في معرض بغداد الدولي للكتاب الكاتبة زمن الحسن توقع "قرية النوادر" بشخصيات تجسد معاناة المرأة

بغداد تقرأ ببريق التجدد وارتباط التاريخ والحضارة بمستقبل يسعى الشباب لجعله كما يتمنون، وذلك من خلال معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته 22 تحت شعار "الكتاب وطن"

غفران الراضي 
بغداد ـ .
انطلقت في العاصمة العراقية بغداد فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب، وكان للمرأة حضور مثلته الكاتبة زمن الحسن وهي توقع مولودها الأول "قرية النوادر" ضمن فعاليات المعرض، ليمتلك ذات الصخب المطالب بأثبات وجود ودور المرأة.
وانطلقت فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته 22 على أرض معرض بغداد الدولي في العاشر من حزيران/يونيو الجاري، وكان من المقرر أن يستمر حتى 20 من الشهر ذاته، ولكن نتيجة الزخم والإقبال الكبير عليه من قبل العراقيين والعراقيات تم تمديده يوماً إضافياً.
على الرغم من عملها كمحاسبة إلا أنها لم تترك هويتها وهوايتها مع الحرف واهتمامها بقضايا المرأة، كونها تعاصر الكثير من المحن كغيرها من النساء في بلد يعاني في تعامله مع المرأة.
تجد الكاتبة زمن الحسن وهي لم تكمل عقدها الثالث من العمر، أن القصص سواءً المضيئة أو المؤلمة للمرأة العراقية تصل إلى الخيال، لأنها أسطورية لا تحتاج إلا لموهبة في كتابة النص لتعرف عنها ما لا يصدق.  
وتضيف "اهتمامي بقضايا المرأة ليس وليد الحرف، بل أنه وليد الإحساس بكل أنواع المعاناة التي تعيشها النساء لأسباب وظروف مختلفة، المرأة في العالم مظلومة تعيش تحت وطأة الظلم والخوف، لكن بدرجات متفاوتة". 
ومن خلال كتابها "قرية النوادر" استطاعت أن تمزج الأحداث وتركب الشخصيات، حتى تستطيع أن تظهر كل الممارسات والملابسات في حياة المرأة العراقية، واستعانت بكلمة "قرية" في عنوان كتابها حتى تصل للحياة المتكاملة التي ترجو أن تحصل المرأة عليها.
وعن بداية حياتها ككاتبة تؤكد زمن الحسن أن الموهبة لديها لم تولد بفترة زمنية معينة، وأن كانت بذورها منذ الطفولة إلا أن تلاقح التجارب والمطالعة المستمرة حددت تلك الموهبة بالإطار الصحيح لتكون الانطلاقة المتقنة عام ٢٠١٦. 
وتعزو تطور روح الكتابة لديها للنقد ومشاركة كتبها مع الصحف "نشر نصوصي وقصصي في الصحف والمجلات ورأي النقاد والكتاب ألهمني لأكون أكثر تركيزاً على تنمية الموهبة، وحتى يكون إنتاجي أدبياً معبر بشكل أكبر عن رؤيتي للحياة والمرأة". 
بينما تؤكد على أهمية دور المحيط في الدعم المعنوي وتعزيز ثقة الإنسان وقدرته على العطاء والإنتاج في كل مفاصل الحياة، وهذا ما وجدته من محيط الأسرة والأصدقاء.
وعن اختيارها معرض بغداد الدولي لتوقيع كتابها الأول تقول زمن الحسن "أنا من المشاركين والمتابعين بشغف لفعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب كل عام، وله أهمية كبيرة بالنسبة لي فهو تجمع للثقافة والفنون ومتذوقي الأدب والمهتمين به، لذلك أردت أن يكون توقيع كتابي جزء من هذا التجمع الثقافي". 
وعن أجواء معرض بغداد الدولي في دورته الـ ٢٢ تقول "كل شيء يدعو للجمال والاهتمام، وكل من يدخل المعرض ويتجول بين المؤلفات ورائحة الكتب وهذا الكم الهائل من الاصدارات والثروة الكتابية، يشعر برغبة في التهام كل تلك التجارب والقصص والأفكار التي تحتويها الكتب، لذلك تشاهد الفتيات والنساء والشباب وكبار السن والمهتمين بالأدب والبعيدين عن التخصص الأدبي جميعهم ينجذبون نحو هذا الكرنفال". 
كما وتعتقد أن معرض الكتاب فرصة للقاء بالكتاب والتعرف عليهم وجهاً لوجه "من الصعب أن يجتمع عدد من الكتاب بهذا الشغف كما في معرض الكتاب، وهذا ما حصل فعلاً عندما التقيت بهم لأول مرة، والحقيقة أن الكاتب/ة العراقي مهتم بمشاركة المرأة في واقع الأدب والثقافة العربية، ومشجعاً للموهبة النسوية ومحفزاً للتواجد وإثبات الذات". 
وعن مدى تأثر وتأثير الكاتبة والشاعرة العراقية في مجال الثقافة والفن تستذكر زمن الحسن الشاعرة العراقية لميعة عمارة، التي رحلت قبل أيام تاركة حب كبير وإبداع في الذاكرة العراقية "تعتبر الشاعرة لميعة عمارة أهم شاعرة مؤثرة استطاعت أن تحول الحرف إلى طاقة وصورة وتعطي مثال لقوة المرأة بشكل مختلف". 
بينما تعتبر الكاتبة العراقية أنعام كجه جي مثال للنص الروائي ومدرسة نسوية يجب الاقتداء بها، وهي تتحدث بلسان المرأة كمحور أساسي في معترك الحياة وحيثياته. كما تقول. 
وفي ختام حديثها تأمل زمن الحسن أن تكون قادرة على إيصال قضية المرأة وكل ما تمر به من خلال النص والقصة والرواية. 
وجاء معرض بغداد للكتاب بعد انقطاع تنظيم المعارض لأكثر من عام بسبب انتشار فيروس كورونا، كما أنه شهد قلة مشاركة دور النشر حيث شاركت فقط 288 دار محلية وعربية وأجنبية من 14 دولة.