بالإصرار والمثابرة تظهر إبداعها في الأعمال الفنية

"الإعاقة لم تكن قادرة على وضع حدود لموهبتي"، بهذه الكلمات عبرت الفنانة بروانة أميري من شرق كردستان، عن تجربتها الفنية رغم إعاقتها والمشاكل التي تواجهها.

جوان كرمي

كرماشان ـ افتتحت الفنانة بروانة أميري من مدينة كرماشان بشرق كردستان معرضاً في مجمع جولستان التجاري وجعلت أعمالها الفنية متاحة للأهالي ولاقت استحسان واسعاً، وكانت هذه الأعمال نتيجة ثماني سنوات من الجهد والمثابرة في تعلم العديد من الفنون في مجال الحرف اليدوية.

على الرغم من إعاقتها، تمكنت الشابة بروانة أميري من مواصلة دراستها الجامعية في نفس وقت عملها الفني، وهي الآن تنتج أعمالاً في فنون الرسم على الفخار والسراميك والخشب، إضافة للرسم البارز (ثلاثي الأبعاد) والنقش على النحاس والفضة.

قالت بروانه أميري "أمارس فن الرسم على الفخار منذ ما يقارب من ثماني سنوات، وبعد أن رأيت أن الفن يحتاج إلى إحياء من جديد وأن الكثير من الناس لا يهتمون بمجاله، اتجهت إليه وحاولت العمل فيه، لأن النساء يمكنهن خلق الفن في بيوتهن وكسب المال من خلاله"، مشيرةً إلى أنها ولدت بإعاقة، لكن هذه الإعاقة لم تكن قادرة على أن تقف عائق في طريقها، رغم ذلك استطاعت أن تقف عل قدميها.

وعن دعم المنظمات لها أوضحت أن المنظمات ذات الصلة بالفنانين وذوي الإعاقة لم تقدم أي دعم لها "لكي تظهر أعمالي بشكل أكبر كنت بحاجة إلى الدعم، لكن على الرغم من أنه كان يجب أن أتلقى الدعم من مكتب التراث الثقافي أو منظمة الرعاية الاجتماعية، حتى أنني طلبت الكثير حتى يتمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من القدوم والحصول على تدريب مجاني، ولكن للأسف لا يوجد أي دعم لي للمشاركة مع الآخرين، لكن بإصراري ومثابرتي، تمكنت من صنع كل هذه الأعمال، لأن إعدادها يستغرق وقتاً طويلاً.

ولفتت إلى أنها تمكنت من افتتاح هذا المعرض باستثمارها الخاص "في البداية ساعدتني عائلتي في الوصول إلى أماكن كثيرة وتحسين عملي خلال السنوات السابقة، لأنني منذ البداية لم أتمكن من إنتاج هذه الأعمال، لكنني الآن أنتج أعداد كبيرة لكثرة الطلب عليها".

وعن أعمالها الفنية وتخصصاتها المختلفة، تقول "من الفنون التي أمارسها في هذا المجال ما يسمى بالتزجيج وهو عمل يدوي يجعل الفخار أو السيراميك أكثر مقاومة للماء وآمنة على الطعام"، مشيرة إلى أنه "أقوم بتحضير الفخار الخام أو السيراميك وأرسم عليه اللوحات، وكذلك أضع المينا المزجج على الفخار من أجل إبراز الرسومات، والجيد في السيراميك أنه لا يحتاج إلى الفرن ويمكن وضعه في غسالة الأطباق".

وحول المشاكل التي تواجهها أوضحت أن الرسم على الفخار، يتطلب وضعه في الفرن وهي صعبة للغاية، لأن كل هذه الأعمال يجب أن تدخل الفرن، إذا لم يكن هناك فرن، فإنها لن تكون صالحة للاستعمال، لأنه بعد طلائها، يجب خبزها، وقبل الخبز يكون لها حالة تشبه الجص، ولكن بعد أدخلها للفرن تصبح قابلة للاستخدام تماماً وإذا رأيت الداخل فهي مزججة بالكامل ولها لمعان كافي. لسوء الحظ ليس لدي فرن وأضطر إلى حمل كل هذه الأدوات وأخذها وإعادتها في ظل ظروف صعبة للغاية، مضيفةً أن الفرن ضروري للغاية، وإذا كان هناك دعم، فيمكنني إنشاء ورشة عمل للنساء، حتى يكون من الممكن تقديم دعم كبير للنساء حتى تتمكن من كسب دخلهن الخاص.