بسمة سادات: حبي للألوان لا حدود له

"الألوان الزيتية هي الأجمل وخاصة على أبواب وجدران القصبة" هذا هو رأي الرسامة الجزائرية بسمة سادات التي اكتشفت موهبتها الفنية منذ طفولتها، فعملت على تنميتها وتطويرها من منطلق شغفها الخاص بعالم الرسم والفنون

نجوى راهم
الجزائر ـ ، فتبلورت موهبتها الفنية بطريقة إبداعية مميزة في إطار طموحها المستقبلي لافتتاح مرسم خاص بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة.
تقول الفنانة التشكيلية بسمة سادات البالغة من العمر 25 عاماً من الجزائر العاصمة، خريجة كلية الصحافة والإعلام، عن اكتشافها لموهبتها ودور عائلتها في دخولها عالم الفن والرسم، "كنت أحب الرسم وأنا صغيرة، كما كنت أميل كثيراً إلى الألوان والزخرفات، بدايتي مع الرسم لم تكن بغرض احترافه واتخاذه مهنة، لكن سرعان ما بدأت علاقتي بها تتطور، يعود فضل اكتشاف ميولي للرسم منذ الطفولة المبكرة لوالدي، كان يراقبني حينما أمزج الألوان وأتقن حدودها في مادة التربية الفنية بالمدرسة، كان يساعدني في اختيار الألوان وتوفير كل ما يتطلب من أجل إخراج لوحات فنية جميلة".
وعن أولى خطواتها في مجال الفن تقول "بدأت أولى خطواتي في الرسم على الورق ودخلت إلى جمعية الثقافة والفنون بالجزائر العاصمة، طورت موهبتي حتى تمكنت من الزخرفة على الورق والزجاج والخشب من صناديق ومرايا وأسقف، بالإضافة إلى اللوحات الخشبية".
ويعتبر فن الرسم على الخشب من أقدم الفنون الجميلة في التاريخ بدأ به الإنسان منذ العصور القديمة، وقد زين العثمانيون الأبنية المختلفة بالأجزاء الخشبية سواء كانت حفراً على الخشب أو نقشاً عليه أو تلوينه؛ واستخدم لتشكيل رسومات هندسية جميلة.
وتضيف بسمة سادات "عائلتي قدرت موهبتي الفنية ولاحظت ذلك من أول لوحة فنية رسمتها، لقد حفزوني على الالتحاق بالعديد من الدورات الفنية لتنمية مهارتي في الرسم".
وتكمل دمجت عالم الصحافة بعالم الفنون الجميلة ووجدت العالمين مختلفين تماماً كون مجال الصحافة مليء بالحركة والنشاط والحيوية والتحركات وبعض الضغوطات، على عكس مجال الفن الذي وجدته عالم هادئ مليء بالألوان والخيال الواسع، "أي نسرح ونحلم فيه كما نريد".
وحول انطلاقتها الأولى بالمشاركة في المعارض الفنية تقول "قمت بالزخرفة على بعض المرايا والصناديق والأبواب التي لاقت اعجاباً كبيراً من طرف أستاذي بالجمعية التي كنت أدرس بها فنصحني بعرضها أمام الزوار، ومن هنا كانت انطلاقتي الحقيقية التي شجعتني على الخوض أكثر في عالم الريشة والزخرفة على كل ما يعترض طريقي بتجسيد أعمال تلبي رغبة الجمهور".
وتحب بسمة سادات التي تجمع في لوحاتها ما بين الطبيعة والواقع، الزخرفة على الخشب الذي بدأت الرسم فيه على لوحات وصناديق متقنة شاركت بها لأول مرة عام 2015 في معرض الفنون التشكيلية بقصر رياس البحر.
وترى بسمة سادات الشغوفة بالزخرفة الإسلامية والحضارة الأندلسية ومزج الألوان، أن "الألوان الزيتية هي الأجمل وخاصة على أبواب وجدران القصبة".
وأكدت أن جائحة كورونا لم تؤثر على أعمالها أو تقف عائقاً يحبط من عزيمتها وإرادتها "لم يؤثر سوء الوضع الصحي عليَّ بشكل سلبي، بل على العكس فقد خصصت وقتاً كافياً للتحضير للوحات فنية جديدة لأشارك بها في اليوم العالمي للقصبة وعدة مهرجانات افتراضية وواقعية في أروقة وأماكن مخصصة للتعريف بالفن التشكيلي والفنان، حيث قمت بتحضير أكثر من 10 أعمال بين لوحات وصناديق، وسعدت كثيراً بآراء الزوار والمعجبين بأعمالي".
وتقول بأنها حصلت على بطاقة فنان "تحصلت على بطاقة الفنان عام 2017، بعد تقديمي لعمل فني لباب القصبة ممزوج بألوان مبهجة، كنت محظوظة جداً بعد الاستقبال المميز من طرف موظفة حقوق المؤلف وحفظ الأعمال بعد رؤية عملي مما جعلها تعطيني البطاقة باستحقاق وفخر بتميز عملي وقيمته المستحقة".
وللجزائر العاصمة 7 أبواب، تعرف أيضاً بـ أبواب القصبة، من أشهرها "باب الوادي، باب الجديد، باب عزون، باب الزيرة، باب البحر، باب سيدي رمضان، باب السبوعة"، وهي أبواب كبيرة الحجم مصنوعة من الخشب ومزخرفة بزخارف جميلة تفتح عند طلوع الشمس وتغلق عند غروبها.
وفي إجابة على سؤالنا بمن تأثرت وإلى أي مدرسة تنتمي تقول "تأثرت كثيراً بالمدرسة الرومانسية لانسجام الألوان وانجذابها إلى الطبيعة، حبي للألوان انعكس على أعمالي وهذا ما يجعلني أعتمد على الألوان في كل أعمالي".
وتطمح بسمة سادات أن يكون لها معرض خاص يجمع كل أعمالها "أحلم بعرض لوحاتي المصنوعة من قطع خشب مزخرفة وأن أكون سفيرة للإبداع والفن وتجسيد رسائل وتطلعات في الحرية والاستقلال بلوحات إبداعية مميزة".