الطفلين شادي وربيع جان نجما الشاشات السورية

توأما البهجة، شادي وربيع جان اللذان اقتحما بكل مهارة عالم الفن سينما ومسرحاً ودراما، وحجزا لهما بكل جدارة مكاناً يستقطب عيون المخرجين، ولا عجب في ذلك إن علمنا أن والدتهما الصحفية أمينة عباس التي دخلت مجال التمثيل أيضاً

أماني المانع
دمشق ـ .     
شادي وربيع طالبان متفوقان في المدرسة ودائماً ما يحصلان على علامات عالية، فلا يؤثر التمثيل على تحصيلهما العلمي بشيء فهما دائماً يحاولان تدارك وتعويض ما يفوتهما بالإضافة لتنظيم الوقت وتعلم اللغات كالإنجليزية والفرنسية والعزف على العود في معهد للموسيقا.
يتعامل الطلاب والمدرسين معهما بشكل طبيعي وودود وفضولي في نفس الوقت فعليهما أن يثبتا نفسيهما كطالبين متفوقين لا كممثلين، ولا يخلو الأمر أحياناً من بعض الأسئلة التي يطرحها الطلاب حول بعض الأحداث التي تجري في مسلسل شاركا فيه، وكيف ستكون النهاية أو عن أسرار العمل وكواليسه.
لم تكن النجومية والشهرة الهدف الأساسي لدخولهما مجال التمثيل وإنما ممارسة ما يحبان، فمنذ صغرهما ارتادا المسرح وتابعا كل ما يعرض من مسرحيات، وكثيراً ما كانا يقومان بعمل مسرحية في البيت ويشاركهما فيها بعض الأقارب ليقدماها بإحدى المناسبات، فلم يدفعهما والداهما إلى التمثيل بل كانا معهما فيما اختاراه، يشجعان ويدعمان، وكان لذلك تأثيراً إيجابياً على كل ما قدماه.  
لم يسرق منهما الفن شيئاً بل منحهما حياة وطاقة ونشاطاً واجتهاداً، فكان دور الفن في التأثير على طفولتهما إيجابياً وليس سلبياً. يمارسان هواياتهما كالكثير من الأطفال، يدرسان، ويلعبان، ويزوران الأقارب، ويقومان بكل ذلك بشكل منظم.  
يقول ربيع جان (14) عاماً "شاركت في العديد من الأعمال التي اعتبرها مهمة لي كممثل بعد اختبار كنت أخضع له مع أطفال آخرين. بداية كان يتم ذلك في معهد التمثيل الذي كنت أدرس فيه، ومن ثم من خلال الكاستنغ (تجارب الأداء) الذي يدعو إليه عادة المخرجين سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح وأهم هذه الأعمال هو مسلسل حارس القدس الذي جسدت فيه شخصية المطران ايلاريون كبوجي بمرحلة الطفولة"، وأوضح "العمل هو سيرة ذاتية للمطران، وكان للدور مساحة كبيرة استطعت من خلالها تقديم نفسي كممثل وأسعدتني جداً ردود الفعل المشجعة والتي عبرت عن إعجابها بما قدمت والفضل في ذلك للمخرج باسل الخطيب".
ويرى ربيع أن للمخرج باسل الخطيب فضل كبير عليه ليس في حارس القدس فقط "باسل الخطيب له الفضل أيضاً بمشاركتي في أهم تجاربي في السينما وهو فيلم الاعتراف، وأسعدني جداً وجودي فيه إلى جانب نجوم كبار مثل غسان مسعود وديمة قندلفت".
وعن أدواره الأخرى قال "في مجال السينما اختارني المخرج نجدت أنزور للمشاركة في فيلم فانية وتتبدد الذي كان أولى تجاربي في مجال التمثيل أمام الكاميرا، ومن خلالها تعرفت على آلية العمل في السينما. وأيضاً لا أنسى تجربتي بشخصية عمر في مسلسل سوق الحرير بجزأيه الأول مع المخرج مؤمن الملا، والثاني مع المخرج المثنى صبح، والمسلسل العربي "ممالك النار" للمخرج البريطاني بيتر ويبر حيث جسدت فيه شخصية اوغوز وهو من التجارب المميزة بالنسبة لي لأن المسلسل كان ذو إنتاج ضخم وقد شارك فيه ممثلين من جميع أنحاء العالم العربي. بالإضافة إلى مشاركتي في ثمانية أفلام قصيرة وأهمها فيلم "ليل الغريب" لمالك محمد، ومسلسلات أخرى مثل "غرابيب سود" و"بقعة ضوء 12". 
وأكد ربيع على حبه للتمثيل "أجد نفسي بالتمثيل، بغض النظر عن النوع؛ لأن مبدأ التمثيل هو ذاته لا يتغير بأي شكل، ولكل شكل خصوصيته وما يميزه. مثلاً في المسلسل التلفزيوني شخصيتي بحالاتها وأحداثها موزعة على ثلاثين حلقة، أما إذا كانت القصة نفسها لكن في السينما فستكون حالة الشخصية وأحداثها مكثفة تبعاً للقصة المكثفة، أما بالنسبة للمسرح فهو شيء آخر وما يميزه أن عليك أن توصل إحساسك مباشرة للجمهور".
وأشار إلى أنه يتابع بشغف مختلف الأعمال ليطور من شخصيته الفنية "أحب أن أشاهد جميع الأعمال السينمائية والتلفزيونية والعروض العالمية، وأحاول ألا أفوت عليَ الأفلام التي تحصل على إيرادات عالية أو المسلسلات التي تأخذ شهرة واسعة، لأن مشاهدة أداء الممثل الآخر بدقة وتركيز وخصوصاً عندما يكون ممثلاً كبيراً ومهماً يجعلك تستكشف كيف يبني شخصيته، وكيف يتحكم بأحاسيسه، وبطريقة الحوار بما يتناسب مع الشخصية التي يؤديها، هذا كله يطور من طريقة تفكيري أثناء التمثيل مما يجعلني اتطور".
واختتم ربيع جان حديثه بالقول "بمجرد أنني طالب في الرابعة عشر من عمره يعزف على العود ويرقص الباليه ويمثل تكون رسالتي في الفن واضحة جداً، وهي أن لا عمر محدد للفنان، وبإمكان كل طفل إثبات نفسه بالمجال الذي يتميز فيه منذ الصغر". 
أما توأمه شادي جان والذي بدأ التمثيل عام 2015 فقال "شاركت في أكثر من 20 عملاً وأبرزها، فيلم فانية وتتبدد، ومسافرو الحرب، وصديقي محمد، كذلك شاركت بأعمال تلفزيونية كبقعة ضوء 12، وممالك النار، وسوق الحرير بجزأيه الأول والثاني، بالإضافة إلى عدة أعمال مسرحية وسينمائية".  
وبين أن "لكل من السينما والتلفزيون والمسرح شيء يميزه عن الآخر، لذلك أستمتع بالعمل في الأنواع الثلاثة لكنّي أميل بشكل طفيف إلى السينما والتلفزيون. وأيضاً لا يمكن أن أنكر أن للمسرح متعة خاصة تتمثل في العمل مباشرة". مضيفاً "أؤمن أن الإنسان مهما كان عمره يستطيع إتقان ما يحب، فنحن بدأنا التمثيل منذ كان عمرنا 7 سنين وما زلنا مستمرين. لم نصل إلى مرحلة النجومية والأضواء بعد. وكي نصل إليها علينا بالاستمرار بالأداء والعمل بإخلاص".
أما إذا ما كانت الشهرة قد جعلت منهما مغرورين فأكد شادي "بالطبع نبتعد عن الغرور لأنه الفايروس الذي يقضي على الممثل ويقلل من محبة الناس له، نواجه الكثير من الصعوبات أثناء العمل (الصعوبات المتعلقة بظروف التصوير والطقس ومدة التصوير على سبيل المثال) لكننا مع مرور الزمن تأقلمنا عليها وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من عملنا".