هدلة حسن: التهديدات والهجمات التركية انتقام لداعش ومحاولة لإعادة إحياءه

قالت الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني هدلة حسن، أن هدف تركيا من التهديدات والانتهاكات على المنطقة احتلال المزيد من الأراضي وضمها إلى تركيا، مؤكدةً أنها ستواجه مقاومة شعبية

نورشان عبدي  
كوباني ـ .     
منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر الجاري بدأت تركيا بإطلاق تهديدات جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا، وكان الرئيس التركي قد لوح بعمل عسكري بعد تقديمه طلباً للبرلمان التركي بتمديد عملياته العسكرية في سوريا والعراق لمدة عاميين إضافيين.   
واستهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة مدنية في حي كوباني الجديد ما أسفر عن استشهاد مدنيين وإصابة اثنين آخرين وكان بينهم عضو مجلس العدالة الاجتماعية بكر جرادة.
حول التهديدات التركية ومدى خطورتها قالت لوكالتنا الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا هدلة حسن "لم تتوقف هجمات وتهديدات تركيا على المنطقة منذ ثورة روج آفا عام 2012، وخاصةً ناحية عين عيسى، ففي كل عام من شهر تشرين الأول وهو تاريخ بداية المؤامرة على القائد عبد الله أوجلان تلوح تركيا بشن هجمات على منطقتنا"، مبينةً أنه لا يمكن فصل ذلك عن المؤامرة كون "مصير الكرد واحد أينما كانوا متعلق بوضع القائد ومن أجل ذلك تريد تركيا مراراً إعادة مأساة المؤامرة على الشعب الكردي بأي طرق أو أساليب كانت".  
وتعرض القائد عبد الله أوجلان في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر من عام 1998 لمؤامرة دولية شاركت فيها العديد من القوى المهيمنة وبدأت المؤامرة بإخراجه من سوريا ثم اعتقاله من مطار نيروبي في 15 شباط/فبراير 1999.
وأرجعت هدلة حسن التهديدات التركية لفشل السلطة من إدارة الأزمات الداخلية "تواجه تركيا أزمات حقيقة على كافة الأصعدة الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية مع العديد من الدول وهذا يخلق القلق لدى أرودغان ويدفعه لشن هجماته على منطقتنا واستمرارية تهديدات العسكرية".
وبينت أن استهداف كوباني على وجه الخصوص يعود لكونها من أوائل المدن التي هزمت مرتزقة داعش "ما زالت هزيمة داعش الذي دعمته تركيا في قلعة المقاومة كوباني تؤثر على المخطط التركي في المنطقة".
وحررت قوات سوريا الديمقراطية مدينة كوباني من مرتزقة داعش الذي سيطر عليها لأكثر من ثلاث سنوات في كانون الثاني/يناير 2017، ويعتبر ذلك التاريخ بداية النهاية لتنظيم داعش في سوريا. 
وأشارت هدلة حسن إلى الاستهداف الأخير بالطائرة المسيرة "تستهدف تركيا منازل المدنيين والمؤسسات المدنية، وهو ما يخالف القانون الدولي وتسعى من خلال ذلك لترهيب السكان وإجبارهم على ترك مناطقهم، لتسهل عليها عملية الاحتلال".
وعن تصريحات أردوغان حول نطاق عمليته العسكرية التي يهدد بها، والموقف الروسي الضامن قالت "إن عدم اتخاذ أي خطوات جدية لإيقاف الهجوم الذي يستهدف 5 مناطق في شمال وشرق سوريا بحسب التصريحات التركية، يؤكد وجود تفاهم تركي روسي أعطى الجانب التركي الضوء الأخضر للعملية العسكرية". 
إن أي عملية عسكرية تتحمل مسؤوليتها القوات الروسية الضامنة والتي دخلت على أساس إيقاف تركيا وحماية أهالي المنطقة والحديث لـ هدلة حسن "روسيا لا تتخذ أي موقف داعم لأهالي المنطقة ولكن مهما فعلت فإننا متمسكين بمبادئنا التي رسمها القائد عبد الله أوجلان من أجلنا ولن نتراجع عن طريقنا"، مؤكدة أن "هذه الأرض أرض شعب كوباني التي سقيت بدماء الشهداء لن نتخلى عنها بسهولة".
ولم تكتفي تركيا بالانتهاكات التي تمارس في كل من رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي منذ احتلالهما في مثل هذا الشهر من عام 2019، وعفرين التي احتلت قبل ذلك بعام كما تقول هدلة حسن "تمارس الجماعات المرتزقة التابعة لتركيا العديد من الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق المحتلة، من تعذيب واغتصاب واختطاف وقتل وكذلك تهاجم المناطق الآمنة بالطائرات المسيرة".             
وفي ختام حديثها حذرت الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني هدلة حسن الشباب من الانجرار وراء دعاية العدو "نحن شعب واحد وأرضنا وطننا واحد لماذا نسمح للعدو دخول أرضنا وتخريبها. أوجه كلامي بالأخص للعملاء الذين يعملوا لصالح تركيا ليس هنالك كلمة تصفكم كفى خيانة لأن هذه حرب الأخوة حرب الكرد للكرد عندما تخون بلادك ويتم استهداف المدنيين أو أعضاء مؤسسات الإدارة هؤلاء الأشخاص يعملون من أجل الشعب، يجب على أهالي كوباني معرفة الخونة ورفضهم وتوعية الأهالي يجب علينا أن نكون يداً واحدة. عندما تتأمر اليوم مع تركيا ضد أهلك غداً تركيا ستتأمر مع غيرك ضدك هذه هي الحقيقة".
الجدير بالذكر بأن الدولة التركية مازالت تحاول شن هجماتها العسكرية على مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وتحوم طائراتها المسيرة في سماء مقاطعة كوباني ليلاً نهاراً.