روكن أحمد: الزلزال أظهر كارثة الدولة القومية

قالت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي روكن أحمد تعليقاً على كارثة الزلزال التي ضرب سوريا وتركيا أن سبب خطورة تداعيات هذه الكارثة ينبع من سياسات الدول القومية.

روناهي نودا

قامشلو ـ في السادس من شباط/فبراير، ضرب زلزال تركيا وسوريا، وخلف الآلاف من القتلى والمصابين، ودمر العديد من المدن في تركيا وسوريا وخاصة مدن شمال كردستان.

تقول الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي روكن أحمد أن سبب الخسائر الفادحة للزلزال هو نتيجة سياسات الدولة التركية، مشيرةً إلى أنه حتى بعد اليوم الأول من الزلزال استمرت هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، ودعت إلى الوحدة الوطنية لمداواة الجراح التي أحدثتها الكارثة.

وأوضحت روكن أحمد أن "تأخر الدولة التركية في التدخل وبدأ عمليات البحث وإنقاذ الناجين، كان الشيء الأكثر لفتاً للأنظار هو أن الأهالي اعتنوا ببعضهم البعض. رغم أن الشعب لم يستطع فعل أي شيء، لكنهم حفروا وأزالوا الحجارة بأيديهم ليكونوا صوت الشعب الذين كانوا تحت الأنقاض. لا بد أننا رأينا مدى خيبة أمل الناس من الدولة التركية أثناء الزلزال. عندما تحدث مثل هكذا كوارث، فإن الأهالي يتحدون دون أن يقولوا إنه كردي أو عربي أو تركي، وقد ظهر ذلك في الزلزال الذي حدث وجعل وجود الدولة القومية بلا معنى. إن رسالة المجتمع واضحة حيث أن الناس لن ينتظروا الدولة والسلطات مساعدتهم".

ولفتت الانتباه إلى سياسات الحرب التي أدت إلى حدوث الكوارث "منذ مائة عام، كانت الحياة مليئة بالحروب ولا تزال مستمرة، وقد اهتزت أسس الطبيعة بسبب هذه الحروب. نتيجة للزلزال اليوم، فقد آلاف الأشخاص حياتهم والعدد آخذ في الازدياد. الزلزال وقع في شمال كردستان وسوريا ولم يذهب أحد لنجدة أهالي إدلب وعفرين وحلب، فلماذا يذهبون؟ لقد سرقوا ما يكفي، ونهبوا، وغيروا التركيبة السكانية وحققوا كل مصالحهم، عندما كان الناس تحت الأنقاض، لم يذهب أحد لنجدتهم. أظهر هذا الزلزال للجميع كارثة الدولة القومية التي تركز فقط على مصالحها الخاصة. الدولة وإهمال السلطات سبب الحرب. بعد الزلزال اتضح أن من يساعد المجتمع هو المجتمع نفسه والدولة لا تساعد الناس. تعرف الدولة أنه إذا كان المجتمع موجوداً، فهي غير موجودة، تجد وجودها بالقضاء على المجتمع".

 

"سياسة الدولة تضع الناس في مواجهة الموت"

وأشارت روكن أحمد إلى أنه رغم مرور عدة أيام على الزلزال لم تكن هناك مساعدات حكومية للشعب، ورغم ذلك تم حظر المساعدات المرسلة لشمال كردستان "حتى الآن، لم ترسل معدات إزالة الأنقاض والفرق التي يمكنها إزالة الأنقاض إلى مكان الحادث. السياسة التي يمارسونها تدمر المجتمع، وكلما دمروا المجتمع، كلما نجحت سياساتهم. تمارس العنصرية على الناس وتثير الخلافات في المجتمع. في شمال كردستان، يمكن ملاحظة أنهم أرسلوا آلاف المعدات والطواقم إلى الأماكن التي يريدونها، لكنهم لم يرسلوا أي مساعدة إلى الأماكن التي لا يريدونها. هذه السياسة تترك المجتمع في مواجهة الموت. دفع هذا الزلزال ضمير البشرية إلى التحرك، حيث أن آلاف الأشخاص اليوم تحت الأنقاض ينتظرون الإنقاذ، لكن لم يتم إرسال المعدات والفرق، وهذا نتيجة سياسة الدولة التركية التي تترك المجتمع يموت".

 

"الدولة التركية لم توقف هجماتها على المنطقة"

وقالت روكن أحمد إن المنطقة تشهد حروباً كثيرة منذ 10 سنوات، مشيرةً إلى أن الدولة التركية لم توقف هجماتها على المنطقة "إن شمال وشرق سوريا كانت بشكل دائم في خضم الحرب. لم تسمح تهديدات وسياسات الدولة التركية لهذا الشعب بالعيش بسلام. وفي الآونة الأخيرة، هاجم الاحتلال التركي مناطق شمال وشرق سوريا ودمر البنية التحتية للمنطقة تاركاً المجتمع بلا اقتصاد وفي حالة اضطراب. المجتمع يدافع عن نفسه ضد جميع الاعتداءات، لذلك يعاني الناس من صعوبات على مدى السنوات الـ 11 الماضية. كلما كان المجتمع في مأزق، فإن السلطات تجد فرصتها. لا نستطيع أن نقول إن هذه الكارثة حدثت لهذا المجتمع بسبب الزلزال".

 

"بالرغم من الكارثة الاحتلال التركي يهاجم المنطقة"

وقالت روكن أحمد إنه بعد يوم واحد من الزلزال هاجمت الدولة التركية تل رفعت بالمدفعية "إنه حادث مؤلم أن ينتقل أهالي حلب إلى تل رفعت والشهباء بسبب الزلزال، لكن الاحتلال التركي هاجم تل رفعت بالمدفعية بعد يوم من الزلزال. يعيش أردوغان على تدمير أرواح الناس. يفعل كل ما يلزم للحصول على نتائج في الانتخابات. اليوم يتم تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الذي يدرك هذه الحقيقة. ورغم كل الاعتداءات والهجمات استعد الشعب لاستنكار الذكرى السنوية للمؤامرة الدولية وتشديد العزلة ونظموا أنشطتهم. فالروح التي نشأت في المجتمع لا تسمح للدولة التركية بتحقيق النتائج التي ترجوها".

 

"أنفقوا كل الميزانية من أجل الحرب"

ولفتت روكن أحمد الانتباه إلى سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي خصصت كل الميزانيات المخصصة لحماية الشعب، للحرب ضد شمال وشرق سوريا "إن سياسة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وضعت شعب تركيا أمام صعوبات كبيرة وانفقت اقتصاد المجتمع في الحروب، خلال الأشهر الثمانية الماضية، أنفقت الدولة التركية ميزانية المجتمع على الحرب في شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان. فبدلاً من إنفاق ميزانية الشعب على الحرب وشراء أسلحة أكثر خطورة، كان يجب أن تستخدم تلك الميزانيات لخدمة الناس واتخاذ التدابير للحماية من الكوارث، ولما كانت نتيجة الزلزال على هذا النحو. لا توجد سياسة للدولة التركية بخصوص المجتمع، لذا فإن السياسة التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هي سياسة الإبادة الجماعية للمجتمع والثقافة. بالنسبة لهم، ليس من المهم أن يظل المجتمع تحت الانقاض ويكون مصيره الموت، بالنسبة لهم فإن الأهم هي سلطتهم".

وأشارت روكن أحمد إلى أهمية الوحدة الوطنية "الوحدة الوطنية مهمة جداً بالنسبة لنا، يجب أن نساند بعضنا البعض ونبني وحدة الشعب".

وأضافت "في عام 2023 يجب أن نكون قادرين على الانتصار في السياسة والتنظيم والأمن، وتحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً والقضاء على السلطة الحالية. اليوم هناك انتفاضة في إيران بقيادة النساء، إيران التي تشهد أزمة كبيرة جداً. في شمال كردستان، يتم تنفيذ سياسة خطيرة على المجتمع، حيث تصبح المجتمعات التركية والكردية والعربية والفارسية وجميع الأعراق ضحايا للحكومة. إذا نظم الشعب صفوفه، فلن يكونوا ضحايا للسلطات. تعتبر أفكار القائد عبد الله أوجلان وفلسفته عن الأمة الديمقراطية مصدر إلهام لجميع الناس اليوم، حتى نتمكن من فهم مصدر الإلهام هذا بشكل صحيح، يجب ألا ننتظر السلطات الحالية. قوة الشعب تكفي لبناء الوحدة الوطنية، ندعو الشعب وخاصة النساء لتحقيق ذلك. لأن المرأة هي التي تعرضت لأكبر قدر من الضرر في الزلزال، فالمرأة بقوتها وإيمانها هي التي ستقضي على السلطة وتكسر العزلة المشددة".