'وسط الفوضى والأزمات مبادرة الإدارة الذاتية قارب النجاة'

عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة مهمة لدفع العملية السياسية في البلاد إلى الأمام ووضع حد للمشروع العثماني التوسعي.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ أكدت ملك الحسين أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية لها تأثيرات على الشأن السوري، وأن فوز النظام الرأسمالي في الانتخابات الرئاسية التركية سيعمق من الأزمة السورية.

كيف ستؤثر عودة سوريا إلى الجامعة العربية على الأزمة الدائرة في البلاد، وهل عودتها ستضع حداً للتدخلات الخارجية في الشأن السوري، وما تأثير نتائج الانتخابات التركية على الأوضاع في سوريا، كل هذه الأسئلة تجيب عنها الرئيسة المشتركة لمجلس إدارة مقاطعة عفرين ـ الشهباء ملك الحسين.

 

"عودة سوريا لجامعة الدول العربية خطوة مهمة"

حول التطورات التي شهدتها الأوضاع السياسية في الآونة الأخيرة تقول الرئيسة المشتركة لمجلس إدارة مقاطعة عفرين ـ الشهباء ملك الحسين "انعقاد اجتماع الجامعة العربية لم يأتي من محض الصدفة، فهي تحاول جمع شتاتها لإعادة تنظيم أعضائها وفق توازنات جديدة، فعودة سوريا للجامعة خطوة مهمة".

ونوهت خلال حديثها للقاءات التي حصلت بين حكومة دمشق والدولة التركية من أجل إعادة تطبيع العلاقات بين الدولتين والتي لم تسفر عن نتائج إيجابية، حيث أن حكومة دمشق ولأول مرة وبشكلٍ واضح وصريح وعلني ضغطت على الحكومة التركية للانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها، وهو الأمر الذي ما لم يرق لأردوغان الذي وضع تركيا في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة.

وعن مبادرة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي أطلقتها في 18 نيسان/أبريل الماضي لحل الأزمة السورية، ذكرت ملك الحسين أبرز بنود المبادرة وهي "دعوة جميع الأطراف بما فيها حكومة دمشق للحوار السوري - السوري، انطلاقاً من رؤية الإدارة الذاتية التي عرفت نفسها أنها جهة إدارية لا سياسية، فأن التوصل لحل سلمي وديمقراطي للأزمة السورية وإنهاء معاناة الملايين من أبناء سوريا يكمن في هذا النوع من الحوار بالتحديد، وهي على ثقة تامة أن هذه المبادرة جاءت في وقتها المناسب فهي الحل الأمثل والوحيد للخروج من الأزمة السورية في ظل الوضع المتردي، والجدير بالذكر أن هذه المبادرة تلقت تأييداً مطلقاً كما أنها وصفت بالجريئة.

 

"فوز أردوغان في الانتخابات سيعمق الأزمة السورية"

وفي سياق الانتخابات الرئاسية في تركيا قالت ملك الحسين "لقد حاول أردوغان بشتى الوسائل الفوز في الانتخابات، وكما رأينا على الكثير من الوسائل الإعلامية التي تابعت المرحلة الأولى من هذه الانتخابات أن هناك عمليات تزوير وتلاعب في النتائج، كما أن سعي المرأة لتغيير الذهنية الفاشية لنظام السلطة في تركيا خلال الانتخابات وقبلها كان أيضاً لافت ومحط فخر واعتزاز، وهو دليل واضح على إرادتها وإصرارها لنيل حريتها في ظل تطبيق أبشع أنواع الانتهاكات قبل الانتخابات وخلالها، فالنظام الرأسمالي في تركيا قام باعتقال المئات من الناشطين/ات بهدف إسكات أصواتهم المناهضة لسياسته".

وعن تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا في جولتها الثانية على حل الأزمة السورية قالت "سوريا بأسرها كانت تترقب نتائج الانتخابات لما لنتيجتها تأثير بشكلٍ مباشر على الأوضاع في البلاد، ففوز أردوغان في الانتخابات سيخلق أزمةً حقيقة داخل تركيا وخارجها وعلى وجه الخصوص سوريا".

وقالت في ختام حديثها "أردوغان سيسعى لتعميق الأزمة السورية بشكلٍ أكبر، فقد أكد في أحد تصريحاته التي أدلى بها في الفترة الأخيرة أنه في حال فوزه فإنه سيعيد إمجاد الإمبراطورية العثمانية بشكلٍ أوسع خاصةً في ظل انتهاء مئوية اتفاقية لوزان، اعتبره تصريحاً واضحاً لخططه الرامية لتفكيك الأراضي السورية واحتلالها".