جوليا أبو زر تأثرت بالمدرسة الواقعية فكانت لوحاتها انطباعاً عن الحياة المعاشة

الرسامة جوليا أبو زر ابنة مدينة الرقة متفائلة بالحركة الفنية بشمال وشرق سوريا، وقالت إنها تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.

ريم محمد

الرقة ـ "بعد التحرير استرجعت ذاكرتي بالرسم والألوان وبدأت التمس بريشتي ألوان الطبيعة"، تقول الفنانة التشكيلية جوليا أبو زر عن عودتها للفن بعد انقطاع دام لسنوات.

جوليا أبو زر 42 عاماً من مدينة الرقة، من المكون الأرمني، لم تختر الفن التشكيلي كما تقول بل هو اختارها منذ عمر الطفولة "عشت في عائلة فقيرة لم تملك المال الكافي لشراء الألوان والدفاتر لكن رغم ذلك دعمتني عائلتي عندما لمست حب الرسم في داخلي".

بدأت جوليا أبو زر الرسم وهي بعمر الـ 6 سنوات، وعندما بلغت 12 عاماً انتسبت لمركز الفنون التشكيلية في الرقة، وأصبحت بعد ذلك عضوة في النقابة.

تقول إنها تلقت الدعم من شقيقتها الكبرى، وترجع لها الفضل فيما هي عليه "منذ صغري كان لدي دعم رئيسي من أختي الكبرى حيث شجعتني على الاستمرار بهوايتي، كما أن والدي كانا يلبيان جميع احتياجاتي من ألوان وأوراق مع العلم أن ظروفهم المادية لم تكن جيدة".

وتابعت تعليمها بالرسم حتى تخرجت منه عندما بلغت من العمر 18 عاماً، لتصبح عضو في النقابية "بعد أن أصبحت نقابية كانت لدي فرصة لعرض لوحاتي في المعرض الروسي في دمشق المخصص لفتيات الرقة في عام 1999"، مشيرةً إلى أنها شاركت في لوحة لشجرة "الشجرة أم فهي أصل العطاء جذورها تمتد في الأرض وفروعها تتجه نحو السماء".

تتأثر جوليا أبو زر بطبيعة مجتمعها وتتفاعل معه، تقول إنه "لا يوجد فنان لا يتأثر بطبيعة منطقته"، كما أنها تأثرت بالمدرسة الواقعية، فجاءت لوحاتها محاكية للواقع كلوحتها التي صورت بها الشهيدة هفرين خلف "لقد رأيت في شخصيتها المرأة المقاومة، وأخذت مني لوحتها وقتاً طويلاً، فقد حاولت التمعن بكل تفصيل من تفاصيلها".

وترى أن الحركة الفنية في شمال شرق سوريا في تطور متزايد حيث أن هناك العديد من الفنانين/ت يبدعون في مختلف أشكال الفن.

واختتمت جوليا أبو زر حديثها بالإشارة إلى أن لا وقت يحدد الرسم "لا يوجد وقت أو مكان معين للرسم، فأحياناً استيقظ في منتصف الليل لأرسم". مؤكدةً أن الهواية لا تكفي بل يجب التخصص في مجال الرسم لصقل الموهبة "على الهواة والرسامين الجدد أن يتعلموا أصول الرسم في المدارس وأكاديميات الفنون الجميلة حيث يرسمون خطوطهم بخبرة".

يذكر أن الفن التشكيلي في الرقة شهد في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حركة وتطوراً بطيئين، وفي عام 1975 تأسس تجمع فناني الرقة الذي يعتبر أبرز ظاهرة فنية تشكيلية في المدينة، وشاركت فنانتين في المعارض التي أقيمت في الرقة وهما صبرية فطوم، ومها عجان الحديد.