الصحة لعبة الحكومات الفاسدة في أفغانستان

تقول طاهرة ويسم، من إحدى القرى النائية في أفغانستان وقد فقدت زوجة ابنها الحامل والجنين منذ فترة "إذا لم نرفع أصواتنا فلن تتحسن حياة أطفالنا أبداً، إنهم يموتون قبل أن يولدوا".

بهاران لهيب

بنجشير - كتبت "منظمة الطوارئ الأفغانية" في تغريدة لها عام 2023 "إن معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة في أفغانستان هو الأعلى في العالم"، كما ذكرت "منظمة الصحة العالمية" في نشرة بذات العام أن "كل ساعتين تموت أم أثناء الحمل أو الولادة في أفغانستان".

ترتفع وفيات الأمهات أثناء الحمل والولادة، كما أن الأطفال ليسوا في حالة جيدة أيضاً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية "في المتوسط، يموت 167 طفلاً خلال ولادتهم كل يوم"، ومعظم هذه الإحصائيات تأتي من قرى أفغانستان، حيث لا تحصل النساء على الخدمات الصحية إلا بشكل محدود أو منعدم. لعدم وجود مراكز وموظفين وخدمات صحية أخرى في القرى وأغلب المديريات.

في الغالب هناك مستشفى حكومي في مراكز المحافظات، لكن لا يمكن نقل الأم إليه في الوقت المحدد بسبب سوء الطرق أو حركة المرور، ولذلك، يتم فقدان الأطفال والأمهات، وحتى إذا تمكنوا من نقل الأم إلى المستشفى في الوقت المحدد، فإن الخدمات الصحية الأساسية قليلة جداً في مستشفيات مراكز المحافظات.

وفي ولاية بنجشير، كغيرها من الولايات، توجد مباني المستشفيات لكن لا توجد أخبار عن الأطباء والأدوية والمرافق الصحية الأخرى، والطوارئ هو المستشفى الوحيد الذي أنشأه الأطباء الإيطاليون فيها عام 1999، وفي البداية، تم بناؤه بشكل أساسي لغرض علاج جرحى الحرب، ومع مرور الوقت، تمت تغطية الخدمات للنساء والأطفال أيضاً. وبحسب غالبية الولايات المجاورة فإن المرضى يلجؤون إليها لأن لديهم مرافق جيدة ويتم الاعتناء بالمرضى، لكنهم لا يستطيعون مساعدة جميع المرضى.

طاهرة ويسم التي جاءت إلى مستشفى الطوارئ من قرى بعيدة مع زوجة ابنها الأكبر التي  كانت حامل بطفلها الثاني قالت "زوجة ابني الأكبر كانت حاملاً بطفلها الثاني وكانت تعاني من ألم شديد، ولم تتمكن القابلات المحليات من مساعدتها، وهكذا، ومع ألف عائق وصلنا إلى مستشفى الطوارئ، وفي الطريق، أدركت أن زوجة ابني وطفلها قد فقدا الحياة".

وتكمل طاهرة ويسم والدموع في عينيها "زوجة ابني كانت شابة، وأصبح طفلها بلا أم، إنه أمر مؤلم لنا جميعاً"، مشيرةً إلى أن "الأسباب الرئيسية لوفاة الأمهات وأطفالهن هي حكومة كرزاي وغاني، اللذين جمعا الكثير من المال باسمنا نحن الشعب، لكنهما لم يخدمونا قط، لقد ملأوا جيوبهم، وفروا، ولهذا السبب تمكنت طالبان من السيطرة على أفغانستان في غضون أيام قليلة. إذا لم نرفع أصواتنا فلن تتحسن حياة أطفالنا أبداً. إنهم يموتون قبل أن يولدوا".