المسرح في مدينة قامشلو يعكس واقع المرأة وقضاياها
تكمن أهمية المسرح بإسقاطاته للواقع، حيث يمثل القضايا في المجتمع فيضع المشكلة والحل والمعرفة والثقافة في عرض مسرحي واحد
نسرين كلش
قامشلو - ، ويتناول القضايا المشتركة بين مختلف فئات ومكونات المجتمع.
يعمل مركز (كوما شانو) في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا والذي تأسس في عام 2016 على تدريب الأطفال واليافعين، لتنمية مواهبهم وقدراتهم المسرحية، من أجل تطوير المسرح ودور المرأة فيه، فيما تأسست فرقة شانو في عام 2018، بثلاث فتيات ومعلمة؛ بهدف فتح المجال للفن المسرحي لكل النساء الراغبات بالانضمام.
براءة حسن وهي عضو في كلاً من حركة الهلال الذهبي وتياترو ساريا باران وفرقة شانو قالت إن "العروض المسرحية قديماً انطوت على مجالين فقط وهما السياسة والدين، أما القضايا الاجتماعية كانت مهملة آنذاك لأن المرأة أقصيت من العمل المسرحي فبدونها لا يمكن تسليط الضوء على المواضيع الاجتماعية".
وأكدت أن الثورة في شمال وشرق سوريا كانت بوابة للتخلص من القيود المجتمعية، "الثورة استطاعت تسليط الضوء على حقوق النساء في كل مجالات الحياة، كما أنها زرعت فيهن الإرادة القوية والحرة". مبينةً أن الهدف الأول لمسرحهم هو توعية المرأة لتطالب بحقوقها وألا تقبل بالظلم والعنف "نحاول من خلال عروضنا المسرحية التأثير على النساء من خلال المواضيع التي نختارها والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي تترسخ في ذاكرة المشاهدين".
وبينت أن "تاريخ العروض المسرحية لم يعطي المرأة حقها لكن الثورة استطاعت أن تعيد للمرأة حقها الضائع، كما أنها ساهمت بممارسة الفن والعروض المسرحية بحرية أكثر"، مضيفةً أن "البحث في المشاكل التي تواجه المرأة سواء ظلماً أو عنف جسدي ونفسي وأسري بطريقة فكاهية وبمشاهدة كل الفئات من المجتمع كان هدفنا الأساسي وحققناه، ونحن نؤمن أن الظروف تؤثر سلباً على الإنسان لذلك نعالج القضايا من هذا المنظور، كما أن التوعية بالأمور النفسية هي أيضاً مهمة بالنسبة لنا لأنها تعطي النساء جرأة للتكلم".
وأضافت "كفرقة نسائية ومن خلال عملنا نسلط الضوء على قدرة المرأة للتأثير على النساء، فعندما تشعر المرأة أن امرأة استطاعت كسر القيود تتشجع لإظهار قوتها، وبالنسبة للفن والعروض المسرحية عندما تكون المرأة جادة بعملها واثقة من نفسها فسترى نجاحاً".
وأشارت إلى أنه بعد العرض يعطى مجال للمشاهدين للنقد ومعرفة مدى فهمهم للعرض المسرحي وكيف سيستفيدون من الرسالة التي قدمتها المسرحية في حياتهم اليومية، فترى النساء أن ممثلات العرض المسرحي بمثابة مرآة لهن.
وبدورها قالت العضو في فرقة شانو وحركة الهلال الذهبي شرين خليل التي تعمل منذ 5 سنوات في الفرقة "لفتني العمل المسرحي وأول مسرحية لي لعبت فيها دور المرأة المسنة التي يسرق الأطفال فاكهتها"، مبينةً أن "الهدف من هذا العمل هو توعية الأطفال للتعامل مع المسنين وشرح مساوئ السرقة لهم".
كما أشارت إلى أنها قامت بلعب شخصية مونو دراما في مسرحية "دقيرم" إذ قامت بدور اوليركا ماري ماينهوف المرأة الألمانية التي تقاوم حتى في السجن، "أحببت هذا الدور لأنه يمثل مقاومة النساء في كل أنحاء العالم".
وعن مستوى المسرح في شمال وشرق سوريا قالت "هناك تطور ملحوظ في المنطقة بالنسبة للمسرح وخاصة في ظل الثورة التي فتحت المجال للعمل به، وأعطت المرأة حقوقها، فأنا من الأشخاص الذين تعرضوا لرفض الأسرة لمواهبهم لكنهم تغيروا بفضل الثورة".