بعد غياب... حفل موسيقي ناجح للفرقة السمفونية العراقية في المسرح الوطني

بعد انقطاع دام لأكثر من عام بسبب جائحة كورونا وتداعياتها تعود الفرقة السمفونية العراقية لتقديم عروضها الموسيقية في قلب بغداد على خشبة المسرح الوطني العراقي بحضور متميز وأداء خيالي

غفران الراضي 
بغداد ـ
والفرقة السمفونية بدأت مشوارها الموسيقي في أربعينيات القرن الماضي لكن تم الإعلان عن تأسيسها رسمياً عام 1959، وتعتبر أوركسترا السمفونية العراقية من أقدم السمفونيات في العالم.  
وللحديث عن المرأة ودورها كان لنا لقاء مع عازفة إيقاع "بيس درام ترنكل" ضمن الفرقة السمفونية نور محمد والتي بدأت حديثها عن فقد عدد من أعضاء الفرقة بسبب وباء كورونا وأمراض أخرى ألمت بهم "فقدنا أعضاء أعزاء لكن محبتهم تكمن في استمرارنا في بث الموسيقى والجمال كما كانوا يتمنون دوماً". 
وعن الحفل وتفاصيله تجد نور محمد أن التنوع في القطعات الموسيقية ومقطوعة فلم الرسالة التي تقدم لأول مرة قد نالت استحسان الجمهور. 
بينما تحدثت عن وجود المرأة في الفرقة السمفونية العراقية "وجود المرأة في الفرقة السمفونية العراقية بحد ذاته تحدي ودعم للمرأة وكيانها وإثبات وجودها في كل مجالات الحياة وخاصةً الإبداعية".
وعبرت نور محمد عن رغبتها في تعميم ثقافة الفن والموسيقى وزيادة عدد النساء ضمن الفرقة السمفونية، حيث أنها تجد أن بعض المشككين بقدرة المرأة وإبداعها هم رجال بفكر رجعي" نتعرض لبعض الممارسات لإيصال النساء إلى الفرقة، بسبب تفضيل الرجال خلال اختبار الأداء، وهذا يعد تصرف رجعي".
نور محمد التي بدأت مسيرتها الفنية في عالم الموسيقى قبل ١٠ سنوات بعد تخرجها من معهد الفنون الموسيقية في بغداد لتكون أكاديمية المنهج ومبدعة الأداء تقول إن تحديات دخول عالم الموسيقى للمرأة تبدأ من اختيار الدراسات الموسيقية وتحتاج لبيئة صحية للتعامل مع الفن "هذا كان حاضراً في أسرتي مما سهل علي الأمر على العكس من الكثير من النساء اللواتي فقدن حلم العزف على آلة موسيقية بسبب فكر الأهل ورفضهم للموسيقى دراسة واحتراف".
وتعتقد أن الموسيقى عالم قريب جداً من المرأة "المرأة بإحساسها وتفاعلها مع عناصر الحياة تكون أكثر شغفاً وتأثيراً بالموسيقى لذلك كان الارتباط الحسي بينهما أكبر". 
وعن تجربتها في الفرقة السمفونية تقول "كانت البداية تجمع بين المسؤولية والشغف والرغبة في تحقيق النجاح خاصةً وأن الانظار دائماً تكون على العنصر النسوي أكثر من الرجل وكان هناك من يحاول أن يتربص بنا". 
إلا أن نور محمد أثبتت وجودها ضمن الفرقة فكانت الأولى في الفرقة من العنصر النسوي لكنها بالطبع ليست الأخيرة وازداد عدد النساء ليصبح تسعة "الأمل يشجع على ازدياد العنصر النسوي". 
ودعت لدعم وجود النساء أكثر في الفرقة السمفونية، وكذلك دعم الفرقة بشكل عام مؤكدةً على ضرورة أن تحدد نسبة للنساء في الفرق تصل إلى النصف.
وكانت الحفلة الموسيقية ناجحة من حيث الإقبال الجماهيري فكل التذاكر قد بيعت لجمهور متعطش للموسيقى، وعزف المايسترو محمد عزت واحد من مقطوعاته الموسيقية التي فازت بأفضل مقطوعة موسيقية في العالم في مسابقة للموسيقى في ألمانيا. 
يقول المايسترو محمد أمين عزت الذي كان قائد الفرقة الموسيقية للحفل أن الموسيقى هي رسالة الحب والسلام في العالم، ولكنه يشكو من الإهمال المتعمد للفن "عاصرت خمسة أجيال للفرقة الموسيقية منذ عام ١٩٩٠ إلى هذا اليوم ومع ظروف الحصار والحروب بقيت الفرقة السمفونية العراقية تجاهد في سبيل البقاء والعطاء وكل ذلك بجهود ذاتية لكن الإهمال كبير وواضح من قبل الجهات الحكومية ووزارة الثقافة". 
وفي ظل الخلافات بين إدارة المسرح في الوزارة مع مدير آخر أو خلل في بعض الأمور الإدارية يعتقد المايسترو محمد عزت أن ما يحدث يجب ألا يؤثر على الفرقة السمفونية ونشاطاتها "كثير من التداخلات والتدخلات والمشاكل الإدارية وأمور متعلقة بالدعم قد تؤثر على إحياء الحفلات الخاصة بالغربة السمفونية وهذا يجب ألا يحصل". 
ويضيف محمد عزت "نعاني من مشاكل لوجستية أيضاً تتعلق حتى في مكان البروفات والتدريبات التي تسبق الحفل حتى وصل الأمر لجمع مبالغ مالية من أعضاء الفرقة لتوفير مكان للبروفات".
وعن حضور النساء في الفرقة السمفونية يقول "منذ عشر سنوات ارتأيت الاعتماد على العنصر النسائي وعدد النساء في تزايد وهذا من إفرازات المعاهد الموسيقية في العراق". 
وعن مدى أهمية الاستعانة بالنساء في الفرقة السمفونية بين أن "العنصر النسوي أكثر التزاماً بالتدريب والحضور ودؤوب على تطوير نفسه مع إضافة البهجة والجمال والحب في الفرقة". 
ويؤكد محمد عزت أنه يعمل على نسخ فكرة أغلبية المرأة في الأوركسترا مثل هولندا وبلجيكا وغيرها من الدول التي تعتمد النساء في الفرق الموسيقية.