'سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية قتلت آلاف الأشخاص'

أكدت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي HDP في باتمان بتركيا فلكناس أوجا، على أن معظم الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في المدينة لم يتم تسجيلهم، وأن عدد الضحايا مرتفع جداً.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ لا تزال عمليات إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض مستمرة في مدينة سمسور "أديامان" شمال كردستان، فيما فقد عشرات الآلاف من الناس حياتهم، ومنهم من يعاني من أوضاع صعبة ومنها الوصول إلى المياه النظيفة ومواد النظافة.

قالت العضوة في وفد حزب الشعوب الديمقراطي "HDP" فلكناس أوجا التي زارت مدينة سمسور "لا كلام أو أي صورة يمكن أن يصف ما حدث هناك"، موضحةً أنه في الساعات الأولى من الزلزال تمت إزالة المدينة من جدول أعمال تركيا، لافتةً إلى أن مكتب المحافظ قال "ليس هناك الكثير من الأضرار في المدينة".

وأضافت "هذه كارثة كبيرة، عندما ننظر إلى وسط المدينة اليوم، نرى أن ٧٠ بالمائة منها قد اختفى من الوجود، وبما أن المنازل التي لم يتم هدمها قد تعرضت لأضرار جسيمة، فلا يمكن للناس دخول منازلهم، عندما نمعن النظر في مواقف الدولة يظهر لنا بأن سياسات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هي التي بقت أسفل الأنقاض".

وأوضحت بأنه كان هناك تمييز بين أن كنت من العلويين والكرد أو من أتباع AKP حزب العدالة والتنمية "لم تكن الدولة متواجدة في أول يومين من الزلزال، كانت العائلات التي ذهبنا إليها وتحدثنا معها تقول "لا توجد دولة" وعندما قابلنا الأمهات قلن بأنهن اتصلوا لمرات عديدة ولكن لم يأت أحد لنجدتهم، كان الناس يصدرون أصواتاً من تحت الأنقاض، لكن المسؤولين الحكوميين جاءوا وعملوا على بعض الأنقاض فقط وذهبوا، حتى في ذلك تم التمييز بشكل كبير بين الأسر العلويين والكرد والعائلات القريبة من الدولة، ذهبوا إلى الأنقاض التي تخص الأشخاص القريبين منهم وعملوا على إخراجهم، مع كل ضربة على الأنقاض كان ينتشر الدماء في كل مكان ورأينا هذا بأعيننا، كما شاهدته العائلات معنا أيضاً، وحتى الآن تفوح من الشوارع رائحة الجثث".

 

"لم يكن هناك وجود لإدارة الكوارث والطوارئ ولا الدولة"

وأوضحت أن أعمال إزالة الأنقاض لا تزال مستمرة لانتشال الجثث من تحت الركام وأن العائلات لم تتمكن من الوصول إلى موتاهم، وإن المدينة وصلت إلى هذه الحالة بسبب الإيجار وسياسات الربح الحاصلة لحزب العدالة والتنمية وأن المباني الأولى التي انهارت كانت حديثة الإنشاء "في المدن التي يوجد فيها مباني حديثة في بلديات حزب الشعوب الديمقراطي HDP، لم تنهار وعلى سبيل المثال لقد انهارت ٧ مباني فقط في آمد، لكننا عندما ننظر إلى المكان الذي استمر فيه حكم حزب العدالة والتنمية قد هدمت وانهارت آلاف المباني فيها".

 

"يجب إعادة بناء المدينة بالتضامن"

أشارت فلكناس أوجا إلى أن الناس يعيشون ويستمرون في العيش بالمدينة من خلال التضامن "نحن هنا تضامناً مع شعبنا ومشاركتهم آلامهم، ويتم بذل قدر كبير من الجهد، هذا ألم عميق للغاية كما أن المدينة بحاجة إلى إعادة بناء بعد هذا الزلزال، وإن بقيت الدولة بنفس العقلية، فلن تتمكن من إحراز أي تقدم، نرى اليوم أن سياستهم قد ألحقت ضرراً كبيراً بالناس والمدينة، عندما كنا نتجول في الشوارع، قال الناس إنهم لم يروا أحدا باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي HDP والكرد والمتطوعين، كما يقول الناس بأنه مع هذا التضامن، تغيرت أفكارهم السياسية أيضاً".

 

"الإنشاءات الغير قانونية حصدت آلاف الأرواح"

وأوضحت أنه "في الأيام الأولى، كان الناس يقفون أمام الأنقاض ينتظرون رؤية أقاربهم وهم على قيد الحياة، وبعد أن فقدوا الأمل طالبوا بأن يكون هنالك على الأقل حجر يشهد بأسماء موتاهم، كانت هناك كارثة كبيرة لكن لا توجد دولة في الشوارع حتى الآن، عندما ننظر إلى شارع مكتب المحافظ والبلدية نرى أن معظم المباني قد هدمت هنا، من أعطى هذه الرخص ومن سمح ببناء هذه المباني؟ من وقع على تشييد مباني غير قانونية؟ وقد تسبب ذلك في مقتل آلاف الأشخاص".

 

"الذين فقدوا حياتهم في القرى ليسوا ضمن القائمة"

وأضافت أن أولئك الذين فقدوا أرواحهم في القرى لم يكونوا مدرجين في القوائم "في القرى التي ذهبنا إليها، قام الناس بدفن موتاهم بأنفسهم لأنهم لم يتلقوا أي مساعدة، لقد تم دفن ٦٥شخصاً في قرية واحدة فقط، وعدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم غير معروف على وجه التحديد لعدم وجود شهادات وفاة، وعدد الموتى أعلى بكثير من الرقم الذي أعلنته الدولة، وأتساءل هل سينظر إلى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في القرى بأنهم لم يموتوا ويبقى الفاعل مجهولاً؟".

 

" نحن نقف إلى جانب شعبنا"

أشارت فلكناس أوجا إلى أن المأساة الحاصلة في المدينة لا يمكن تفسيرها بصورة أو بمقاطع فيديو، وبأنهم سيستمرون في التضامن من خلال مشاركة آلام الناس "عندما كان يتم إحضار شخص مازال على قيد الحياة كان الجميع يعانقون بعضهم البعض ويبكون فرحاً، تتشارك العائلات آلامها وسعادتها، بغض النظر من يكونون، ولا توجد صورة أو أي مقاطع يمكنها أن تصف هذه المأساة مدينة سمسور التي تركت وحيدة وتعاني لوحدها من ألم عميق، وتشاركنا الآم معاً، والآن لا يوجد سوى الأنقاض في المدينة".