين قسراً نحو مقاطعة الشهباء كانت الأوضاع الصحية لدى الأهالي سيئة للغاية من ضغوطات، فأرادت إعداد كتب صغير عن الاسعافات الأولية يكون بمتناول النازحين لتثقيفهم صحياً.
وأوضحت بأن كتابها يتضمن "أهمية معرفة الإسعافات الأولية، وأنه من الضروري أن يكون في كل منزل تدابير واحتياطات صحية، ومفهوم الصحة العامة والأمراض السارية المنتشرة وكيفية الاعتناء والاهتمام بالطفل من يوم ولادته إلى أن يصبح بعمر السنة".
وذكرت ساكينة عربو بأن كتابها عرض في معرض الشهيد هركول بمدينة قامشلو بدورته الخامسة وعرض ايضاً في معرض سليمانية بدورته الثالثة الشهر المنصرم، وهذا مكان فخر واعتزاز بالنسبة لها ويشجعها على الاستمرار والمزيد من الإبداع.
زوزان محمد التي شاركت بثلاثة كتب لها في المعرض، وهم كل من رواية "Efrîn name، Qirikên qetî، Berken"، قالت أن كتبها الثلاثة مختلفة عن بعضها البعض وكل منها يتحدث عن موضوع مختلف، حيث أن رواية "Efrîn name" تتحدث عن مقاومة وبطولات أهالي عفرين بوجه الدولة التركية خلال 58 يوماً، ويسلط كتاب " "Qirikên qetîالضوء على شخصية امرأة عربية في ظل العصر الاقطاعي ومقاومتها بوجه العشائرية وحكم الأغوات، وكتاب "Berken" يتحدث عن مقاومة شخصية ناضلت خلال الهجوم على كوباني وبعدها عفرين وتقاوم اليوم في الشهباء.
وأشارت إلى أنه "هذه المرة الأولى التي تشارك فيها كتب وأقلام عفرينية في معرض سليمانية الدولي، وهي خطوة مميزة وجيدة ككتاب ونساء أن يصبح للأقلام العفرينية صدى وانتشار واسع على نطاق دولي، وقوة للمرأة بالاستمرار في كتاباتها والخروج من قوقعة واحدة".
واختتمت زوزان محمد حديثها بالتأكيد على أن "وجود الكتب في المعرض مهم لتعمق الفكر الثقافي والفكري بين دول العالم، وتشجع قلم المؤلف على الاستمرار".