الهلال الذهبي بناء أساس متين للثقافة والحفاظ عليها

يعمل الهلال الذهبي في شمال وشرق سوريا على إحياء ثقافة المرأة وتاريخها ونقلها إلى الأجيال على أساس الحياة الندية المشتركة.

شيرين محمد 

قامشلو ـ عمل الهلال الذهبي منذ تأسيسه عام 2016 على تطوير الثقافة والفن وسعى لتطوير المرأة والأطفال فكرياً وثقافياً، كما خطى خطوات ايجابية ونوعية إذ نظمت حركة الهلال الذهبي الكثير من الفعاليات والنشاطات لإحياء الثقافة والحفاظ عليها. 

 

"نعمل على إحياء ثقافتنا"  

تقول العضو في منسقية الهلال الذهبي مزكين جولاق أن "الاهتمام تراجع بالثقافة والفلكلور اللذين لطالما حافظت عليهما النساء، ولذلك نعمل في حركة الهلال الذهبي على إحياء ثقافتنا ونقلها للأجيال القادمة، وبذلك نحافظ عليها من الانحلال في بوتقة ثقافات أخرى".

وترى أنه في شمال وشرق سوريا هناك حرب إبادة ثقافية مستمرة "لأننا نتعرض لهجمات تسعى لإبادتنا وإمحاء ثقافتنا وتاريخنا وفصل الثقافة عن المجتمع، المرأة والثقافة مستهدفان دائماً من قبل أعداء المنطقة". مؤكدةً أن نساء المنطقة أفشلن هذه المساعي بثورتهن وحافظن على ثقافة شعبهن.

وبينت أنه تم تكثيف العمل خلال عام 2022 رغم الهجمات المستمرة والتحديات التي واجهتها مناطق شمال وشرق سوريا "خلال هذا العام طورنا عملنا وتم ضم العديد من المواهب إلى الهلال الذهبي للعمل على مشاريع أكثر نجاحاً، ومن المشاريع التي عملنا عليها التدريب لجميع فئات المجتمع"، موضحةً أنه "إذا لم نتمكن من تحرير المجتمع وتطوير أفراده لن يدركوا أهمية ثقافتهم وبذلك لن يحافظوا عليها، وخلال عام تم افتتاح ثلاث دورات تدريبية على مستوى شمال وشرق سوريا تعرف من خلالها المنضمين/ات على مختلف ثقافات المنطقة".

   

"تطوير المجتمع"

يعمل الهلال الذهبي على تكثيف الفعاليات كما تؤكد مزكين جولاق "نظمنا حفلات ثقافية أسبوعية في جميع المقاطعات وتميزت حفلاتنا هذه المرة بأنها في الشوارع والحدائق أي بين الأهالي لينضم إليها الجميع، وضمن الحفلات تم تقديم الأطعمة الشعبية التي أعدتها النساء، والأغاني الخاصة بالأطفال. وضمت بقية المهرجانات أعمال يدوية وأغاني وعروض مسرحية ورقصات فلكلورية".

أما عن الاهتمام الذي يحظى به الأطفال قالت "الأطفال مستقبلنا لذلك نقوم بتدريبهم على أساس الحياة الندية الحرة ونطور مواهبهم منذ الصغر في الموسيقا والرقص والمسرح".

وللهلال الذهبي انتاجات فنية "من أجل إيصال ثورة المرأة للعالم سواء في شمال وشرق سوريا أو في شرق كردستان وغيرها من المناطق عملنا على تسجيل عدة أغاني ثورية".

 

 

التعريف بالثقافات

من جهتها قالت الإدارية في الهلال الذهبي بمقاطعة قامشلو روكن محمد "بدأ الهلال الذهبي أول أعماله في مقاطعة قامشلو بمركز الشهيدة نويلة. وننسق مع هيئة الثقافة والفن من الناحية التنظيمية".

وبينت أن مركز نويلة في مدينة قامشلو يضم أقسام عديدة منها الغناء، والمسرح، والعزف والرقص الفلكلوري، والقصص، موضحةً أنه "إلى جانب التدريبات الفنية ندرب الأعضاء والعضوات، ونولي الفئة الشابة والأطفال أهمية أكثر، ونعمل على استقطابهم لتدريبهم وتعريفهم بثقافتهم وتراثهم"، مؤكدةً أن "ثقافة المجتمع الديمقراطي تعززت في المنطقة بشكل كبير وفق مشروع الإدارة الذاتية ونسعى لتطويرها أكثر".

 

"نكتشف المواهب"

تؤكد روكن محمد رفض الفن القائم على اللون الواحد، وأن لكل مكون الحق في التمتع بحقوقه والتحدث بلغته وممارسة ثقافته، مشيرةً إلى أن الهلال الذهبي يسلط الضوء على إنجازات النساء في المجالين الفني والثقافي "مهرجان أدب المرأة يبرز الأقلام النسائية، فالمهرجانات عموماً فرصة للنساء والفتيات اللواتي يمتلكن مواهب، من أجل تشجيع ثقافة المرأة أياً كانت".

وبينت أن عضوات الهلال الذهبي تكثفن زياراتهن للأهالي على هامش المهرجانات بحثاً عن المواهب الشابة والمميزة، موضحةً أن "زياراتنا تشمل المدارس والكومينات لإعطاء الدروس حول الفن وأهميته والعديد من المحاضرات المختلفة في القرى لنتمكن من ضم مواهب أكثر. نعمل على بناء شخصيات تتمكن من تدريس الفن والموسيقا في الأكاديميات مستقبلاً".

 

"من خلال الفن نحمي ثقافتنا"

وأشارت روكن محمد إلى أن للفن دور مهم في حماية المكتسبات التي تحققت في المنطقة، وتعريف العالم بها، مبينةً أن لديهم خطط مستقبلية "جاري التحضير لأكاديمية فنية كبيرة تضم المواهب، كما عملنا على كتابة منهاج من قبل مختصين بالفن والثقافة، وسيتم جمع أرشيف جميع الشهداء وتأليف أغاني خاصة".