إلهام أحمد: على النساء في جميع أنحاء العالم تنظيم أنفسهن ضمن نظام كونفدرالي

قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد "يجب على النساء في جميع أنحاء العالم تنظيم أنفسهن ضمن نظام كونفدرالي، لأن الفرصة التي أتيحت لهن اليوم هي فرصة تاريخية يجب ألا تفوتها".

سوركول شيخو

الحسكة ـ عقد مؤتمر ستار مؤتمره التاسع في الذكرى السنوية الـ 18 لتأسيسه تحت شعار "بنضالنا الدؤوب لثورة المرأة ستنتصر انتفاضة Jin Jiyan Azadî". وشاركت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (MSD) إلهام أحمد في أعمال المؤتمر إلى جانب ألف امرأة أخرى، وتحدثت إلهام أحمد بشكل موسع حول الوضع الذي تمر به النساء في سوريا والشرق الأوسط والعالم.

 

"الالتفاف حول شعار Jin Jiyan Azadî مهم جداً في هذا القرن"

وقالت إلهام أحمد إن الانتفاضة التي بدأت اليوم من قبل النساء في شرق كردستان وإيران تحت شعار  Jin Jiya Azadî هي إشارة إلى أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن حرية المرأة والمجتمع "في شرق كردستان وإيران وفي ظل نظام ذكوري وضعوا قوانين باسم الدين، تتعرض من خلالها المرأة للقتل، كما تقتل الحياة في شخص المرأة، لذلك بدأت النساء انتفاضة مهمة ضد النظام والقوانين، الخطوات التي تتخذها المرأة مهمة جداً، فالانتفاضة الإيرانية لم تبدأ من لا شيء، فقبل ذلك بدأت ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا واستمدوا قوتها منها. إن الالتفاف حول هذا الشعار ضد كل القمع والنظام القمعي والعقلية الذكورية أمر مهم جداً".

"تسعى الأنظمة الحاكمة إلى أخذ زمام المبادرة والقضاء على نضال المرأة"

وأوضحت إنه تم خطو خطوات مهمة في العديد من الدول العربية "المرأة العربية شاركت ودعمت هذه الثورات، ولكن للأسف لم يكن مستوى التنظيم النسائي كافياً، ومرة أخرى تريد الأنظمة الحاكمة أن تتولى زمام المبادرة. فيقتربون بعنف من نضال المرأة ويحاولون القضاء عليه. يريدون هزيمة الانتفاضات النسائية التي بدأت. على سبيل المثال، تواجه تونس الآن حقيقة مساعي القضاء على المكتسبات التي حققتها المرأة في الثورة، والنيل من الجهود التي بذلك على مدى سنوات. من الضروري أن تكون المرأة أكثر تنظيماً في هذه الانتفاضات والثورات وأن تشارك بطريقة يكون لها صوت واحد وهدف واحد".

وشددت إلهام أحمد على انتفاضة النساء في شرق كردستان وإيران "عليهن تطوير هذه الانتفاضة والنضال بوعي، فالانتفاضة بدأت بشكل سلمي جراء قتل النساء، لكن يجب تنظيمها وتطويرها بوعي. فالنضال إذا لم يكن منظماً، فمن الممكن أن تفشل هذه الانتفاضة. أو ستواجه النساء مجازر كبيرة. هناك مخاطر من هذا النوع، لذلك من الأهمية أن تعمل النساء على تنظيم أنفسهن بشكل مستقل".

وأشارت إلهام أحمد إلى ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا "لقد نظمت النساء ثورة في شمال وشرق سوريا، ونظمن أنفسهن تحت مظلة مؤتمر ستار. لكن رغم أن النساء نظمن أنفسهن بشكل خاص ومستقل، وتمتلكن ضماناً خاصاً للتنظيم، واكتسبن المعرفة حول كيفية حماية النساء، ولكن في كثير من الأماكن، تواجه النساء العنف والقتل، وهذا الأمر يتم أيضاً في أماكن القرار والعمل. وبهذه المقاربات، يريدون تحييد النساء، وعدم الاعتراف بإرادتها وعدم إشراكها في اتخاذ القرارات. وفي منطقة لم تتطور فيها الثقافة والعقلية الديمقراطية بعد، هناك خطر من وضع المرأة تحت السيطرة والقضاء على المنظمات النسائية، لذلك هناك حاجة أكبر أن تلتف النساء حول شعار Jin Jiyan Azad".

 

"المطلوب من المرأة السورية تحقيق ثورة ديمقراطية في سوريا"

وعن المؤتمرات التي شاركت فيها المرأة الكردية قالت "المؤتمرات التي تعقد في أماكن كثيرة ليس فقط في روج آفا، ولأول مرة تقوم المرأة الكردية بريادة المؤتمرات، وتتولى زمام المبادرة وتجدن طريقة لجمع النساء من جميع البلدان للاجتماع معاً. لا شك أن مثل هذه المؤتمرات قوية جداً وتمنح القوة للمجتمعات والأنظمة الديمقراطية التي تناضل حقاً من أجل الحرية، حيث تتولى المرأة زمام القيادة بقوة. تحمي وتضمن أيضاً إضفاء الديمقراطية على المجتمعات والأنظمة. وهذا هو السبب في أن قيادة المرأة مهمة جداً. فمثلاً في سوريا في بداية الثورة كان هناك العديد من الانتفاضات التي شاركت فيها عدد كبير من النساء ولكننا الآن لا نرى طابع ولون المرأة في الأجزاء التي انتفضت ضد النظام. واستُبعدت المرأة من مجال السياسة، لذا المطلوب هو أن تنظم نساء سوريا أنفسهن من أجل الوصول إلى دستور ديمقراطي وتحقيق ثورة ديمقراطية داخل سوريا".

 

"يجب على النساء في المناطق المحتلة تنظيم صفوفهن"

وعن وضع النساء في المناطق المحتلة قالت إن المخابرات التركية تنتهج سياسة خاصة ضد المرأة "المناطق المحتلة هي مثال واضح على سيطرة النظام الذكوري على النساء. حيث تتعرض النساء لجميع أنواع التحرش والاغتصاب والقتل والتعذيب بغض النظر عن جنسيتها ومعتقداتها. والمخابرات التركية ومرتزقتها تنتهج سياسة خاصة ضد النساء. يجب على النساء في المناطق المحتلة تنظيم صفوفهن ولو كان بشكل سري وأن ترفعن أصواتهن لتصل إلى الخارج. كما يجب أن تجد هؤلاء النساء آلية حماية. من الضروري جداً للمرأة في المناطق المحتلة أن تبني آلية دفاعية".

واختتمت إلهام أحمد حديثها بتوجيه هذه الرسالة "لقد أتيحت فرصة تاريخية للمرأة، كما أن فرص التوعية كبيرة جداً. ومع انتشار علم الحرية والديمقراطية، ظهرت فرصة قوية جداً للحرية أمام النساء في جميع أنحاء العالم. لذلك، من الضروري أن تنظم النساء أنفسهن في نظام كونفدرالي، ليس فقط في بلد معين أو في الشرق الأوسط، ولكن على المستوى العالمي. يجب أن تعمل النساء في جميع أنحاء العالم في مراكز صنع القرار بروح المرأة ومعرفتها حتى تتمكن من تحقيق السلام العالمي وبناء حياة جديدة. ووضع حد لعدم المساواة المفروضة حالياً. لهذا من الضروري جداً أن تتكاتف النساء وأن تصبحن قادرات على هزيمة الأنظمة المتسلطة، تحت مظلة تنظيم واحد وبطريقة كونفدرالية".