الوقاية أهم من العلاج ... أول مبادرة مجانية لكشف المكبر عن سرطان الثدي

بهدف تخفيف الأعباء والتكاليف المادية، أطلقت الأخصائية النسائية حنين عبد الرزاق العبد الله في مقاطعة الرقة أول مبادرة مجانية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية.

الرقة -"الوقاية أهم من العلاج" بهذه الكلمات أكدت الأخصائية النسائية حنين عبد الرزاق العبد الله، أنه من الضروري على المرأة زيارة الطبيب للكشف المبكر عن الأورام لأنه الحل الوحيد لوقايتها من الإصابة بالأمراض السرطانية.

انتشرت الأورام الخبيثة في الكثير من دول العالم، وتم تسجيل ارتفاع كبير في حالات الوفاة نتيجة هذه الأورام خاصة سرطان الثدي، وتعد عملية تكاثر الخلايا غير الطبيعية التي تعمل على تشكيل الأورام الخبيثة أسرع من غيرها وتختلف باختلاف أنواع الخلايا السرطانية منها سرطان الثدي.

ويمكن للأورام الخبيثة إذا تركت بدون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة، ويعتمد العلاج على الشخص ونوع السرطان وانتشاره، ويجمع بين الجراحي والإشعاعي والأدوية، وقد تتسبب سرطان الثدي في عام 2022 بوفاة حوالي 670 ألف امرأة حول العالم.

وفي عام 2022 تم تشخيص حوالي 2 مليون و300 ألف امرأة مصابة بسرطان الثدي حول العالم، مما يجعله ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً، وكان قرابة 80% من تشخيصات سرطان الثدي إيجابية لمستقبلات الاستروجين مما يعني أن خلايا السرطان تحتوي على مستقبلات ترتبط بهرمون الاستروجين والذي وجوده يعتبر هام كمحفز على نمو سرطان الثدي.

وبهدف تخفيف الأعباء والتكاليف المادية عن النساء خاصة اللواتي تعانين من الأورام السرطانية وتقديم الدعم النفسي لهن، أطلقت الأخصائية بالأمراض النسائية والكشف المبكر عن الأورام النسائية، حنين عبد الرزاق العبد الله مبادرة مجانية لمدى الحياة، تضمنت المعاينات والاستشارات النسائية والعمليات الجراحية والكشف المبكر عن الأورام السرطانية.

وحول الهدف من المبادرة قالت الأخصائية بالأمراض النسائية وجراحتها حنين عبد الرزاق العبد لله "استهدفت بمبادرتي التي أطلقتها النساء والفتيات خاصة المصابات بالأورام الخبيثة وبحاجة ماسة للمعاينات المجانية سواءً بعد شفائهن أو خلال مرحلة العلاج وإجراء العمليات الجراحية ومراقبة مرحلة العلاج بشكل دوري، إضافة إلى المعاينات والاستشارات النسائية، ومراقبة مراحل الحمل وما بعد الإنجاب وإجراء العمليات الطبيعية أو القيصرية".

ولفتت إلى أنه "على الرغم من الإمكانيات البسيطة الموجودة لدي، إلا أنني أسعى لتقديم المساعدة والدعم للنساء وتخفيف الأعباء والتكاليف عنهن سواء كانت مادية أو نفسية بالدرجة الأولى، خاصة للمصابات بالأورام الخبيثة وما تتركه من تداعيات سلبية على صحتهن النفسية، لذا أقوم بإعطاء نصائح وإرشادات صحية تحميها وتقيئها من الإصابة بالسرطان، وتوعيتها للاهتمام بصحتها النفسية والجسدية عبر اتباع نظام غذائي صحي وتثقيفها صحياً".

وعن أنواع السرطانات خاصة التي تصيب النساء قالت "من أكثر أنواع السرطانات الشائعة بين النساء هو سرطان عنق الرحم، والذي يتم الوقاية منه عن طريق أخذ اللقاحات والكشف المبكر عن الأورام الخبيثة، إضافة   تقديم التثقيف الصحي للنساء والفتيات، والمسحات الضوئية المبكرة التي تكشف عن فايروس "إتش بي في" العامل الرئيسي في ظهور السرطان".

ولفتت إلى أنه من العوامل الرئيسية التي تتسبب بإصابة النساء بالسرطانات عامل الوراثة، البيئة، والعوامل الهرمونية عند النساء، مضيفةً أن للسرطان أنواع عديدة ولكل منها أعراض تختلف عن الأخرى بحسب موقعها في الجسم، أما أعراضها بشكل عام هو التعب والوهن العام والخمول والإرهاق ونزول الوزن، أما سرطان الرحم لدى النساء يصاحبه النزيف المستمر وتغير في مواعيد الدورة الشهرية وازدياد الإفرازات المهبلية.

وعن خطورة سرطان الثدي على صحة المرأة الجسدية والنفسية أوضحت "لسرطان الثدي العديد من التأثيرات على المرأة كونه سريع الانتشار والتأثير على أعضائها بشكل عام، لذلك يجب متابعة التأثيرات والأضرار الناتجة عنه باستمرار ومراقبته بشكل دوري عبر جهاز الإيكو".

وحول تأثير العامل النفسي الذي قد يكون السبب في تأخر أو سرعة الشفاء أكدت أن الاضطرابات النفسية تلعب دوراً كبيراً وأساسياً في عملية التعافي بشكل سريع أو يكون سبباً في تفاقم حالة المريض الصحية وإطالة مدة العلاج والشفاء أبرزها الحزن والاكتئاب والتي تكون معضلة في طريق العلاج.

ولفتت إلى أنه يقع على عاتق المرأة مسؤولية الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، من خلال الكشف عن الحالة الصحية في كل فترة، وزيارة الطبيب في حال الشعور بوجود كتلة في أي مكان في الجسم أو ظهور انتفاخ في البطن أو ورم في الثدي، قبل أن يتفاقم الورم وينتشر في كافة أنحاء الجسم.

وحول أهمية الدعم النفسي للمرأة المصابة أضافت "من الضروري تقديم الدعم النفسي للمصابة بالأورام السرطانية خاصة أثناء مرحلة العلاج بالكيماوي الذي ستترك آثار على صحتها الجسدية والنفسية، سواءً كان من قبل المرشد النفسي أو من قبل الأسرة أو الشريك كونه يلعب دوراً كبيراً، كما ينبغي أن على الشخص الذي يقدم الدعم أن يكون متفهماً وواعياً ويتعامل مع المصابة بوعي خاصة مع تغير مزاجها وشعورها بالاضطرابات النفسية ويقدم لها الرعاية والاهتمام لأنهما حافزان على التحسن، كما أن المريضة بمرحلة الحمل والانجاب تتعرض لاضطرابات هرمونية، خاصة في مرحلة الحمل والولادة ورعاية جنينها كونها تتحمل الكثير من الأعباء".

وعن الأقبال على المبادرة قالت حنين عبد الرزاق العبد لله "شهدت المبادرة أقبال كبير من قبل النساء والفتيات كونه الأول في المنطقة، وكشف الأقبال الكم الهائل لانتشار مرض السرطان لدى النساء مؤخراً "توجه النساء للمركز دليل على إصرارهن على الكشف عن أنفسهن والخضوع للعلاج، خاصة في ظل الظروف المادية الصعبة التي تمر بها المنطقة والذي كان السبب وراء اهمال النساء للكشف عن أنفسهن".

وفي ختام حديثها أكدت أنها تعمل رغم الإمكانيات البسيطة التي تمتلكها، ولديها مساعي لتوسيع المبادرة أكثر وتأمين الأدوية للمصابين لتخفيف تكاليف العلاج وتفعيل مركز خاص بالمعالجة وتقديم كافة الاستشارات النسائية والاحتياجات الأساسية لجميع النساء والفتيات "أتمنى أن يتم إطلاق حملات مشابهة لأطباء مختصين بالأورام السرطانية والتي ستساهم بدورها في التخفيف من التكاليف العلاجية وعبئ التنقل والسفر خارج المنطقة لتلقي العلاج".