'Jin Jiyan Azadî' شعار تقدمي ميز نفسه على أساس الفلسفة السياسية الحديثة

في تقييمها لانتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، أوضحت المحللة السياسية روجين موكريان أن للانتفاضة الثورية في شرق كردستان وإيران، هدفين وهما إسقاط النظام الإيراني وتطبيق النظام الديمقراطي الكونفدرالي.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ انتشرت انتفاضة "Jin Jiyan Azadî" التي بدأت بعد مقتل جينا أميني على يد الحكومة قبل 7 أشهر ولا تزال مستمرة رغم ضغوط الحكومة والتهديدات التي يتعرض لها المحتجون، وأشعلوا نار الثورة في عيد نوروز وتعهدوا بالسير على طريق الشهداء حتى نيل الحرية والحصول على حقوقهم.

 

"سمع الناس شعار Jin Jiyan Azadî وفهموا فلسفته وخطوطه السياسية"

تقول المحللة السياسية روجين موكريان أن الثورة التي انطلقت في مقبرة مدينة سقز بقيادة النساء والشباب/ات في شرق كردستان وانتشرت في جميع أنحاء إيران في فترة وجيزة، مشيرةً إلى أن "هذه الثورة تختلف عن الاحتجاجات التي انطلقت عام 1979، ولهذا نسميها انتفاضة ثورية، والاختلاف الأهم والأكثر لفتاً للنظر هو شعار Jin Jiyan Azadî، فهو شعار تقدمي بالكامل ميز نفسه حتى عن العالم بناءً على خط وفلسفة سياسية حديثة تماماً، ونعلم أن هذا الشعار الذي يؤمن بأن المجتمع لن يكون حراً حتى تتحرر المرأة، وتم الأخذ في الاعتبار خط سياسي واضح لمستقبل المجتمع، يقوم على الكونفدرالية الديمقراطية".

وأوضحت "إذا اعتبرنا هذا الشعار هو الشعار الأساسي والرئيسي لهذه الانتفاضة الثورية، الذي هتف به الناس في جميع أنحاء إيران وشرق كردستان، وإذا كنا نعتقد على هذا المبدأ أن الناس قد فهموا فلسفة هذا الشعار وخطه السياسي، فعندئذ أقول إن هذه الانتفاضة الثورية مختلفة، وبناءً على ذلك يمكن رؤية هدفين رئيسيين في هذه الانتفاضة الثورية، الهدف الأول إسقاط النظام الإيراني والهدف الثاني تطبيق النظام الديمقراطي الكونفدرالي".

وأشارت إلى أنه تم إضفاء الطابع المؤسسي على المجتمع والمؤسسات الحكومية من قبل النظام الأبوي "انتشار ثقافة الثورة أو المقاومة أو حتى الشعارات التقدمية بأن المقاومة هي الحياة، كانت السبب في انتشار الانتفاضة من شرق كردستان إلى كافة مناطق إيران، ورأينا أنه في بلوشستان تسبب شعار "Jin Jiyan Azadî" في تغييرات وتحولات جذرية، رأينا وجود النساء في الشوارع على نطاق واسع وما زلنا نشهد".

وعن ركود الاحتجاجات وعدم توسعها مقارنة بالأشهر الأولى أوضحت أن "الانتفاضات الثورية مثل تدفق النهر، فعندما تكون هناك عوائق وظروف طبيعية يتباطأ تدفق المياه، لكنه في النهاية يستمر في التدفق حتى يجد طريق النهاية. الانتفاضة الثورية تسير على ذات النحو، فهي عملية يجب أحياناً أن تبطئ وتعيد تنظيم نفسها على أساس العقبات التقدمية، وسنرى موجة أخرى من هذا الانتفاضة الثورية".

وحول الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة تقول "إذا نظرنا داخل إيران نفسها، فإن نظام الجمهورية الإسلامية نظام ديكتاتوري بحت، والنظام الديكتاتوري يستخدم دائماً القوى القمعية إلى أقصى حد للتعامل مع مطالب الشعب، لمدة 44 عاماً، صرف كل ثروته الوطنية لشراء القوات والسلاح، وهو الآن يستخدمها ضد الشعب. لدينا قوة قمعية في إيران لا تشفق على الناس، ولا يعتبرون الناس جزءاً من أنفسهم، خاصة أن شعب شرق كردستان لا يقبل حتى كمواطن إيراني، لهذا السبب كان القمع في شرق كردستان أشد قسوة، لقد أطلقوا النار على منازل الناس دون أي خوف".

وأضافت "للأسف العقلية الأبوية ما زالت مهيمنة حتى على بعض الأحزاب السياسية الكردية، فهناك من اتبعوا نهجاً فاشياً، هناك امرأتان في نفس التحالف أو نفس مجموعة التضامن، واحدة من النساء الشيء الوحيد الذي اتخذته من النسوية هو النسوية الليبرالية، والشيء الوحيد المهم بالنسبة لها هو الحجاب، بينما الثانية لا تستطيع تمثيل المرأة ولها دور رمزي، حتى لو أرادت هاتان المرأتان تمثيل النساء، فلا يمكنها إلا تمثيل نساء إيران، لأن مطالب نساء فارس تختلف عن مطالب النساء الكرديات أو نساء الدول المضطهدة الأخرى، حيث تفصل المرأة نفسها عن حريتها الجنسية والتمييز على أساس الجنس".

وأشارت المحللة السياسية روجين موكريان إلى أن "وحدة وتضامن شعوب إيران في الاحتفال بنوروز، وخاصة في شرق كردستان، أقيم بشكل أكثر روعة، نوروز ليس فقط رمزاً للتحديث أو تجديد الحياة في الطبيعة، بالنسبة للكرد نوروز هو رمز للمقاومة والنضال من أجل الحرية، وإذا عدنا إلى أسطورة كاوا الحداد وضحاك، فإننا نعلم أنه في هذه السنوات الـ 44 أو حتى في المائة عام التي كانت فيها شرق كردستان تحت حكم السلطات الإيرانية، تأثرنا بثقافة الفرس واحتفلنا بنوروز مثل الفرس، ولكن هذا العام كان مختلفاً جداً، فالناس أعلنوا على قبور أبنائهم أنهم سيواصلون النضال من أجل الحرية، كما حملت نساء كرديات المشاعل وأوقدن شعلة نوروز".