ناشطة نسوية: أدب القمع أعاق تقدم ثورة "Jin jiyan azadî"

تقول الناشطة النسوية التقاطعية غزال رسولي إن الفرق بين القمع والتمييز هو أن الجميع يتعرضون للقمع، لكن التمييز هو قمع مزدوج تعيشه بعض الفئات بسبب خصائص هويتها.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ شهدت مدن إيران وشرق كردستان عاماً مليئاً بالنضالات والتغيرات على كافة الأصعدة وذلك بفضل حركة "Jin jiyan azadî"، ولكن الحكومة الإيرانية حاولت قمع المحتجين/ات بشتى الطرق وكان أدب القمع عاملاً آخر أعاق تقدم الحركة.

أكدت الناشطة النسوية التقاطعية غزال رسولي على أهمية أدب القمع في إبطاء الحركات أو إيقافها "غالباً ما يكون أدب القمع هو الكلمات التي تقال، وربما بعض الناس لا يعرفون أنهم يضطهدون شخصاً ما بالكلمات التي يوجهونها له. غالبًا ما يكون هذا الأدب أشياء مبتذلة ثابتة ومتكررة، وتصبح في جوهرها عائقاً أمام الحركات التقدمية. على سبيل المثال، عندما نتحدث عن القمع والتمييز العرقي، يقولون إننا جميعاً إيرانيون. ربما لا يدركون مدى ظلم هذه الجملة، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ الحركات أو حتى توقفها".

وعن ثورة "Jin jiyan azadî"، قالت "أعتقد أن الوضع تغير كثيراً في العام الماضي، والعديد من المفاهيم التي تم تجربتها لسنوات طويلة قد قبلها الكثير من الناس، ولكن لا يمكن القول إن الظروف مثالية"، مضيفةً "مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وظهور حركة "Jin jiyan azadî"، استطاع الأهالي التواصل مع بعضهم البعض أكثر من ذي قبل، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه للوصول إلى مجتمع يتمتع فيه الجميع بحقوق متساوية ويتم فيه إعادة إنتاج أدب القمع".

 

الفرق بين القمع والتمييز

وفيما يتعلق بتعريف القمع والتمييز والفرق بين الكلمتين، أوضحت غزال رسولي أنه "برأيي، الفرق بين القمع والتمييز هو أن الجميع يتعرضون للقمع، ولكن التمييز هو قمع مزدوج تعيشه بعض الفئات بسبب خصائص هويتها، على سبيل المثال، العرق والدين والجنس والتوجه الجنسي والهوية. كلنا نعاني من القمع في الجغرافيا السياسية لإيران. فمثلاً، مسألة الاقتصاد تطرح عند جميع الناس، ولكن تضاف إليها سلسلة من القضايا الأخرى عندما يكون الشخص كردياً أو تركياً أو بهائياً أو امرأة، مما يجعل هذا الظلم أكثر شدة بالنسبة لفئة معينة. أي أن المشكلة الاقتصادية ظهرت لدى الجميع، لكنها أشد خطورة بكثير في سيستان ـ بلوشستان. أو أن اقتصاد المرأة ظروفه أسوأ بكثير، وهذا هو التمييز".

 

النسوية التقاطعية

وعن تعريف النسوية ومجال نشاطها، بينت غزال رسولي أنها لا تتفق مع النسوية الحقيقية والمزيفة، لكن النسوية لها فروع مختلفة وقد يكون للناس أفكار مختلفة "هناك نسويات من أقصى اليمين إلى اليسار، بتوجهات سياسية مختلفة. أعتبر نفسي ناشطة نسوية متعددة الجوانب، وفي هذا الفرع من النسوية، نعتقد أن جميع خصائص الهوية التي يمتلكها الناس يمكن أن تسبب تمييز مزدوج لهم، على سبيل المثال، يمكن التمييز ضد امرأة بهائية، كردية، تركية بسبب جنسها وتفقد سلسلة من الحقوق ويتم وضعها في وضع الأقلية. الأقلية التي نصل إليها في العلوم الاجتماعية الجديدة تعني الفئة التي تتعرض للتمييز الاجتماعي ولا تعني المجموعة ذات العدد الأقل من السكان".

وأضافت "تتعرض النساء في أطراف البلاد لعنف مضاعف ويتجاهل الرجال حقوقهن، أعتقد أن النسوية التي يتم الاعتراف بها ممزوجة بالنسوية المؤممة، ورغم أنه من المتوقع أن تكون النسوية المؤممة منفصلة عن النسوية، إلا أنها لم تتمكن بعد من فصل نفسها عن النسوية. إن النساء الكرد، والبلوش، والترك، وغيرهن، نشطن للغاية في هذه السنوات القليلة وتمكنّ من العثور على مكان أفضل لأنفسهن".

 

أثر أدب القمع في الانتفاضة

واعتبرت غزال رسولي أدب القمع عائقاً في طريق الانتفاضة "لقد خلق فينا قدر كبير من الأمل في أن يحدث التغيير نتيجة الانتفاضة، لكن بسبب أدب القمع تحطم ذلك الأمل. أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة النظر في تلك الآمال، نحتاج للعودة إلى حقيقة أنه لا يزال من الممكن تحقيق التغيير. في هذا العام، ربما توصلت العديد من المجموعات إلى استنتاج مفاده أننا بحاجة إلى ائتلاف. إنما جعل هذه الحكومة تحكمنا منذ أكثر من أربعين عاماً قدرتها على جعل الأهالي يضطهدون بعضهم البعض".

وفي ختام حديثها، شددت غزال رسولي على ضرورة فهم مشترك لبعضهم البعض والاستماع إلى الطرف الآخر، بالإضافة إلى تشكيل تحالف تجتمع فيه كافة الفئات وتناقش الأهداف المشتركة للحصول إلى نتائج جيدة.