معالي زعرب صاحبة مشروع أثر: للمرأة دور مهم في المجال الثقافي

أبدعت المرأة الفلسطينية في شتى المجالات بأساليب متنوعة، وبرعت أكثر في الحياة الثقافية فلها دور فعال وإيجابي في الحراك الثقافي والفكري من حيث تنمية القدرات وتعزيز المبادئ القيمة لدى الأفراد والحث على مشاركتهم في أنشطة المجتمع

نغم كراجة 
غزة ـ ، وهو ما قامت به معالي زعرب من خلال إطلاق مبادرة "أثر".
أطلقت معالي زعرب ذات الـ 26 عاماً من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خريجة كلية تكنولوجيا المعلومات من جامعة فلسطين عام 2018، مبادرة بعنوان "أثر"، وهو عبارة عن مكتبة متنقلة لاستعارة الكتب وإيصالها إلى كل من يريد قراءتها ولا يستطيع، فتقوم بإعارة الكتب والروايات المتنوعة لكافة مناطق غزة. 
تقول معالي زعرب لوكالتنا وكالة أنباء المرأة إنها ومنذ طفولتها شغوفة بالقراءة وأن الكتابة هوايتها المفضلة، لذا بعد تخرجها قررت ملء وقت فراغها بقراءة الكتب.
عملت على تطوير نفسها كمصممة جرافيك ومبرمجة، إلا أن حبها لتخصصها لم يبعدها عن قراءة الكتب، بل اعتادت على استعارتها وبقيت تزور المكتبات التي تعتبرها بيئة مريحة وهادئة، تنجز أعمالها وتقضي معظم وقتها هناك، إلى حين تفشت جائحة كورونا في القطاع في آب/أغسطس عام 2020.
واقع الإغلاق وفرض الحجر الصحي في قطاع غزة، جعلها تشعر أن هذه الأزمة أثرت على كثير من الناس والقراء الذين يرتادون المكتبات، وفكرت بطريقة لمساعدتهم من خلال إنشاء مكتبة متنقلة للقراء كحل بديل، تقول "أن انتشار وباء كورونا أغلق المكتبات فترة طويلة، ما جعل فكرة إنشاء مكتبة متنقلة للقراءة تشتعل في ذهني، لحل مشكلة العديد من القراء الذين اعتادوا على زيارة المكتبات التي تم إغلاقها".
بدأت معالي زعرب بتنفيذ الفكرة مع بداية عام 2021، لتشكل حافزاً للناس، وإدخال القراءة ضمن أهدافهم، قامت بتجميع الكتب المتواجدة لديها والتي بلغ عددها 30 كتاباً وشراء عدة كتب أخرى، وبدأت بإنشاء صفحة للمكتبة على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام أطلقت عليها اسم "أثر".
بدأت العمل على تسويق وترويج وعرض الكتب عبر صفحتها التي تتولى إرسال الكتب للراغبين في القراءة، لاستعارة الكتب وبالتالي تشجيع الناس على المطالعة.
وفي كل مرة تعير فيها كتاب من المكتبة المتنقلة لشخص ما، تدون المعلومات عن ذلك الشخص قبل تسليمها، كتدوين اسمه ومكان إقامته واسم الكتاب المستعار، والمدة التي يحتاجها لإنهاء قراءة الكتاب.
وأشارت إلى أن الإقبال على إستعارة الكتب كان كبيراً، خاصة بعد قيام بعض مشاهير السوشيال ميديا بنشر فكرة المشروع، حيث انضم إليها العديد من الأشخاص الذين يملكون الكتب لدعم فكرتها، تقول "هناك عدة فتيات دعمن المشروع وقمن بمنحي مجموعة كتب بلغ عددها 40 كتاباً لبضعة أشهر، وبذلك بلغ عدد الكتب التي تحتويها مكتبتي تقريباً 100 كتاب".
ومن المعوقات التي تواجهها، عدم توفر بعض الكتب التي يطلبها القراء، علاوةً على ذلك التأخير بموعد استلام الكتب المستعارة من الأشخاص.
وتسعى معالي زعرب من خلال مكتبتها المتنقلة لإفادة أكبر عدد ممكن من الناس، وخاصة الفئة العاملة التي لا تجد وقتاً للذهاب إلى المكتبات والقراءة، تقول أن النساء منهن الأمهات والعاملات من أكثر الفئات المهتمة والأكثر ارتياداً للمكتبة المتنقلة.
ولم تكتفي معالي زعرب بنشر الكتب وإعارتها عبر صفحتها على موقع انستغرام، بل سعت إلى تنشيط المكتبة عبر إضافة أسئلة ومعلومات عامة وثقافية عن الكتب على صفحتها كل فترة وأخرى، وهو ما لاقى إقبالاً كبيراً من قبل المتابعين، "منحت العديد من الأشخاص معلومات ثرية وقيمة جداً لم يعلموا بها من قبل، لزيادة ثقافتهم وتنمية عقولهم فكرياً وتحفيزهم على التعلم".
كما أنها تقوم بنشر قصص (ستوري) تروي من خلالها قصة حياة كاتب من الكتّاب، لأنها ترى أن معرفة خلفية الكاتب تساعد القارئ على وضع الكتاب في سياق معين في بعض الأحيان.
وعن دور المرأة في المجال الثقافي، تقول معالي زعرب "للمرأة دور مهم جداً في المجال الثقافي، فعلى الصعيد الشخصي زادت معلوماتي الثقافية أكثر وتعلمي للعديد من الثقافات الجديدة من خلال البحث والتعمق".