المغرب... إطلاق أكبر طواف نسائي للدراجات النارية

تستعد المغربية عفاف حمدون بطلة سباقات الدراجات النارية، إلى إطلاق أكبر حدث وطني نسوي، إذ ستمثل المرأة المغربية في طواف للمملكة، وذلك على أزيد من ستة آلاف كلمتر.

حنان حارت

المغرب ـ أكدت عفاف حمدون على أن فكرة استقطاب الفتيات، لتحفيزهن على سياقة الدراجات النارية كبيرة الحجم، حتى تتمكن من ممارسة هذه الرياضة في إطار جماعي، لكسر الاعتقاد السائد أن الدراجات النارية كبيرة الحجم هي مخصصة للرجال فقط.

برغم المخاطر الذي تكتنفه، إلا أن عفاف حمدون العضو في نادي داداس للدراجات التابع للاتحاد الملكي المغربي للدراجات النارية، اختارت خوض التجربة والمغامرة، فقبل عشر سنوات، ولجت عالم الدراجات النارية الكبيرة الحجم، واستطاعت أن تجذب الانتباه إليها من خلال ممارستها للرياضات الميكانيكية، ومشاركتها في عديد من التظاهرات الوطنية.

وعن دوافع ممارستها لرياضة سباق الدراجات النارية الكبيرة تقول "الأمر لم يكن مشروعاً ولم يكن مخططاً له، بل جاء ذلك بالصدفة، ذات يوم لمحت سائقاً للدراجات النارية في الطريق، فهالتني طريقة تحكمه وسياقته للدراجة، لقد ترك المشهد بصمة لدي، وتمنيت لو استطعت سياقة دراجة مثل التي كان يقودها، وهكذا لم أتردد،

وفي اليوم الثاني سجلت في مدرسة لتعليم سياقة الدراجات النارية الكبيرة، وبعد حصولي على الرخصة اشتريت دراجة، وبدأت أشارك في التظاهرات الوطنية، وتمكنت من فرض نفسي في هذا المجال".

وهل تعتبر أن هناك رياضات حكر على الرجال فقط أوضحت أن "كل الرياضات يمكن أن يمارسها كافة الأشخاص بغض النظر عن الجنس، يجب على الأمهات ألا يقفن في طريق بناتهن إن أبدين رغبة في ممارسة أي رياضة مهما كانت تظهر صعبة، فأكيد الطموح والرغبة في فرض الذات ستجعل الأمور سهلة، فالمرأة برعت في قيادة السيارات والطائرات والقطارات وحتى السفن الضخمة".

 

هيمنة ذكورية

وحول الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارها تقول "واجهت عدة صعوبات في بداية ولوجي لهذا المجال، لقد كان عدد النساء اللواتي تمارسن هذا النوع من الرياضات قليلاً جداً، والمجال كان يعرف هيمنة ذكورية، وبالتالي تقبلي كان صعباً حينها، لقد كان هناك نوع من التمييز بحكم أني امرأة، كما كانت تصلني بعد الأصداء أن مكاني ليس هنا، وأن مكاني فقط في البيت".

وأضافت أن التعامل مع الدراجة النارية من النوع الكبير يستلزم مجهوداً وخبرة وطاقة، كما أن السائق لابد أن يكون ملماً بقانون السير بشكل جيد، موضحة "ما ساعدني أنني قدت السيارة في سن مبكرة وبالتالي لم أجد مشكلة كبيرة في تعاملي مع الطريق".

وعن الصعوبات التي واجهتا خلال قيادة الدراجة تقول أن "أصعب شيء هو وزن الدراجة؛ فأغلب المركبات يبدأ وزنها من 200 كيلوغرام، ولكي تتحكم في دراجة بهذا الحجم، وفي نفس الوقت تحافظ على التوازن وتركز على الطريق، هو شيء صعب ويحتاج مجهود كبير، لكن مع التجربة اكتسبت الخبرة، وبات ركوب الدراجة يشكل لي متعة لا مثيل لها".

وتصف إحساسها عندما تقود دراجتها النارية قائلة "عندما أقوم بسياقة الدراجة أشعر بإحساس مختلف، كل الضغوط تتلاشى، أحس بالحرية الكاملة، ما أشعر به لا يمكن وصفه".

 

تحفيز النساء

ومن أجل اقتسام ولعها وشغفها بالدراجات النارية الكبيرة مع نساء أخريات أوضحت أن "أفكر في استقطاب الفتيات، لتحفيزهن على سياقة الدراجات النارية كبيرة الحجم، حتى تتمكن من ممارسة هذه الرياضة في إطار جماعي، فغايتي كسر الاعتقاد السائد أن الدراجات النارية كبيرة الحجم هي مخصصة للرجال فقط، نرغب إبراز قدرة المرأة المغربية على الانفتاح على مغامرات جديدة، وانطلاقها دون خوف على متن هذه الدراجات، فالمرأة رغم اهتمامها ببيتها وأسرتها بإمكانها ممارسة رياضات مهما ارتفعت درجات خطورتها".

 

طواف المملكة

انضمت عفاف حمدون في مسيرتها الرياضية إلى عدة جمعيات رياضية نسوية، بالإضافة إلى المشاركة في عدة طوافات جماعية، وتظاهرات رياضية للدراجات النارية، وهي اليوم تعتزم خلال شهر شباط/فبراير 2023 إلى إطلاق تحدي طواف المملكة، الذي سينطلق من مدينة الدار البيضاء باتجاه مدن الصحراء المغربية والعيون والداخلة، إلى منفذ كركرات الحدودي، للعودة إلى شمال المملكة مروراً بالمدن الشرقية زاكورة والرشيدية ووجدة، باتجاه مدينة طنجة.

وعن هذه التجربة والرسائل التي ترغب قائدة مبادرة الطواف في إيصالها تقول "سيكون هذا التحدي انطلاقة حقيقية نحو طوافات أكبر، كما سيتخلله زيارات للنساء المغربيات اللواتي تقطن في القرى النائية والجبلية من أجل الاستماع لمشاكلهن وهمومهن ومعاناتهن، والوقوف على الإكراهات التي تعيشها هذه الفئة من النساء ومن ثمة تقديم مساعدات لهن".

ووجهت رسالة للنساء في كافت المجالات "نود أن تكون المبادرة بمثابة دافع لتحقيق الأحلام؛ أي امرأة من حقها أن تضع أهدافها وتعمل على تحقيقها، مهما كانت الظروف التي تمر بها".

وأضافت "لا أريد أن أكون أول وآخر امرأة تقوم بمثل هذه المبادرات، أتمنى أن تتشجع النساء وتنظمن قوافل لزيارة النساء القاطنات في المناطق البعيدة من أجل مساعدتهن والاستماع لهن".

وأكدت على أن الطواف الذي بصدد التجهيز له يأتي كذلك نتيجة للضغوطات التي تواجهها المرأة المغربية ونتيجة للإشكاليات والصعوبات التي تعاني منها، خاصة في ظل وباء كورونا، بحيث يعتبر بمثابة إهداء لجهود المرأة المغربية لأن الاختتام سيتزامن مع اليوم العالمي للمرأة".