"women boxing" أول فريق نسائي للملاكمة في قطاع غزة

أكدت ثلاثة فتيات قررن خوض تجربة رياضة الملاكمة، على ضرورة التحاق جميع الفتيات بهذه الرياضة، لتتعلمن كيف تدافعن عن أنفسهن في وقت الخطر، وتكسرن حاجز الخوف وتغيير نظرة المجتمع اتجاه هذه الرياضة.

رفيف اسليم

غزة ـ تعتبر ممارسة الرياضة بحرية إحدى الحقوق الأساسية لأي إنسان سواء كان رجل أو امرأة, لكن يأبى قطاع غزة تقبل الأمر، فتلك المدينة أحكمت خناق العادات والتقاليد فمنعت النساء من ممارسة عدة أنواع من الرياضة كالملاكمة، إلى أن قررت ثلاثة فتيات أن تخضن التجربة متجاهلات أي تعليق سلبي في سبيل تحقيق حلمهن.

تقول هلا أيوب ذات (17) عاماً، أنها لم تكن تكف عن مشاهدة تلك الرياضة عبر التلفاز أو على هاتفها الذكي، ربما لأنه ليس هناك حل بديل بين يديها فجميع النوادي في قطاع غزة لا يدربن سوى رجال، إلى أن اقترح عليها عمها الكابتن أسامة أيوب أن يدربها بنفسه، مضيفةً أن كونه عمل في المجال لعدة سنوات قد اكتسب الخبرة على التمرين وعلى تشكيل الفرق التي من الممكن أن تلعب ضمن أولمبياد عالمية وليس محلية فحسب.

وأشارت إلى أنها كانت سعيدة جداً بالاقتراح فبادرت بفكرة أخرى وهي "لماذا لا يتم تدريب فتيات أخريات معها"، لافتةً إلى أن عمها لم يمانع أبداً بل طلب منها أن تتحدث مع صديقاتها اللواتي ترغبن ببدء التدريبات برفقتها، وبالفعل استطاعت في البداية أن تجمع خمس فتيات قويات ملتزمات ومؤمنات بالفكرة.

وأضافت هلا أيوب بعد أن نجح الأمر مع الفتيات الخمس، كانت ترغب بضم عدد أكبر لهن فأصبحن يأخذن التدريبات في أكثر المناطق العامة حيوية كالبحر والمنتزهات وأي مكان آخر مفتوح، لافتةً إلى أن ذلك الإعلان الغير مباشر ساهم في ضم عدة فتيات للنادي، وبدأت الدائرة تتسع يوماً بعد يوم ومن كافة الأعمار.

ولا تنكر هلا أيوب أنها وزميلاتها كن تسمعن تعليقات لاذعة وغير لبقة، وخاصةً عندما أنشئن صفحة للفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليسهل الاستفسار والانضمام على بقية الفتيات، لكنها برفقة زميلاتها لم تستمعن لأي إحباط وأكملن بكل عزيمة وطاقة، مضيفةً أنها فخورة بتحقيق حلمها البسيط وبتغير نظرة الأهالي الذين أصبحوا يأتون برفقة بناتهم كي تسجلن ضمن النادي وتتعلمن كيف تدافعن عن أنفسهن.

وأوضحت أن أكثر ما يزعجها عدم قدرتها على المشاركة في مسابقات عالمية كبطولة آسيا بسبب غياب الجهات الرسمية الداعمة لهن بالرغم من جميع محاولاتها هي وأعضاء الفريق في التحدث مع المسؤولين لتبقى بطولة آسيا حلم ذهب أدراج الريح، مضيفةً أن الهاجس الآخر هو ضعف إمكانيات النادي بالرغم من التقدم الذي حصده على مدار أشهر فبقاء التمويل ذاتي من أفراده بات يعقهن ويكبل تقدمهن.

 

 

ومن جانبها قالت فرح أبو القمصان (14) عاماً، إن رياضة الملاكمة حمتها من محاولة اختطاف وسرقة كانت ستصبح ضحيتها فما إن اقترب الجاني حتى تلقى منها عدة لكمات سببت بإصابتها بجروح في وجهه ليختفي بين شوارع المدينة، مشيرةً إلى أن تلك الحوادث يجب أن تغير نظرة العائلة تجاه تلك الرياضية، وتدفعهم لتشجيع بناتهم كي تتعلمن طريقة للدفاع عن أنفسهن بعيداً عن العادات والتقاليد التي لن تجدي نفعاً.

وأضافت أنها منذ أن انضمت للفريق وهي تشعر أنها أفضل فقد تحسن تحصيلها الدراسي لتقدير امتياز بسبب حصولها على قسط وفير من الاسترخاء والتفريغ النفسي، لافتةً إلى أنها قبل البدء بالرياضة كانت تعرف الكثير من المعلومات لكن انضمامها للفريق ساعدها على تقويم لعبها بشكل أفضل، لذلك تشجع جميع الفتيات أن تتعلمن رياضة تساعدهن في الدفاع عن أنفسهن في وقت الخطر.

 

 

أما رهف أبو ناجي البالغة من العمر (17) عاماً، فتقول أنها شاهدت الفتيات تلعبن من خلال صفحة النادي "women boxing"، فأرسلت رسالة لطلب الانضمام وبالفعل تم الرد عليها بكافة المعلومات لتصبح بعد فترة وجيزة من أكفئ عضوات الفريق، مضيفةً أنها إلى جانب رياضة الملاكمة فهي تلعب الطائرة والسلة وكافة الرياضات الأخرى، بالإضافة إلى رياضة السكيت التي تمارسها على كورنيش غزة.

 

 

ويعتبر لقب كابتن من أحب الألقاب التي تفضل رهف أبو ناجي سماعها لأن والدها قد خصصه لها منذ أول يوم بدأت تدريب به كما أنه يدعمها بشكل مستمر لتخوض مسابقات حول العالم وليس على النطاق المحلي فحسب،  لافتةً إلى أنها لا تدخر جهداً في جمع فتيات الحي بفناء منزلها لتدربهم على بعض الحركات الأساسية كي تدافعن عن أنفسهن.