بالرغم من المعوقات... فتاة ليبية تسعى لتطوير عملها في المسرح والسينما

للوقوف على خشبة المسرح تحدت روز إبراهيم عائلتها ومجتمعها الذي عارض بشدة عملها ودراستها للمسرح والسينما.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ تحدت الممثلة المسرحية وخريجة كلية الإعلام بجامعة بنغازي في ليبيا روز إبراهيم نظرة المجتمع الدونية ضد النساء والفتيات وناضلت من أجل تحقيق حلمها، فتركت مدينتها مرج لتبحث عن طموحها، وأصبحت تقدم عروضاً مسرحية ملهمة عن قضايا المرأة.

أوضحت روز إبراهيم أنه عندما درست المسرح والسينما كان تفكيرها منصب حول الإخراج، ولكن بعد فترة وجدت نفسها متجهة للتمثيل خاصة المسرحي، وقررت أن ترتقي درجات الاحترافية بكل ثبات "أعمل باجتهاد على تطوير نفسي وتكثيف التدريبات والمشاركات المسرحية".

ولفتت إلى أنها تحدت جميع الظروف من أجل أن تقف على خشبة المسرح، وتغربت عن مدينتها المرج لتدرس المسرح في مدينة بنغازي، كما تحدت عائلتها التي عارضت بشدة عملها ودراستها للمسرح والسينما.

ومن بين معاناتها لاستكمال دراستها قطعها يومياً مسافة 100 كيلومتر، حيث كانت تضطر للخروج باكراً من الساعة الخامسة صباحاً من بيتها في مدينة المرج، متوجهة لمدينة بنغازي، وتعود في ذات اليوم لتصل المنزل في الساعة 11 مساءً.

وأوضحت أنها عانت من مشقة الطريق لعام كامل ودفع مصاريف المواصلات، ورغم ذلك تقول إن "هذا التعب والمشقة كان لهما طعماً خاص لأنهما كانا من أجل الوصول إلى حلمي والوقوف على خشبة المسرح، والتخرج من كلية الإعلام قسم المسرح والسينما بجامعة بنغازي".

وعن بداياتها في مجال المسرح توضح "بدأت منذ أن كنت في المدرسة الابتدائية، ولكن ما أعده انطلاقة حقيقية لي في هذا المجال هي المسرحية التي قدمتها في المرحلة الثانوية ومنها توجهت لدراسة المسرح والسينما عام 2015 وتم قبولي بعد الاختبار الذي قدمته في الكلية، ومن ثم توجهت لاستكمال دراستي في عام 2017".

وذكرت روز إبراهيم أنها مثلت أيضاً في التلفزيون عام 2019، ومن ثم قامت بعمل تدريبات على عدد من المسرحيات، ولكن لم يحالفها الحظ في عرضهن، وفي عام 2021 قامت زميلتها في الدراسة الفنانة سهى الهوني بدعوتها للمشاركة معها في مسرحية "ببجي" وقامتا بعرضه في المبادرة المسرحية بجامعة بنغازي.

ولفتت إلى أنه بجانب التمثيل أخرجت ثاني مسرحية لها وكانت بعنوان "نوق"، وتوالت بعدها المشاركات المسرحية، حيث شاركت في مسرحية صور في الذاكرة تم عرضها في تونس "حصلنا من خلالها على جائزة الروح الجماعية، وكانت من المشاركات الجميلة والتي شكلت بداخلي حافز للاستمرار في هذا المجال".

وحول طرح موضوعات تخص المرأة من خلال مسرحياتها مستقبلاً، تنوه إلى أنه "أعد حالياً لمسرحية هي من كتابتي وإخراجي وتمثيلي تحت عنوان "هلوسة"، وهي مسرحية تسلط الضوء على المشاكل التي تعاني منها الفتيات في المجتمع الليبي دون أن يلتفت إليهن أحد، وسأشارك فيها خارج ليبيا".

وأوضحت روز إبراهيم أن الفن في ليبيا ليس مصدر للزرق ولا يمكن أن يكون لديه مردود مادي جيد، إلا أنها تصر على الاستمرار في هذا الطريق، مضيفةً أنها مادامت تحب هذا المجال ستسعى إلى تحقيق طموحها فيه، وهي لديها عمل آخر كمصدر رزق جيد يغنيها عن التفكير في التمثيل كمصدر رزق.

وحول النظرة السلبية التي ينظرها المجتمع الليبي للمرأة التي تقتحم مجال المسرح، تقول "في البداية تأثرت كثيراً بهذه النظرة السلبية، وحاربني المجتمع ورفضت أسرتي دخولي هذا المجال، ودخلت في حالة اكتئاب ولكن تشجعت وأصبحت أقوى من أجل الاستمرار في تحقيق حلمي، حتى وافقت أسرتي ودعمتني للوصول إلى ما أريده في مجال المسرح والتمثيل".

وذكرت روز إبراهيم أنها تعرضت للتنمر من أقرب الناس لها، حتى أنها لم تسلم من التنمر من شكلها إذ أنها تعاني من مشكلة في فكها وعلاجها يحتاج لفترات طويلة، وأصيبت بالإحباط وظلت حبيسة غرفتها، ولكنها تحدت كل ذلك وخرجت للحياة مجدداً وانطلقت من أجل تحقيق حلمها.

وأضافت "نحن بحاجة لسنوات طويلة من الصبر حتى نغير نظرة المجتمع الدونية تجاه الفنانة والصحفية، وهي بدأت نوعاً ما تتغير، وبدأت العائلة تتقبل فكرة كوني فنانة بعد أن شاهدوا تمثيلي".

وعن دعم التخصص الأكاديمي موهبتها لفتت إلى أن "الدراسة في الكلية تختلف عن الواقع العملي فنحن نتلقى المعرفة نظرياً فقط مثل تعلم المدارس وتأسيس المسرح، ولكن لم يتم دعمنا في كيفية الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور".

وأوضحت أنها تميل للسينما كما تميل للمسرح فهي تعشقها بذات القدر ولديها محاولات في كتابة بعض السيناريوهات خاصة بأفلام من أفكارها، كما مثلت في العديد من الأفلام القصيرة وواحد طويل، وتتمنى أن تجد نفسها في أفلام من بطولتها.

وفي ختام حديثها تمنت روز إبراهيم من الفتيات اللواتي لديهن طموح في أي مجال أن تتوجهن إليه "لم تعد المرأة في البلاد ضعيفة، ولابد أن تسعى كل الفتيات وراء أحلامهن فلا يحبطهن كلام المجتمع أو البيئة المحيطة".