مكملات الملابس الشعبية ثقافة كوباني تحافظ عليها الجدات

يعتبر الزي الكردي للنساء في مقاطعة كوباني، من أكثر الأزياء جمالاً وتنوعاً في الألوان، وللنساء في المقاطعة ارتباط وثيق به وبمكملاته كالشعر والكوفي، وترى غالبية النساء أنه يجب التشجيع على ارتداءه للحفاظ على ثقافة الشعب الكردي

نورشان عبدي 
كوباني ـ .
هنالك العديد من أشكال وأنواع الزي الكردي الخاص بالنساء في كوباني بإقليم الفرات بشمال وشرق سوريا وإضافة له توجد أشياء خاصة ترتديها النساء منذ عشرات السنين وهي الشعر والكوفي، العمامة والتاج الفضي، والإشقور وهو عبارة عن سلسال ذهبي يوضع فوق الشعر الذي يصنع من قماش الحرير الأصلي.  
 
احتفظت بقطعها التي صنعتها منذ أيام الصبا
تقول صالحة عبدي (70) عاماً من حي كانيا كردان في الجهة الشرقية لمقاطعة كوباني "الزي والملابس الكردية الفلكلورية كانت من عاداتنا وتقاليدنا وإضافة للملابس التي تتألف من فستان وقفطان وبرفانك كان هنالك بعض من القطع الأخرى مثل الشعر والتاج والإشقور".
وأضافت "في زمننا كانت المرأة المتزوجة ترتدي الكوفي أما العزباء فكانت ترتدي الشعر والتاج المرصع بالسلاسل الذهبية أو الفضة، وكان من المعيب خروج المرأة دون ارتداء الزي بأكمله".
أما عن تراجع اهتمام الفتيات بالزي الفلكلوري فكان رأيها أن "اليوم هناك المئات من الأزياء إلا أن زينا القديم يبقى أجمل لأنه يمثلنا ويمثل عادتنا وتقاليدنا التي نشأن عليها ويمثل هويتنا الكردية، فقديماً يعرفنا الزائرين من زينا والأشياء التي نضعها على رؤوسنا، أما اليوم فقليل من الفتيات يرتدينه".
النساء المسنات ما يزلن محافظات على ملابسهن، كما تقول صالحة عبدي "العديد من المسنات ما زلن يرتدين الكوفي والعمة التي هي عبارة عن قطة قماش تحاك على شكل دائرة فالعمة تشبه التاج أما الكوفي فيكون على شكل ثلاثة طبقات من القماش ملتفة حول بعضها البعض على شكل قبعة دائرية".
تقول عن العمة والكوفي "تعلمت كيفية ارتدائها وحياكتها من والدتي كنت أضعها على رأسها عندما كنت صغيرة ومع مرور الوقت أتقنت حياكتها، حينها كان من الصعب إيجاد امرأة تتقن كيفية حياكة وارتداء الكوفي والعمة كنا نذهب للنساء اللواتي يتقن ذلك".
القطع مصنوعة من الحرير الذي باتت أسعاره مرتفعة جداً لذلك فهنَّ يكتفين بارتدائها في الحفلات فقط "عندما كنا بعمر الصبا كنا نقضي أغلب أوقاتنا بالأعمال المنزلية والزراعة وتربية الحيوانات وعند الانتهاء منها نقوم بالخياطة والتطريز والحياكة وغيرها لنصنع قطع من الزينة للمنازل التي ما زلت أحتفظ بها لأحافظ على الثقافة".
وأضافت "تراجعت ثقافتنا ككل الثقافات بسبب التطورات التي تحدث في العالم، ولكن منذ ما يقارب الـ 10 سنوات بدأت العديد من الشابات بارتداء الزي الكردي الفلكلوري، وحتى الكرد المغتربين يقتنون منه ويرتدونه في المناسبات".
 
"بمحلي الصغير أحافظ على ثقافتي"
قالت صالحة عبدي أنها تستخدم الحجاب وأقمشة سجاد الصلاة المرصعة التي تشبه الحرير لصناعة الشعر "لدي محل صغير داخل منزلي أصنع فيها الشعر الكردي الفلكلوري، وبسبب غلاء الحرير وعدم توفره استبدلت المواد الأساسية بأخرى مشابهة لها".
وحول طريقة حياكتها تقول "أضعها بشكل مائل وتطوى حول بعضها البعض على شكل مثلث وفي كل زاوية منها تحاك زينة من الخيوط الملونة أما من قبل فكانت هذه الزينة مصنوعة من الذهب أو الفضة، وأبيعها بأسعار أقل بكثير من أسعار السوق".
وأضافت أن ما يهمها هو الحفاظ على الثقافة ونشرها "أعمل على الاحتفاظ بثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي باتت مهددة بالاندثار مع مرور السنين والأزمنة، وأسعى إلى تعريف الأجيال بها وما يشجعني على الاستمرار هو الإقبال الكبير على شراءها".
وتابعت "برأيي للزي الكردي الفلكلوري جمالية خاصة وجاذبية، الشيء الذي يعطي للزي الكردي جمالية أكثر هو الشعر والإشقور الذهبي على رأس النساء".
وفي ختام حديثها تقول صالحة عبدي "نحن الجدات والأمهات مازلنا نحافظ على ثقافتنا من الاندثار، فعلى النساء من كافة الفئات العمرية ارتداء الزي الكردي وزينته كالشعر والإشقور في وقتنا هذا، أما الكوفي والعمة باتت قليلة للغاية لن ترتديها النساء في هذه الأوقات إلا القلائل منهن".