هل هناك قصور من قبل النساء للترشح للانتخابات في ليبيا؟

تعد المرحلة القادمة في ليبيا الأكثر حساسية، والأكثر حسماً لما يحدث من نزاعات، وصراعات بين أبناء البلد الواحد، وهي مرحلة انتخابات 24كانون الأول/ديسمبر القادم، وقد تجهزت النساء بكل قوة لهذه المرحلة من التوعية بأهمية الانتخابات

ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، والحرص على حدوثها في موعدها إلى مرحلة المراقبة على الانتخابات وقت حدوثها.
رغم ما تشهده مرحلة الترشح للانتخابات المزمع إجراؤها في الفترة المقبلة دعماً للنساء من أجل الترشح، إلا أن الإقبال ما يزال قليلاً، على الأقل حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، وحول أسباب عزوف النساء عن الترشح أجابت مجموعة من النساء الليبيات.
ترى الممرضة سامية السعيطي أنه لا يوجد قصور في ترشح المرأة للانتخابات وأنها مقبلة على ذلك بكل قوة "المرأة مثلها مثل الرجل بمهامها وشخصيتها وخبراتها وشهاداتها، أنا ادعمها في حال فكرت في الترشح للانتخابات، فالمرأة لديها العقل والعاطفة، وتستطيع توظيفهما بالشكل الصحيح، بينما الرجل يستخدم العقل فقط في عمله وأثناء توليه للمهام الكبرى، إضافة إلى أن المرأة تستطيع إنصاف المرأة، وأتمنى أن تكون المرشحة للانتخابات ذات شخصية قوية وجريئة".
 
المرأة الليبية لديها شخصية قوية
وتشاركنا خريجة المعهد العالي للتمريض سحر الخشمي رأيها قائلةً "أتمنى في ليبيا الجديدة ألا يكون هناك قصور، فالمرأة الليبية لديها شخصية قوية، ولكن نحن نعيش في مجتمع ذكوري حتى عندما يتحدثون عنها يقولون هذه امرأة وضعيفة، والدليل على قوتها أنه لدينا في ليبيا قاضيات في حين أن معظم الدول العربية لا توظف النساء في هذا المجال".
وتضيف سحر الخشمي حول إمكانية ترشح المرأة في الانتخابات وقدرتها على قيادة المرحلة "المرأة الليبية قوية وقادرة بالتأكيد على قيادة أي جهة أو مسار، ولكن مجتمعنا ذكوري وبحسب عاداتنا وتقاليدنا 70% لا يشجع المرأة على الانخراط في هذه المهام". 
فيما تقول ليلى الورفلي خريجة المعهد العالي للتمريض "في الفترة الحالية بدأت المرأة تتخطى جميع الحواجز والعقبات وبدأت تتحدى وتخوض كل التجارب، بتشجيع من الأخ والأب والزوج، وبدأت تتوجه للعمليات الانتخابية وتخوض في جميع المجالات مثل المحاماة والقضاء وأن تكون سيدة أعمال، ولكن مازال ينقصها الدافع والوعي، ومن هنا نقول إنه يوجد بعض القصور".
 
اندفاع غير مسبوق 
من جانبها تقول عضو الحزب المدني الديمقراطي زينب سعد هابيل "فيما يخص انخراط المرأة في العملية السياسية وتواجدها في انتخابات 24 ديسمبر أجد أن هناك اندفاع كبير للمرأة في هذه الفترة وهو اندفاع غير مسبوق، وأرى أن هناك أزواج يدفعون بزوجاتهم، وأخوة يدفعون بأخواتهم حتى على مستوى القبيلة، خاصة مع توقعهم أن تكون هناك كوتا عالية للمرأة بنسبة 30%، أصبح الكل يريد أن يملأ هذا الفراغ ويستفيد منه".
وأكدت على أن المرأة أثبتت في الدروتين الانتخابيتين السابقتين وهما المؤتمر الوطني ومجلس النواب، قدرتها على تولي زمام الأمور.
وتضيف زينب سعد هابيل "أن المرأة دائماً ما يكون عملها في الجانب الشرعي، لا تستطيع العمل دونه، كما أن المرأة في العالم وليست في ليبيا فقط أصبحت في العقدين الماضيين تحظى بنسبة مشاركة زادت عن 24% ومن هنا بدأ العالم يسلط الضوء على مكانة المرأة في السياسة وانخراطها فيه، ورأوا أن للمرأة تأثير كبير جداً في استقرار الدول وفي زيادة معدلات النمو".
وتوضح زينب سعد هابيل "أرحب بالقبيلة كرافعة اجتماعية شرط أن تدفع بالنخب الموجودة بها، وأن تمتحن الجهات التي تدعم المرأة، النساء اللاتي تم الدفع بهن للترشح، نعم سيكون هناك كم هائل من الترشح للانتخابات من قبل النساء ولكن لابد من التركيز على الأفضل ودعمهن وتوعيتهن بأهمية ما هن مقبلات عليه".
وعن تولي النساء لحقائب سيادية في الفترة الأخيرة في ليبيا ودورهن في تشجيع النساء للترشح للانتخابات تقول "لقد شجعت الوزيرات الخمسة اللاتي تم تكليفهن في حكومة الوحدة الوطنية بشكل غير مباشر، فقد رأينا ماذا فعلت المرأة ومدى تأثيرها خاصة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش فقد كانت نموذجاً مشرفاً ليس على مستوى الدولة فقط وإنما على مستوى الإقليم كانت نموذج فريد وسط هذه الصراعات، تخرج لنا امرأة وطنية بكل هذه القدرات وهذا التحدي، وبذلك لا تشجع المرأة إلا المرأة نفسها".
وعن دور الاتحادات النسائية في دعم النساء في ليبيا تقول "نحن لدينا الآن قرابة 30 اتحاداً نسائياً على مستوى ليبيا، ولدينا رئاسة عامة لها وهي تأخذ بيد المرأة الليبية، وهناك فرص كبيرة لتدريبها إضافةً إلى وجود منظمات عالمية تسعى إلى تهيئة المرأة للمرحلة القادمة وأن تدخل المجال السياسي خاصة مجلس النواب".