متحديات ظروف النزوح... عضوات حركة الهلال الذهبي لعفرين تتناقلن خبراتهن

صقلت عضوات حركة الهلال الذهبي لمقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا مواهبهن الثقافية والفنية عبر الاستفادة من خبرات بعضهن لتنقلنها لغيرهن.

فيدان عبد الله

الشهباء - قالت عضوات حركة الهلال الذهبي فرع مقاطعة عفرين في الشهباء عن سعيهن لتطوير بعضهن البعض في المركز، أن ارتباطهن بثقافتهن وفنهن الكردي خلق بداخلهن حب التطوير والتقدم فأصبحن متعددات المواهب ومعلمات للأطفال في الوقت نفسه.

واحدة تتقن العزف على الطبل وغيرها من الآلات الموسيقية، وأخرى تبدع في الغناء والإيقاعات الصوتية وحفظ الأغاني التراثية، وأخريات تمتلكن موهبة الرقص الفلكلوري، وبعضهن التمثيل والمسرح، اجتمعن في مركز حركة الهلال الذهبي لتقدمن ابداعاتهن متحديات ظروف النزوح والتهجير القسري.

 

بالإرادة والإصرار، قلبوا السحر على الساحر

بهار سليمان هي عضو حركة الهلال الذهبي وتتخذ مكانها في الفرق الموسيقية والإيقاع إلى جانب الغناء، تقول عن موهبتها أنها اكتشفتها عندما كان عمرها 13 عاماً، وبدأت بالرقص الفولكلوري والغناء، لتستمر في ذلك حتى بعد التهجير من عفرين صوب الشهباء في العام 2018.

وذكرت بأنهم واجهوا العديد من الصعوبات في الفترة الأولى من النزوح "واجهنا العديد من العوائق والصعوبات لنستمر بمسيرتنا الفنية وفي ظل عدم تواجد مراكز ثقافية في الشهباء كنا نتلقى تدريباتنا في المنازل"، ومع مرور الوقت نظموا أنفسهم إلى أن افتتحوا مركزاً خاصاً بحركة الهلال الذهبي. 

وأشارت بهار سليمان إلى أنه خلال فترة التهجير القسري من عفرين نحو الشهباء شهدت حياتها وشخصيتها الكثير من التغيرات التي وصفتها بـ "الجذرية"، لكنهم استطاعوا قلب السحر على الساحر من خلال تطوير مهاراتهم وقدراتهم الفنية والثقافية والحفاظ على تراثهم وثقافتهم الأم وتمسكهم بها رغم ما مروا به.

تلفت بهار سليمان نظر جميع من يحضرون الاحتفاليات والفعاليات عندما تبدأ بالدق على الطبل وتقول عن ذلك "الإرادة وحب المرء لموهبته تخلق بداخله القوة وبذلك يتمكن من تخطي جميع العوائق والصعوبات والوصول لهدفه".

وأكدت أن ما اتقنته من مواهب خلال سنوات تواجدها في مركز الثقافة والفن وحركة الهلال الذهبي لم يذهب سدى "في الوقت الذي نسعى ونعمل فيه على تطوير شخصيتنا ومواهبنا في المجال الثقافي والفني ندرب الأطفال والشابات على كل ما تعلمناه".

 

"نفيد ونستفيد من تجارب بعضنا البعض"

أما معلمة الرقص الفلكلوري في حركة الهلال الذهبي زينب إيبو ألأشار أشارت إلى أنها كانت عضو بفرقة الرقص الفلكلوري بمقاطعة عفرين، ومع التهجير القسري وتشرد أهالي عفرين كل منهم في مكان تفككت الفرقة وتوجهت لحركة الهلال الذهبي، وتمكنت أن تصبح معلمة لتعليم الرقص الفلكلوري للأطفال.

وبينت أنه بعد التهجير القسري الذي عانى منه أهالي عفرين في الشهباء انعدمت المعاهد الموسيقية كما أن المراكز الثقافية والفنية تفتقد للكوادر وأصحاب المواهب المتقدمة، لذلك أخذت كل عضوة في حركة الهلال الذهبي على عاتقها تدريب وتعليم الفرق والعضوات على العزف، الرقص والغناء والاستفادة من تجارب بعضهن البعض.

وأكدت زينب إيبو أنهم يخطون اليوم خطوات مهمة سوياً وأنهم يشعرون بالفخر لما قدموه، وأضافت "سنبقى متمسكات ومرتبطات بثقافتنا وفننا الأصيل، ولن نسمح للحرب والنزوح أن يؤثر على ارتبطنا بها وسيبقى هذا أقوى سلاح بوجه المحتل التركي وسياسته تجاه شعوب المنطقة".

 

من مبدأ مسؤولية الحفاظ على الثقافة تطورت المواهب  

عضو فرقة المسرح بحركة الهلال الذهبي سوزدار عمر نوهت إلى أن هناك فرقتان للمسرح في الحركة واحدة للأطفال والأخرى للأشبال، وعن الصعوبات والعوائق التي يواجهونها في ظل الظروف الراهنة على مقاطعة الشهباء قالت "افتقاد المنطقة للكوادر المتخصصين في مجال المسرح والتمثيل من أكثر الصعوبات التي واجهتنا، وهذا ما يزيد من مسؤوليتنا لإثبات ذاتنا وتطوير مهاراتنا في التمثيل".

وتطرقت إلى أن ما تملكه من معرفة وموهبة في التمثيل تعمل على تدريبه للأطفال والشابات المتواجدات في حركة الهلال الذهبي وإلى يومنا هذا قدمت فرقة الأطفال التي تدربها العديد من العروض المسرحية في الفعاليات والنشاطات التي تقام في المنطقة.