'الدستور الجديد أعادنا عشرات السنين إلى الوراء ولن نقبل به'
أعربت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن رفضهن للدستور السوري الجديد الذي أعلن عنه في 12 آذار، لأنه يهمش دور المرأة ويسلب كافة حقوقها منها.

شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت عضوة منسقية مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ستير قاسم، أن جهود المرأة المبذولة ومقاومتها الكبيرة لن تسلب منها مرة أخرى، وأن الوحدة النسائية مهمة لاستعادة حقوقها.
في 12 آذار/مارس الجاري، أعلنت الحكومة الانتقالية في سوريا عن الدستور الجديد الذي أثار مضمونه غضب النساء في سوريا بشكل عام، وإقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص، كما عبرن عن رفضهن لهذا الدستور، لا سيما بعد النضال الطويل الذي خاضته المرأة السورية في جميع المجالات للوصول إلى حقوقها.
قالت ستير قاسم عضوة منسقية مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا "تفاجئ الشعب السوري عشية الثاني عشر من آذار، بالدستور الجديد الذي أعلن من قبل الحكومة الانتقالية، إذ كان مخيباً لآمال الشعب السوري بشكل عام، لأنه جاء مفصلاً على مقاس الإدارة الجديدة ووفقاً لمصالحها السياسية الجديدة"، مضيفة أن "الدستور غيب حقوق المكونات في سوريا، ويمكننا اعتباره دستور غامض لا يخدم مصالح الشعب السوري".
وأكدت "لا يوجد محددات سياسية ولا ثقافة ولا اجتماعية، ولا حقوقية في هذا الدستور"، مبينة أن "المواد التي ذكرت على أنها مواد خاصة بالمرأة، فارغة جداً مثل مادة حق المرأة في الدراسة والعمل، ما هذه الحقوق؟ المرأة منذ القدم حصلت على هذه الحقوق لم يضف شيء جديداً على الدستور فحق التعلم والدراسة والعمل من الحقوق الأساسية للمرأة ولا يحتاج لمواد تكتب عنه في الدساتير".
وشددت على أن "الدستور كان صادماً للنساء السوريات بشكل عام، ولا سيما النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث تم رفض هذا الدستور من قبلهن من خلال الاعتصامات والمسيرات التي قمن بها في المنطقة، وعبرن عن رفضهن التام للدستور".
ولفتت إلى أن "النساء في إقليم شمال وشرق سوريا منذ عام 2011 عملن على تطوير أنفسهن وبناء وحدة تمثلهن، إذ أثبتن مكانتهن داخل جميع المجالات منها السياسية والعسكرية، أي أن التغير كان واضحاً، إذ حققت المرأة العديد من المكتسبات منها قانون الأسرة المستند للأحكام والمبادئ الخاصة بالمرأة، المبادئ الإنسانية، القوانين الدولية، واتفاقيات المرأة مثل سيداو وغيرها من الاتفاقيات التي تنص على حقوق كاملة للمرأة دون تجزئة".
وبينت أن "الدستور السوري الجديد لا يمثل نساء إقليم شمال وشرق سوريا، وحتى نساء سوريا بشكل عام، فهن أيضاً لهن تاريخ عميق من المقاومة والتضحيات، النساء في سوريا وخاصة التنظيمات النسائية والناشطات لن تقفن مكتوفات الأيدي أمام هذا الدستور، فنحن جميعاً على تواصل مستمر لتغيره، فالدستور أعادنا عشرات السنين إلى الوراء ولن نقبل به، فيجب علينا بناء تحالفات وتنظيمات موحدة، لأن قضية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا هي قضية المرأة السورية وجميع النساء".
وفي ختام حديثها وجهت عضوة منسقية مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ستير قاسم رسالة لجميع النساء السوريات "يجب أن نستمر بالنضال للحصول على كافة حقوقنا والحفاظ على مكتسباتنا، ونحن كنساء إقليم شمال وشرق سوريا ايدينا مفتوحة لنتعاون مع جميع النساء بهدف إنقاذهن، ولتعشن بحرية ولتستعدن حقوقهن المسلوبة، فالجميع يرى بأن تجربة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تجربة رائدة".