تراكم النفايات يشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة في تعز
تعاني مدينة تعز من إهمال وتسيب مستمر، حيث يشهد سكان المدينة انخفاضاً في جودة الخدمات الأساسية والضرورية، من بين هذه القطاعات التي تعاني هو القطاع البيئي، حيث تجد الحواجز وأماكن تصريف المياه في المدينة مليئة بالقمامة والمخلفات.
هالة الحاشدي
اليمن ـ أدى تراكم القمامة في شوارع وأحياء تعز إلى خلق بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات التي تنقل الأمراض، وتشير التقارير إلى أن الحواجز ومجاري السيول المائية في المدينة ممتلئة بالمخلفات، على الرغم من التحذيرات المتكررة من الكوارث البيئية المحتملة.
تشهد مدينة تعز تفشياً للأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، والتي تؤثر بشكل غير مناسب على الأطفال والنساء، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل أكثر من 820 حالة إصابة بالكوليرا وأكثر من 1500 حالة إصابة بحمى الضنك وأكثر من 50 ألف حالة إصابة بالملاريا في تعز منذ بداية عام 2023.
قالت الدكتورة رقية فرحان الوهباني، إن أكثر الأمراض شيوعاً في محافظة تعز هي الكوليرا وحمى الضنك، ويعود انتشارهما بشكل رئيسي إلى تراكم النفايات، وتنتقل حمى الضنك عن طريق لدغات البعوض، مؤكدةً على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية مثل تغطية المنازل بشبكات عازلة للبعوض، وتغطية المياه الراكدة لمنع تكاثرها فأما الكوليرا فهي تنتشر من خلال تناول الطعام أو المياه الملوثة، وللوقاية منها يجب تحسين إدارة النفايات وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي الملائم.
وأوضحت أنه يجب على المجتمع زيادة الوعي حول طرق انتقال العدوى وكيفية الوقاية منها، مشيرة إلى الدور الحيوي للتثقيف الصحي في مكافحة الأمراض المعدية.
ودعت السلطات الصحية في تعز والمواطنين إلى اتباع الإرشادات الوقائية والتعاون مع الجهود المبذولة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية "النظافة الشخصية واتباع السلوكيات الصحية السليمة هما الخطوة الأولى نحو الوقاية من هذه الأمراض، بالإضافة إلى التدابير الوقائية الأساسية، يُنصح باستخدام وسائل الحماية مثل الكريمات الطاردة للبعوض والمبيدات الحشرية، كما أنه لا يوجد تعاون كافٍ بين مختلف الجهات المعنية لإزالة النفايات والقضاء على القمامة. ولذا من الضروري تعزيز روح العمل الجماعي بين السلطات المحلية والمواطنين والمنظمات غير الحكومية".
كما طالبت مكتب الصحة والسكان في محافظة تعز بالتنسيق مع المواطنين لتنفيذ حملات توعوية حول أهمية النظافة العامة وإزالة القمامة. كما ينبغي على البلديات توفير حلول عملية، مثل توزيع حاويات القمامة وتقديم رواتب مناسبة للعاملين في مجال النظافة، ويجب على جميع المواطنين اعتبار إزالة القمامة مسؤولية جماعية ومساهمة في الرفاهية العامة "من خلال العمل معاً، يمكن لمجتمع محافظة تعز التغلب والتخلص من النفايات وضمان بيئة صحية وآمنة".
وأوضحت أن القمامة هي العامل الرئيسي المسبب للأوبئة في محافظة تعز، حيث إنها توفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والأمراض. لذلك، فإن إزالة القمامة وإيجاد حاويات مخصصة لها أمر ضروري لحماية صحة المجتمع. كما يجب تشجيع الداعمين الخارجيين على تقديم الدعم للبلديات والمنظمات العاملة في مجال النظافة، يمكن أن يشمل هذا الدعم توفير المعدات والتدريب للعاملين في هذا المجال.