ناشطات ليبيات: التدخل التركي في شؤون البلاد هو شكل من أشكال الاستعمار

دعت ناشطات ليبيات النساء إلى التكاثف وتوحيد الجهود لرفض التدخل التركي في البلاد الذي بدأ في التزايد خلال السنوات الأخيرة.

هندية العشيبي

بنغازي ـ أكدت ناشطات ليبيات رفضهن للتدخل التركي في ليبيا وبعض دول الشرق الأوسط، واصفة هذا التدخل بالاستعمار الذي ينتهك سيادة تلك الدول وقوانينها ويضرب عرض الحائط القوانين والمواثيق الدولية.

لا تزال مطامع تركيا في ليبيا وثوراتها الكبيرة مستمرة، فبعد سنوات من دعمها للمرتزقة التي قاتلت الجيش الوطني الليبي في درنة وبنغازي وبراك الشاطئ وطرابلس ومصراتة بالعتاد والمعدات والمرتزقة، واستلائها على عدة قواعد جوية غرب ليبيا بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطني السابقة وحكومة الوحدة الوطنية الحالية، وقعت تركيا مع حكومة الوحدة الوطنية اتفاقية تمنح للحكومة التركية بموجبها حق الوجود والانتفاع والاستخدام لميناء الخمس البحري أحد أهم وأكبر الموانئ البحرية في ليبيا لمدة 90 عام، واستخدامه كميناء بحري عسكري تركي داخل الأراضي الليبية.

هذه العقود أثارت غضب الشارع الليبي الذي رفض التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات التي تنتهك من خلالها تركيا سيادة ليبيا وسيادة أراضيها.

وحول ذلك قالت الناشطة ريما توكا من مدينة الكفرة جنوب ليبيا (35) عاماً، إن "التدخلات التركية في ليبيا والشرق الأوسط تصنف على أنها أعمال عدائية تمارسها ضد الدول المستضعفة والتي تواجه أزمات سياسية واقتصادية، ما يشكل تهديداً للأمن القومي العربي عامة، ولسوريا والعراق وليبيا بشكل خاص".

وأوضحت أن "تركيا لديها أطماع في ثروات دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية، فهي تمارس سياسة الاستعمار والعدوان تجاه الشعب العراقي والسوري، ولديها أطماع في ثروات العرب وغاز الشرق الأوسط".

وعن الوجود التركي في غرب ليبيا قالت إن "تركيا تقوم بتجنيد المرتزقة والمقاتلين الأجانب للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا، لتنفيذ خطط توسعية تسعى لتحقيقها في هذه الدول".

وطالبت "الشعب الليبي بالخروج في مظاهرات حاشدة للحد من التدخل التركي في ليبيا ورفضه، معتبرة أن هذه الوجود هو شكل من أشكال الاستعمار".

 

 

ومن جانبها أوضحت الناشطة السياسية شيم بوفانة (44) عاماً من بنغازي، مراحل التدخل التركي في ليبيا "تركيا دخلت إلى ليبيا اقتصادياً قبل ثورة 2011، من خلال عمل الشركات التركية التي استلمت مشروعات اقتصادية ضخمة لها علاقة بالبناء والاستثمار في عهد النظام السابق، وخلال السنوات السابقة للثورة الليبية في 2011عملت على غزو ليبيا والوطن العربي ثقافياً تمهيداً لتدخلاتها العسكرية المباشرة في شؤون هذه الدول، من خلال أعمالها الفنية التاريخية التي تتحدث عن تاريخ تركيا وتمددها في منطقة الشرق الاوسط، وسيطرتها على عدد من الدول وعلى رأسها ليبيا".

وبينت أنه "عقب الثورة والفراغ السياسي الذي شهدته البلاد والانقسام الكبير الذي حدث في مؤسسات الدولة المختلفة والفوضى، كل هذا اتاح المناخ المناسب لتركيا للتدخل عسكرياً وسياسياً في ليبيا، وإعادة حلمها في استعمار البلاد "فهي ترى أن ليبيا من أرثها التاريخي".

وأضافت أن "تركيا تجدد وجودها في ليبيا من خلال هذا التدخل الذي يستهدف دول الشرق الأوسط والعالم، ضمن مخطط استعماري دقيق، فهي ترى أنه ليس من حق الشعوب أن تطالب بخروج تركيا من دولهم، لأنها تعتبر تلك الدول من إرث أجدادها".

 من جانبها أكدت الناشطة السياسية نجاة محمد (42) عاماً من مدينة تراغن جنوب ليبيا، أن "التدخل في الشأن الليبي بمختلف أشكاله يعد استعمار جديد للأراضي الليبية، وهو مرفوض بشكل قاطع".

ودعت النساء الليبيات للتكاثف وتوحيد الجهود لرفض هذا التدخل الذي بدأ في التزايد خلال السنوات الأخيرة "الوضع في ليبيا سيسوء أكثر إذا بقينا صامتين على ممارسات تركيا والتدخل الأجنبي في بلادنا".

وترى أن الحكومات الليبية المتعاقبة هي التي سمحت بالتدخل التركي في الشؤون الليبية واستشهدت خلال حديثها بعقد الانتفاع الذي وقعته حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة مع الحكومة التركية بمنحها ميناء الخمس البحري لمدة 90 عام.