مغربية تبلغ قمة إيلاند بيك وتطمح للوصول إلى قمة إفرست

رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهنها إلا أنهن استطعن أن تحققن إنجازات مهمة في مجال الرياضة، وبرزت أسماء العديد من النساء في رياضة تسلق الجبال.

رجاء خيرات

المغرب ـ وصلت المتسلقة المغربية لينا أبو المراء قمة إيلاند بيك بمنطقة النيبال، بعد رحلة لم تكن سهلة في سلسلة جبال الهملايا على ارتفاع 6189 متر، وهي اليوم تطمح إلى بلوغ قمة إفرست (أعلى قمة جبلية في العالم 8848 متر) بسلسلة جبال الهملايا، لكن ذلك لن يشكل التحدي الأكبر بالنسبة لها، فمازالت تنتظرها الكثير من القمم الوعرة التي تتطلب تجربة كبيرة وتقنيات عالية.

عن رحلتها إلى قمة إيلاند بيك بمنطقة النيبال قالت المتسلقة المغربية لينا أبو المراء "لم يسبق لي أن تجاوزت أسبوعاً وأنا أمشي بين الجبال طيلة الرحلات التي قمت بها في مختلف المناطق سواء داخل إفريقيا أو أوربا، لكن هذه الأخيرة كانت شاقة جداً، حيث استمرت على مدى اثنا عشرة يوماً سيراً على الأقدام، وسط مسالك وعرة ومرتفعات، فضلاً عن حالة الطقس السيئة بسبب تهاطل الثلوج وانخفاض درجات الحرارة".

وحول ما إذا كانت الرحلة أهم من الوصول كما يقال، أكدت أن الرحلة بين سلسلة جبال الهملايا وفي منطقة النيبال تحديداً تجربة مهمة للغاية، خاصة أنه تخللتها بعض الصعوبات والتحديات التي يمكن أن تواجه متسلق ومتسلقة الجبال، بل إن هذه المشاق في حد ذاتها هي ما يمنح للحظة الوصول تلك المتعة والنشوة بالانتصار على الذات أولاً.

وأوضحت أن هذه الرحلة مكنتها من الانفتاح والتعرف على ثقافة سكان النيبال وعاداتهم، لافتة إلى أنهم يعتمدون على السياحة الجبلية كمصدر رزق وحيد، من خلال مرافقتهم للسياح الوافدين على المنطقة.

وتطمح لينا أبو المراء إلى تحقيق حلمها بالوصول إلى قمة إفرست بسلسلة الهملايا كذلك، باعتبارها أعلى قمة جبلية في العالم، لكن حلمها لا يتوقف عند هذا الحد، بل إنها تصر على خوض العديد من الرحلات، إذ لا يتوقف شغفها بالتسلق عند بلوغ أعلى قمة، بل إن التحديات التي ترغب في خوضها مازالت كثيرة، حيث ما تزال في انتظارها قمم أخرى أقل ارتفاعاً لكنها ليست بالسهلة.

وعن رحلتها المقبلة تقول "لا تتوقف مسيرتي الرياضية في التسلق عند بلوغ أعلى قمة "إفرست" بل إن هناك سلاسل جبلية أقل ارتفاعاً لكنها أكثر صعوبة، حيث أنها شديدة الانحدار، وكلما ازدادت الصعوبة كلما كبر التحدي للوصول إليها والسعي لاجتيازها".

وبنيت أنها بدأت مشوارها الرياضي بالمشاركة في المارثون من أجل تقوية عضلات القلب وتحسين عملية التنفس، وكذلك تقوية عضلات الجسم والحفاظ على صحة المفاصل، حيث يتطلب التسلق مثابرة وصبر كبيرين، بسبب المشي لمسافات طويلة قد تدوم أياماً، مما يعرض الشخص لتعب شديد، كما أن اللياقة البدنية مطلوبة.

وأوضحت أن الصحة النفسية كذلك ضرورية، حيث أن المتسلق/ة يكون أمام امتحان عسير، بسبب رهبة الارتفاع والتغلب على الصعاب والمخاطر التي قد تواجهه أثناء رحلة الصعود، كما يتطلب الأمر تجاوز الخوف من الفشل، لأن كثيرين يعودون أدراجهم دون بلوغ الهدف.

وأشارت إلى أنه لكل متسلق/ة تجربته الخاصة ورحلته/ها المتفردة، التي تختلف باختلاف تفاعل وتكيف الجسم مع الارتفاع، لافتة إلى أن السلاسل الجبيلة تختلف في طبيعتها، وبالتالي فلكل رحلة منها طابعها الخاص والصعود إليها يتطلب تقنيات خاصة بها.

بفضل انتقالها عبر رحلات متكررة ومنذ صغر سنها، حيث كانت ترافق والدها في رحلات صعود لقمم بسلاسل جبال الأطلس الكبير والمتوسط، استطاعت أن تكسب خبرة وتجربة غنيتين مما يؤهلها لخوض رحلات أخرى عبر سلاسل جبلية في مختلف بقاع العالم، وبالإضافة إلى رياضة التسلق فهي كذلك كهندسة معمارية تقيم في فرنسا.