التّعايش المُشترك وعراقة وأصالة التّاريخ يتجسدان داخل أُطر اللوحات

تُجسد الفنانات في شمال وشرق سوريا روح التَّعايش المشترك، والاتحاد، والأصالة، والعراقة، عبر أعمالهنَّ الابداعية التي تشاركنَّ بها في معرض الصور الفوتوغرافيَّة والرَّسوم التّشكيليَّة الذي افتتحته منظمة GAV للتنمية، أمس السبت 21 آب/أغسطس واستمر ليومين

قامشلوـ .
ويَضم المعرض الذي يأتي ضمن نشاطات المرحلة الثَّانيّة من مشروع بيت الجّزيرة، لتعزيز التَّماسك المجتمعي والعيش المُشترك بين مكونات المنطقة، 20 صورة فوتوغرافية للإعلاميين النَّشطين في المنطقة، و20 لوحة فنية.
 
الاتحاد قوة رغم اختلاف المُعتقدات والثَّقافات 
 
 
قالت سولين أوسي (23) عاماً، أنها شاركت ضمن المعرض بلوحتين، واختارت النَّساء لتجسد بشخصهنَّ الهدف من لوحتها، لأنها تعتبر أن المرأة هي أساس المجتمع ولها الدّور الفعال في بنائه.    
وبينت أن الفكرة من لوحتها الأولى، التي تُصور أربع نساء يسندن ظهورهنَّ على بعضهنَّ هي "إيصال فكرة للعالم أن في الاتحاد قوة، وأن علينا تقبل اختلاف الآخرين، لنحقق تعايش اجتماعي فعال".
وحول الصَّعوبات التي عانت منها قالت "عدم توفر الأدوات اللازمة، بالإضافة إلى الأوضاع المُتردية على كافة الأصعدة منها الاقتصادية والاجتماعيَّة، صعب علينا نقل أفكارنا، نظراً لأننا نعيش صراعات مستمرة مع الواقع لم تترك للخيال مجالاً".
واستخدمت الألوان الداكنة للزيتي وتدرجات الرَّصاصي التي طغت على اللوحة بشكل كبير، وتقول "هذه الألوان قوية جداً، وجذابة ومعبرة عن الفكرة التي أريد إيصالها".
وترى أن تطور الثَّقافة يبدأ من تشجيع الفن وتقديره، وفي المقابل على الفنان أنَّ يُقدس عمله الفني ويعتبره مهماً بالنَّسبة له، فهي عندما رسمت اللوحة أعطتها جزء من مشاعرها "كنت متحمسة وأشعر بالقوة، وتختالني أفكار متعددة، فرغم ازدياد الهجرة والتَّفرقة إلا أن الاتحاد يبقى سبيلنا الوحيد للصمود والنَّصر".
وأما لوحتها الثّانية فهي تعبر عن التّنوع الثّقافي الذي أبرزته عبر الألوان المُتعددة كالأصفر والزَّيتي والبرتقالي والأحمر والأخضر، والتي تُشكل جداراً متماسكاً، "لكل شخص لونه الخاص ورونقه المُتفرد، فللناس أفكار ومعتقدات مختلفة".
تقول إن أهم ما يساعدها ويمدها بالإرادة لمتابعة الرَّسم هو حبها للفن، والاستمراريَّة والإصرار على مواجهة الضَّغوطات.
وأكدت سولين أوسي على أن اللوحة تحمل شعور رسامها، ولكن المُشاهد أو النَّاقد يراها بحسب وجهة نظره، فمنهم من يرى لوحتها الثّانية عن أنها شجرة مهما كسرت أغصانها ستبقى دائمة التَّجدد.
 
طبيعة صامتة ولكنها تروي العراقة والأصالة
 
 
أما ابتسام العلي (29) عاماً، وصفت لوحتها المُعبرة عن طبيعة صامتة، بالقول "هي عبارة عن أدوات منزلية تراثية لم تعد تستعمل في العصر الحديث"، ولوحتها تبرز جمالية التَّراث فرغم القدم إلا أن الأصالة لا تزال موجودة، لذا استعملت اللون الأحمر الجريء بكثرة.
ورسمت اللوحة بالألوان الزَّيتية على القماش بقياس 70 و30، "عملت على إبراز الظَّل والنور وتدرج الألوان، وهي أول لوحة زيتية عملت عليها منذ سنتين".
ولديها ثلاث لوحات زيتية وعشر لوحات بالرَّصاص، وعُرضت أعمالها في العديد من المعارض الأخرى "أركز على الرَّسم الواقعي التّجسيدي سواء في الأشخاص أو الطَّبيعة الصَّامتة".
وتُشجع على إقامة هذه الفعاليات والمعارض التي تسهم بشكل مباشر في نقل مشاعر الفنان وثقافته وما يعايشه، "نريد أن يكون الجيل الجديد مُطلع على الفن، ولعل ما يميز هذا المعرض مشاركة الفئة الشَّابة بشكل كبير، لأنه فرصة لإثبات مواهبهم".
واختتمت بالقول "البذرة موهبة ولكن الأساس هو الاستمرار والعمل على التّطوير".
يذكر أن منظمة GAV للتنمية منظمة غير ربحية تأسست عام 2017، وهي عاملة في مناطق شمال وشرق سوريا وذات قيادة نسائية، تعمل عن تنفيذ برامج تنموية وإغاثية والاستجابة السريعة لتأمين الاحتياجات والمتطلبات الضرورية للمناطق المتضررة والمنكوبة والخارجة من النزاعات.