من مُتدربة إلى مُدربة مسيرة شابة كُردية في ربيع عمرها

اليسار بركل شابة كُردية من سكان مدينة منبج في شمال وشرق سوريا تهوى التراث والثقافة وكل ما يرتبط بهما

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ ، ما تزال في عمر 16 عاماً لكنها نجحت في أن تصبح مُدربة للرقص الفلكلوري، وأن تشرف كذلك على عدد من الفرق الغنائية.
بعد أن كانت متدربة في إحدى فرق الدبكة أصبحت اليسار بركل أول مُدربة شابة لفرق الرقص الفلكلوري في مدينة منبج، تقدم الرقصات الشعبية لمختلف مكونات مدينتها. اليسار وإضافة لكونها أول مدربة شابة لفرق الرقص في مدينة منبج هي في ذات الوقت مُشرفة على فرقة غنائية، خاضت هذه المسيرة بإصرار ودعم من عائلتها التي تهوى إحياء التراث والثقافة. 
منذ تحرير مدينة منبج في 15 آب/أغسطس 2016 من مرتزقة داعش التي سيطرت عليها أكثر من عامين ونصف، بدأ الاهتمام يكبر بالثقافات المتنوعة، وتأسست العديد من الفرق التي تسعى لإحياء ثقافة أهالي المدينة التي تعرف بتنوعها الكبير حيث يسكنها العرب الكرد والتركمان والشركس وكذلك الأرمن.
عندما كان عمرها 12 عاماً انضمت إلى فرقة أمل للرقص وفرقة الغناء في مركز الثقافة والفن الذي تأسس في منبج عام 2017، واستمرت أربع سنوات كعضوة في الفرقتين، ونتيجة شغفها بالرقص واجتهادها في العمل تمكنت من أن تُصبح مُدربة ومُشرفة في هذه الفرق التي كانت عضوة فيها. 
تقول عن بداياتها في الرقص الشعبي "انضمامي إلى فرقة أمل فتح الأبواب أمامي لدخول مجالات أخرى كالغناء والمسرح، فبوسع المرء تحقيق ما يسعى إليه بقوة إرادته، وتصميمه للتغلب على الصعوبات، والإيمان بأن ليس هناك شيء مُستحيل".
 
لم تهمل الدراسة 
اليسار بركل تدرس في مرحلة الثانوي تقول "أنظم وقتي بين الدراسة والعمل، وأتلقى التدريب أغلب الأوقات في المساء، نظراً لأن أعضاء الفرق لديهم دوام مدرسي".
وكانت قد تلقت التدريب في مجال الرقص الفلكلوري التراثي والغناء الشعبي على مدار ثلاثة سنوات، إلا أنها توقفت عن تدريباتها عند وصولها إلى الصف الثالث الإعدادي، وبعد حصولها على الشهادة الدراسية واصلت تدريباتها، "أنا الآن في الصف الأول الثانوي، وأدرب فرق الدبكة للتراث التركماني والكُردي؛ لأنني أملك الخبرة والتجربة في هذا النوع من التدريب".
 
"التراث هو الحامي لثقافة جميع الشعوب"
أما عن تقبل المجتمع لهذا النوع من الفنون أشارت "أهالي منبج لا يميلون كثيراً لفن الدبكة ولا يشجعون أبنائهم على الاهتمام بهذا الجانب، ولهذا أسعى للحفاظ على هذا التراث فهو الحامي لثقافة جميع الشعوب".  
وحول مدى قدرتها على تحمل مسؤولية تدريب فرق الرقص وهي في سن صغيرة قالت "تلقيت العديد من التدريبات لسنوات، مما جعلني قادرة اليوم على أن أكون مدربة في فرقة الشهيدة آرين للدبكة الكُردية، وفرقة الشهيد بوطان تركماني للدبكة التركمانية، والإشراف على فرقة هفرين للغناء".    
حققت الفرق التي شاركت فيها اليسار بركل نجاحاً كبيراً وكانت أول مشاركة للفرق التي تدربها في مهرجان فن وأدب المرأة الثالث الذي اختتمت فعالياته في 21 شباط/فبراير الماضي، تحت شعار "المرأة نبع الفن ونبض الإبداع".
أما كمتدربة فقد شاركت في العديد من الاحتفالات "شاركنا في العديد من الحفلات والفعاليات والمهرجانات التي أقيمت على مستوى مدينة منبج وشمال وشرق سوريا، منها مهرجان الدبكة في مدينة كوباني عام 2019 ومهرجان فن وأدب المرأة بمدينة منبج في أعوام 2019، 2020، 2021 وكذلك شاركنا في مدن أخرى".
تعتبر اليسار بركل أن ما وصلت إليه نجاح كبير "بدأت كمتدربة حتى أصبحت مُدربة، وأسعى لتوسيع فرق الدبك، وأن أصبح مدربة لفرق الغناء أيضاً". 
وفي ختام حديثها تمنت من أهالي مدينة منبج دعم أبنائهم وبناتهم للوصول إلى هذه المرحلة "العديد من الفتيات يأتينَّ إلى مركز الثقافة والفن من أجل المشاركة في فرق الرقص والغناء لكن عائلاتهنَّ تمنعهنَّ من ذلك".