'ضعف مشاركة النساء في الترشحات يرتبط بالعامل الثقافي والخوف'

تربط السياسية نجلاء قدية ضعف مشاركة النساء في الانتخابات بالعامل الثقافي والخوف، وتدعوهن إلى كسر هذا الحاجز وإبراز حضورهن.

زهور المشرقي

تونس ـ أكدت السياسية نجلاء قدية أن الوضع العام في تونس لا يشجع النساء على الترشح، معتبرة أن الخيارات السياسية للسلطة هي سبب الأزمة التي تمر بها البلاد.

قالت القيادية بحزب القطب نجلاء قدية، إن الصراع فيما يخص الانتخابات في تونس كان منتظراً خاصة مع التأخير للإعلان عن موعده الذي يأتي قبل ثلاثة أشهر فقط من إجراءها، معتبرة أن الوقت المخصص لإعداد ملف الترشح غير كافي خاصة ما يتعلق ببطاقة عدد 3 أو ما تعرف ببطاقة السوابق العدلية ما يثبت وفق تعبيرها أن هذا الموعد المهم الذي سيحدد مصير البلاد لست سنوات مقبلة سيكون صورياً.

وعن موقف حزبها من المشاركة في الانتخابات، بينت أنه لم يعلن مقاطعته لكنه أكد على عدم ترشيح أي طرف من القيادات ولن يكون معنياً بذلك "ليست مسألة خوف أو ضعف، بل إيماناً منا أن النظام الحالي لا يريد تسليم السلطة التي تسلمها عام 2019، وكان هناك افتكاكاً للسلطة ولن تعود مجدداً لطرف آخر ونحن نرى أن الترشح الآن عبث ومضيعة للوقت".

وعن ضعف ترشح النساء، اعتبرت نجلاء قدية أنه نتيجة انعدام حضورهن في الحياة العامة والسياسية عموماً، فبرغم من مشاركتهن في كل المحطات السياسية بقوة منذ بداية الثورة عام 2011 وحتى قبلها إلا أن ذلك أدى إلى إقصائهن وعدم الاعتراف بتلك المجهودات النسوية.

ولفتت إلى أن ترشح امرأتين فقط للرئاسة برغم صعوبة المسار وهن عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر والخبيرة الاقتصادية ليلى الهمامي يقابله ترشح امرأة فقط عام 2019 وهي عبير موسي مقابل ترشح قرابة 6 نساء في انتخابات 2014 حين كانت الفرص متاحة دون صعوبات، وتربط ذلك الضعف بالعامل الثقافي الذي يعرقل ترشح المرأة ضمن معتقد أن الشعب لن يصوت لها لقيادة البلد "هناك عزوف نتيجته الجانب الثقافي والخوف من الإيقاف والهرسلة مهما كان الانتماء السياسي والجغرافي، قد تخشى النساء أن تحرك قضايا ضدهن ويجدن أنفسهن في مأزق".

وعما أسمته بالتضييقات التي تمارسها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عبر شروط الترشح المجحفة، اعتبرت نجلاء قدية أنها تبدأ من تاريخ الترشح القصير الذي يعزز فكرة "لا حاجة لهم بعدد كبير من المترشحين"، مشيرة إلى أن شرط عشرة آلاف تزكية من الأمور المستحيلة خاصة وأن 29 تموز كان آخر موعد لتقديم الترشحات "تزكيات في عشرة أيام أعتقد أنه أصعب ما يعيشه هذا المسار الانتخابي".

ووجهت رسالة للنساء اللواتي تعزفن عن الترشح ولا تنوين التصويت كما حدث خلال الانتخابات التشريعية السابقة والمحلية، مفادها بأن مكانهن لازال مضموناً وهن من قدن مشعل الثورة جنباً إلى جنب مع الرجل وخضن كل الصراعات والمعارك لتحرير البلد وضمان حقوقهن فيه واليوم تحتاجهن بلادهن لإنصافها والتمركز بكثافة في كل المحافل الوطنية والمواعيد الانتخابية "أنتن أحرار ولكن الاختيار إما أن تشاركن أو تقاطعن فمن حقكن الدفاع عن مواقفكن أينما كنتن، فلا للخوف ولا للتراجع".