'تركيا تقمع حرية الرأي وتحارب الفكر الديمقراطي'

استنكرت نساء شمال وشرق سوريا، حملة الإبادة السياسية التي بدأتها السلطات التركية ضد السياسيين والمثقفين والصحفيين في شمال كردستان وتركيا، واعتقالهم ومداهمة منازلهم، مع اقتراب الانتخابات التي يصفها الحقوقيون بالمفصلية.

سيبيلييا الإبراهيم

حلب ـ وصفت ناشطات من شمال وشرق سوريا، حملة الإبادة السياسة التي تقوم بها تركيا في إطار التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في 14 أيار/مايو الجاري، بقمع لحرية الرأي والتعبير ومحاربة للفكر الديمقراطي.

مع التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، بدأت السلطات بحملة إبادة سياسية من خلال اعتقال السياسيين والمثقفين والصحفيين، بقرار من مكتب المدعي العام الجمهوري في أنقرة.

وأوضحت نجلاء حمزة الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب في شمال وشرق سوريا، أن "العالم يتعرض بشكل عام لمجموعة من التجاذبات السياسية وتوترات في ظل تجديد اتفاقيات سابقة وعقد أخرى جديدة تتبع أجندات وأيدولوجيات معينة للدول الكبرى والإقليمية ومصالحها".

وأشارت إلى أن "تركيا تسعى من خلال ممارساتها وانتهاكاتها لاحتلال واقتطاع المزيد من الأراضي سواء كانت من سوريا أو غيرها، لتحقيق أجنداتها وأيديولوجيتها في سوريا والعراق، دائماً هناك هجمات متعدد من إبادات ومجازر وخطف وقتل وتنكيل بالمدنيين بالإضافة إلى اعتقالات عشوائية".

ولفتت إلى أن الهدف من حملة الإبادة السياسية والاعتقالات التي تقوم بها تركيا تزامناً مع التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية "قمع حرية الرأي والتعبير ومحاربة الفكر الديمقراطي، يسعى حزب العدالة والتنمية للقضاء كلياً على حرية الرأي والتعبير من خلال قمع وتخويف المفكرين والصحفيين، كما أنهم يحاربون أصحاب الأقلام الحرة الذين يطمحون لتحرير شعوبهم من براثن الأنظمة القمعية والاستبدادية"، مشيرةً إلى أنه "هنالك دائماً تخوف من فكر الأمة الديمقراطية، فالجميع يعلم أن هنالك أسس تم إرسائها في مناطق شمال وشرق سوريا وكذلك باقي المناطق وستنتقل من خلال الفكر الحر الذي يطمح لإحلال السلام والأمان".

وتتجه الانتخابات الرئاسية التركية نحو أخذ طابع استفتاء حول تأييد أو معارضة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان الذي يواجه للمرة الأولى معارضة موحدة بعد 20 عاماً من توليه السلطة، وعن ذلك تقول نجلاء حمزة إن "حزب العدالة والتنمية يقوم بالتحضير للانتخابات التي بالتأكيد ستكون شكلية، فهم سيرفعون من أصوات المرشح الذي يريدونه أن ينجح، في المقابل لن يكون هناك حق في التعبير عن الرأي سوى المساومة وسفك دماء الشعوب التي تعاني منذُ سنوات من الحروب والنزاعات التي تزداد يوماً بعد يوم لتحقيق أطماعهم وأجنداتهم وأيدولوجياتهم".

ونوهت إلى أن "الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية، تستغل كارثة الزلزال التي ضربت تركيا وشمال كردستان ومناطق من سوريا، حيثُ تقوم بتصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج من خلال عرقلة الجهود في إيجاد الحلول وزرع الفتن والمشاكل بين مختلف دول الجوار للتغطية على مشاكلها الداخلية وضعفها في إدارة الأمور ما بعد وقبل الزلزال".

وعن موقف أهالي شمال كردستان وتركيا تقول إن "الشعوب المناضلة تطمح للحرية والديمقراطية والسلام العادل الذي يشمل جميع الآراء ولا يقصي أي مكون من المكونات، فيجب على أهالي تركيا وشمال كردستان التحلي بالشجاعة وإبداء رأيهم، ومواجهة الظلم والاستبداد وكل ما يعيق وجود فكر ديمقراطي، علينا النضال والمقاومة للوصول لحريتنا وحرية جميع الشعوب".

 

 

من جانبها قالت عضوة مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بشمال وشرق سوريا، سهام بلال إن "الدولة التركية دائماً ما تنفذ إبادات بحق المدنيين، وتعتقل السلطات العديد من الشخصيات السياسية والمثقفين والمحاميين والصحفيين في شمال كردستان وتركيا وتزجهم في السجون لتفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكنه يحلم عبثاً، فحزب العدالة والتنمية سيخسر الانتخابات".

وأضافت "إذا قامت الدول بدعم تركيا التي انتهكت حقوق العديد من الشعوب فستفوز، أما إذا سارت الانتخابات بعدل فحتماً سيخسر حزب العدالة والتنمية هذا العام".

وأشارت إلى أن "أردوغان يدرك أنه لن يفوز في الانتخابات هذا العام، فقد وقع في الكثير من الأخطاء التي ستأخذه إلى حافة الهاوية" لافتةً إلى أن "تركيا من خلال دعمها المعارضة في سوريا حولتهم إلى مرتزقة، وشنت هجوماً على مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا عام 2018، إلا أنه جوبه بمقاومة كبيرة من قبل الأهالي".

في ختام حديثها قالت سهام بلال "نأمل ألا يصوت أهالي شمال كردستان وتركيا لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، الذي انتهك حقوق شعوب المنطقة، واعتقل العشرات في شمال كردستان وتركيا معتقداً أنه بذلك سيفوز في الانتخابات المقبلة، عندما يتضامن الأهالي فسيحدث العكس وينتهي الظلم والقمع".