وسط أزمات متعددة الأبعاد... كلودين عون تتحدث عن وضع النساء اللبنانيات وأوجه دعمهم

أكدت رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، أنهم يعملون على قدم وساق لتجاوز الأزمات المتعددة الأبعاد التي تعاني منها لبنان وتحملت تبعاتها بالأساس النساء

أسماء فتحي
القاهرة ـ ، وأنهم يعملون على تعديل القوانين لحصول النساء على المساواة فيما يلعبنه من أدوار.
وللتحدث عما آلت إليه أوضاع النساء في لبنان، وما يتم تقديمه لهن من دعم في مختلف جوانب الحياة التي أصبح جانب كبير منها مأزوم بفعل الأوضاع الاقتصادية، وظروف الوباء العالمي كورونا وتأثيره المباشر على عملهن ودخولهن، واستعراض مجموعة من أعمال الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وبعض المشاريع الجاري العمل عليها فضلاً عن آفاق عمل منظمة المرأة العربية وما يتم التطلع إليه في دعم النساء بمختلف الدول العربية، كانت لوكالتنا لقاء مع رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وعضو مجلس إدارة منظمة المرأة العربية كلودين عون.
 
لبنان والأزمات متعددة الأبعاد
ترى كلودين عون أن لبنان تواجه أزمات متعددة الأبعاد، وأنهم يعملون على قدم وساق لتجاوزها ففيما يخص السياسية يتم العمل على تضمين الكوتا الانتخابية للنساء لرفع نسبة مشاركة المرأة في المجالس النيابية والحكومية وكذلك الصعيد المحلي والبلدي.
وأكدت على أن نسبة العنف الأسري ارتفعت مؤخراً كنتاج مباشر لتلك الأزمات وهو الأمر الذي صاحبه العمل المكثف على تعزيز سبل حماية المرأة، مشيرةً إلى أن مجلس النواب أقر مجموعة من التعديلات المطلوبة من أجل هذا الغرض في كانون الأول/ديسمبر 2020.
أما على الصعيد السياسي فقد أكدت رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، أن الكوتا الانتخابية منخفضة ويتم العمل على زيادة نسبة مشاركة المرأة في المجالس النيابية، وهناك تلبية من القوى النيابية للأمر.
وعلى الصعيد الاقتصادي اعتبرت كلودين عون أن جميع الفئات متأثرة في لبنان، وبالتأكيد فإن الفئات المهمشة هي المتأثرة بشكل أكبر، ويتم العمل على تعديل القوانين لضمان عدالة أكثر لحقوق النساء ليحصلن على المساواة فيما يلعبنه من أدوار.
ومن المقرر أن تكثف الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية عملها خلال الفترة المقبلة على محو الأمية الرقمية لدى النساء ونشر الوعي لدى الشباب بضرورة تحمل المسؤولية الأسرية وتعويض العوز لدى النساء.
وحول كيفية العمل على دعم المرأة في مجال المعيشة بعد سوء أوضاعها الاقتصادية، أشارت للدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية لدعم الأسر الأكثر فقراً، مع الأخذ في الاعتبار المرأة الأرملة والمرأة المعيلة، موضحة أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية تعمل مع عدد من الجهات لتقديم الدعم اللازم ومنها منظمة اليونيسف لمنع التسرب من المدرسة، وحماية المراهقات في المدارس.
وأضافت أن الجهات المختصة تعمل على استثمار المساعدات التي تصل إلى لبنان من خلال المنظمات الخارجية والدول الداعمة لمواطنيها في ظل الظروف الراهنة من أجل تخطي الأزمات التي تعيق المضي قدماً نحو المستقبل الأفضل الخالي من الأزمات الراهنة.
وأكدت كلودين عون على أن النساء كن أبطال في مواجهة تبعات كارثة انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس عام ٢٠٢٠، وعملت المنظمات المحلية على دعم الأسر التي تأثرت من تبعات الانفجار، مشيرةً إلى أنهم يعملون على وضع قانون يجرم التحرش الجنسي، بالإضافة إلى إعداد مجموعة من البرامج لتمكين المرأة اقتصادياً بالرغم من الأزمات والصعوبات التي تمر بها اليوم.
وتم إطلاق حملة واسعة لمواجهة الابتزاز الإلكتروني التي انتشرت مع التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأن معظم ضحاياها من النساء، ومن بين الأهداف التي يتم العمل على تحقيقها حماية الطفلة من الزواج المبكر وبالإجبار، لافتةً إلى أنه تمت مطالبة المجلس النيابي بإقرار قانون يحظر الزواج قبل سن 18 عاماً، وعدلت الحكومة اللبنانية العام الماضي تشريع نظام أحكام الأسرة بجعل إتمام 18 عاماً شرطاً للزواج.
 
فقد النساء للعمل وأزمة كورونا
وأوضحت كلودين عون أن النساء فقدن عملهن بنسبة أكبر من الرجال، وأنهم يقومون في الوقت الحالي ببحث كيفية دعم الحضانات التي ترعى الاطفال من أجل مساعدة أمهاتهن على العمل؛ وذلك من خلال دعم الحضانات في تكاليف الكهرباء وغيرها من الأمور المساندة.
واعتبرت أن هناك إبداع وتطور قائم في الأساليب التي من شأنها أن تساعد النساء حتى لا يتركن سوق العمل أو تمكنهن من العودة للانخراط فيه مرة أخرى بعد ما تركوه.
أما عن كورونا فقد أكدت رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية أن المرأة هي حاجز الصد الأول في التعامل مع تلك الجائحة فعلى سبيل المثال الممرضات في المستشفيات كانوا الأكثر عرضة للإصابة وآثروا البقاء لممارسة عملهم عن العودة لمنازلهم لفترات طويلة خوفاً من نقل العدوى لأبنائهم وذويهم.
واستطردت قائلةً أن الهيئة الوطنية عملت على مساعدة النساء في تنمية مشروعات صغيرة والإشراف على تمويلها وتنفيذها في نطاقهم، وقد تم اشتراط أن تتعاون النساء في تنفيذ مشاريعهم في المجالس البلدية ومع الشباب في البلدة، ونتيجة ذلك تم تنفيذ مبادرات إنمائية في ٢٥ بلدية.
 
الأهداف المرتقب الوصول إليها من خلال منظمة المرأة العربية
وأوضحت عضو مجلس ادارة منظمة المرأة العربية كلودين عون، أن نشر الثقافة يتطلب بعض الوقت من أجل الوصول به للأهداف المرجوة وهو ما تقوم المنظمة على ترسيخه في الوقت الراهن.
وعظمت من الدور الذي تقوم به منظمة المرأة العربية من خلال برامجها وتدريباتها وأنشطتها الرامية إلى تغيير الثقافة وكسر الصورة النمطية للمرأة ودعم أطر تمكينها على مختلف الأصعدة.
أما عن حجم الاستفادة فقد اعتبرت أن التواجد في اجتماعات منظمة المرأة العربية وحضور فعالياتها والمشاركة بها يعزز من القدرة على تبادل الخبرات بين البلدان وبعضها، فعلى سبيل المثال عرض في اللقاء الأخير تجربة الأردن والتدابير التي تم اتخاذها بشأن جائحة كورونا بالنسبة للنساء العاملات بقطاعات غير مسجلة ومثل هذه التجارب والخبرات يتم نقلها للاستفادة منها.
 
النساء والعنف
واعتبرت كلودين عون في كلمتها خلال اجتماع منظمة المرأة العربية العاشر الذي عقد في 25 تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة المصرية القاهرة تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أن العديد من النساء يتعرضن لأنواع متعددة من العنف تزيد من قساوتها الأعمال الحربية وظروف الفقر والاحتلال في العديد من البلدان العربية، ومع ذلك هناك جهود مبذولة على أكثر من صعيد في مكافحة العديد من أشكال العنف ضد النساء والفتيات.
وقالت أن الحكومة اللبنانية اتخذت العديد من الإجراءات والقرارات في عام ٢٠١٩ من أجل مواجهة العنف كما قامت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بإعداد خطة تضمنت العمل على حماية النساء والفتيات من العنف المبنى على الوضع الاجتماعي، والعمل على إشراك المرأة في صنع القرار على جميع المستويات ذلك بالإضافة إلى منع نشوب النزاعات وتلبية احتياجات النساء، وتمكينها من الإعاشة في ظل النزاعات والكوارث، وإجراء التشريعات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
وأكدت أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية تعي جيداً صعوبة اكتساب القدرات والثقة بالنفس إن ظلت النساء أسيرات للخوف الناتج عن تعرضهن لعنف في نطاق عملهن أو في بيوتهن أياً كان مظهره سواء تحرش جنسي في مجال العمل أو عنف أسري او ابتزاز إلكتروني، وشهدت تلك المخاوف تزايداً ملحوظاً نتيجة عدد من الأسباب منها تأزم الوضع الاقتصادي في لبنان فضلاً عن فترات الإغلاق الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.
والجدير بالذكر أن أبرز الأزمات التي تعاني منها النساء في لبنان تتمثل في زيادة نسبة البطالة بينهن بمعدلات كبيرة، فضلاً عن انتشار جائحة كورونا والأوضاع الاقتصادية المتردية التي زادت من متطلبات الرعاية الأسرية ودفعت العديد من النساء إلى التخلي عن العمل، ومن جهة أخرى أعاق العديد منهن عدم امتلاك وسائل ومهارات العمل عن بعد التي فرضته ظروف الإغلاق عليهن بسبب الجائحة صعوبة الانتقال إلى مكان العمل.