على خلفية استهداف صحفية... سياسيون يستنكرون صمت الحكومة العراقية

عبّر عدة سياسيين عن أسفهم لموقف الحكومة العراقية الصامت إزاء مواصلة الاعتداءات التركية على شنكال، مستنكرين مسلسل استهداف الصحفيين والإعلاميين

غفران الراضي 
بغداد ـ ، بعد استهداف الصحفية نسرين حسين أثناء تغطيتها للمظاهرات التي اندلعت قبل عدة أيام.
المعاناة والألم والفقد تواجه الإيزيديين مرة أخرى في شنكال عبر القصف التركي المتكرر على القضاء الذي بدأ في 7 كانون الأول/ديسمبر، وما تبعه من قصف لمقر مجلس الشعب في شنكال يوم السبت 11كانون الأول/ديسمبر.
وعلى أثر ذلك اندلعت مظاهرات مستنكرة للعدوان التركي، ولعدم مبالاة الحكومة العراقية والجيش بالانتهاكات التركية المستمرة، تطورت إلى مواجهات، أسفرت عن إصابة المراسلة الصحفية نسرين حسين، وشاب آخر يدعى أردال بجروح، وإصابات بين وحدات حماية شنكال.
وحول الأحداث الأخيرة أكدت الناشطة السياسية ماجدة العرداوي لوكالتنا أن حلم اردوغان في السيطرة على نينوى وصل إلى ذروته "اردوغان اجتاز الخطوط الحمراء في العراق، ويعيش حالياً في حلم التوسعة الاستعمارية ويحاول أن يتغذى على مرحلة الانتقال السياسي واختلاف الآراء بين الفرقاء". 
وترى ماجدة العرداوي أن الحكومة الاتحادية خجولة في الرد أو حتى في التصريح "للأسف الحكومة تعيش حالة سبات في ظل وجود قوات معادية تحاول أن تزعزع أمن المدنيين في شنكال". 
وعن استهداف الصحفية نسرين حسين تقول "استهداف المرأة الصحفية يشكل قلق كبير، فنحن لا نريد أن نعود خطوات إلى الخلف بعد الاستقرار الأمني في المنطقة"، مضيفة "لا يوجد مبرر لإطلاق النار واستهداف صحيفة تنقل الحدث ضمن حق مشروع للتعبير عن الرأي". 
وعبر المتحدث باسم كتلة النهج السياسي مهند العتيبي عن أسفه لموقف الحكومة الصامت إزاء مواصلة الاعتداءات التركية قائلاً "يؤسفني أن نرى الإرادة الحكومية ما تزال ضعيفة أمام الاعتداءات التركية على أرض وسيادة وشعب العراق".
وأكد أن الحفاظ على حياة وأمن المواطنين من مسؤولية الحكومة، ويجب أن ترد الحكومة العراقية بالمثل لتوقف شبح القصف التركي على الأراضي العراقية.
كما شدد على أهمية المحاسبة الدولية للجانب التركي الذي خرق القوانين الدولية في اعتداءاته المتكررة على الأراضي العراقية.
وتساءل مهند العتابي عن دور الدبلوماسية العراقية في التعامل مع قضايا مهمة تخص سيادة وأمن البلاد، حيث أن بقاء الحال كما هو علية يجعل العراق اسيراً لتركيا. 
وعن إصابة الصحفية نسرين حسين أثناء تغطية المظاهرات الرافضة للقصف التركي عبرت الصحفية آمنة عبد النبي عن استنكارها للحادثة بقولها "نستنكر وندين مسلسل استهداف الصحفيين والاعلاميين وخاصة النساء كما ونرفض اعتبار الصحفيين هدف أثناء الاشتباك". 
وتعتقد آمنة عبد النبي أن استهداف مدنيين رافضين للهيمنة التركية من شأنه أن يخدم الجانب التركي "لا يوجد أي مسوغ أو مبرر لاستخدام العنف أو إطلاق النار تحت أي مسمى، لأن القوات الأمنية مهمتها حماية أمن المواطن لا استهدافه". 
في الوقت ذاته تشدد آمنة عبد النبي على أهمية حماية الصحفيات العراقيات من أي تعرض أو استهداف لكون الصحافة هي وسيلة لنقل الحدث وليست جزءاً من الخلاف.
فيما أكد السياسي محمد الشبكي "أن اطماع الأتراك في الموصل ظهرت واضحة من خلال دعم مرتزقة داعش، واحتوائهم في تركيا في الوقت الذي يواجه به العراق والدول الإقليمية خطر أولئك المرتزقة". 
وشدد على ضرورة عودة الهدوء والاستقرار لشنكال، عبر تعاون الأهالي مع القوات الأمنية لمنع حدوث أي اشتباك يؤدي إلى اخلال الأمن ويفسح المجال للقوات التركية باستغلال الموقف. 
وأوضح السياسي محمد الشبكي أن أطماع أردوغان تأخذ منحى تاريخي، فهو يعتبر الموصل ارتباط للعثمانيين، ويعيش حالة من الوهم تتمثل بحلم عودة إمبراطورتيهم الاستعمارية.