أرديلان كيتكاني... تعبر من خلال لوحاتها عن واقع المرأة في المجتمع

جسدت أرديلان كيتكاني من خلال لوحاتها وألوانها واقع المرأة ومعاناتها في المجتمع، وكانت "حافية القدمين" إحداها، رسمت فيها فتاة تجري بلا حذاء وقدماها مليئة بالدماء، لتعبر عن المعنى الحقيقي والعميق للألم

دلال رمضان 
كوباني ـ .
أرديلان كيتكاتي (23) عاماً، من مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا، بدأت موهبتها في الرسم بعمر الـ 15 عاماً، بعد ثورة روج آفا في 19 تموز/يوليو 2012، وافتتاح مركز باقي خدو للثقافة والفن العديد من الدورات التدريبية الخاصة بالفنون التشكيلية.
وقالت لوكالتنا "أحببت تلك الموهبة التي أمتلكها، فكان حلمي منذ الطَّفولة تنميتها، وإتقان ما أقوم به، لذا حفزت نفسي، ووجدت الفرصة في مركز الثَّقافة والفن، ومنذ عامين اتلقى دورات تدريبية وواظبت على حضورها في أوقاتها".
وتدخل أرديلان كيتكاني العنصر واللمسة النَّسوية النّاعمة للوحاتها "أرسم الوجوه ذات التَّعابير المختلفة، ومنها ما يعبر عن الظَّلم والألم الذي تتعرض له المرأة، وأركز على التَّجاعيد ونظرات العين، إضافة للوحات المعبرة عن الحرب التي نعيشها، ولوحات مقاتلات ومقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الدَّيمقراطية والشّهداء".
وأولى لوحاتها حملت عنوان (حافية القدمين)، فكانت لامرأة تجري بلا حذاء قدماها ممتلئتان بالدماء، وحاولت إظهار تعابير تبرز معاناة المرأة وألمها، كما تبين.
وقالت "بعد أن شاركت بعدة معارض فنية تشكيليّة، اندهشت عائلتي بلوحاتي، مما أعطاهم الثَّقة بموهبتي، وعندها بدأوا بتشجيعي لأكمل مسيرتي".
"بدأت بالرسم على القماش والأوراق، كنت أصورها في مخيلتي وأختار الألوان ونمط الرَّسم، وفي الحقيقة معظمها تخيلتها وأنا طفلة، أستطيع أن أنجز اللوحة خلال يومين، وبعض اللوحات التي تتطلب الدَّقة تحتاج لشهر"، هذا ما تؤكده أرديلان كيتكاني. 
وحول الألوان التي تستخدمها أشارت "هي غالباً غير متوفرة وغير أصلية وأسعارها مرتفعة، لذا يدعمني شقيقي الذي يسكن في الخارج، لأشتري المواد اللازمة".
ورسمت 35 لوحة خلال عام ونصف، منها لوحات الفحم، والرَّصاص الخشبي، والألوان التّدريجيّة، والباستيل، والظَّل، والزَّيتية.
وشاركت بمعرضين مُنفصلين الأول بالمركز الثَّقافي ونالت مرتبة تقدير، والثَّاني "أزيز اللون" منذ قرابة شهر شاركت فيه بستة لوحات، وتقول "من يملكون الحس الفني حقاً، يثقون بقدرة المرأة، ويدعمون موهبتها، وفي المقابل هناك من لا يهتمون بموهبتها وتثقيفها". 
وحول مشاركتها في (أزيز اللون) تقول أن هذا المعرض لقي إقبالاً حاشداً، وتذوقاً فنياً لافتاً من قبل الحضور "كانوا يسألونني عن الألوان وأسلوب الرّسم وأنماطه، وموهبتي وقدرتي على التّطور، فباتت لدي رغبة أن أصل لمستوى عالمي".