'ركوب الدراجة منفس للحياة وطموح كل فتاة'

"ركوب الدراجة الهوائية منفس من ضجيج الحياة اليومية الصاخبة، وفي ممارستها طموح وحلم لبعض الفتيات" تقول الشابة سيما صبيحة (22) عاماً من مدينة بيت لحم

تحرير بني صخر 
رام الله ـ .      
تدرس سيما صبيحة التربية الرياضية في جامعة فلسطين التقنيةـ خضوري، وهي الأمين العام لاتحاد العاب القوى.
تقول "بدأت ركوب الدراجة الهوائية بعمر صغيرة والآن أصبحت أمارس هذه الرياضة ضمن مجموعة "فلسطين على البسكليت"، وهي مبادرة شبابية، تأسست عام 2016، بهدف تعريف الشباب الفلسطيني بالقرى الفلسطينية المهددة بالاستيطان والمصادرة من قبل الجانب الإسرائيلي، كما تهدف المبادرة إلى تقوية وتعزيز العلاقات الاجتماعية مع مختلف المناطق الفلسطينية، وتشجيع الجميع على ركوب الدراجة الهوائية". 
وتضيف "هذه المجموعة شجعتني للعودة إلى رياضة الدراجات الهوائية، كونها وسيلة مواصلات نظيفة وتحافظ على البيئة وتطور اللياقة".
 
ما بين الرفض والإصرار
تقول سيما صبيحة أن قرار ركوب الدراجة الهوائية ليس قرار منفرد تستطيع اتخاذه دون الرجوع إلى العائلة "رفض والدي التحاقي بمجموعة فلسطين على البسكليت بالرغم من أنه هو من علمنا ركوب الدراجة عندما كنا صغاراً واشترى لنا الدراجات الهوائية، لكن على عكس موقفه دعمتني والدتي بشكل كبير".
وعند استفسارها عن سبب رفضه التحاقها بالمجموعة قال لها بأن عدد الشباب الملتحقين بالجولات أكثر من عدد الفتيات وهذا هو السبب. 
وتضيف "بالطبع المجتمع لم يعتاد بعد على رؤية الفتيات في الشارع على الدراجة الهوائية الأمر الذي شكل صدمة لديه، ففي بعض القرى والمدن تجد على وجوههم نظرات الاستغراب والاستنكار وكأنه من المحرمات".  
ولكن رغم ذلك تؤكد سيما صبيحة أنه يوجد إقبال لا بأس به من الفتيات "الكثير منهنَّ يحلمنَّ بممارستها لكن دائماً أسمع منهنَّ كلمات من قبيل عائلتي لا تسمح لي، أخجل من ركوب الدراجة". 
وتشير إلى دورها في تشجيع الفتيات وكسر حاجز الخوف والقلق "حاولت التغلب على خجل الكثيرات ورفض عائلاتهنَّ حيث اتفقت مع مجموعة "فلسطين على البسكليت" على أن تخرج جولات للإناث فقط".
ومن خلال هذه التجربة وصلت نسبة الفتيات الملتحقات بالمجموعة لـ 40 بالمئة "في محيطي الكثير من الفتيات يرغبنَّ بالخروج في الجولات والبعض منهنَّ فعل ذلك". 
 
الدراجة غير جيدة للفتيات! 
تقول سيما صبيحة إن هذا الرفض المجتمعي يصل إلى حد الكلام الجارح والمؤذي "خلال جولاتنا نسمع كلام من قبيل الدراجة غير جيدة للفتيات، هذا فعل معيب، لا تتشبهي بالرجال فأنت لا تستطيعي فعل ما يفعلونه فأنت فتاة وغيرها الكثير". 
وفي ختام حديثها تمنت أن يزيد الإقبال على رياضة الدراجات الهوائية ويزيد الوعي عند الأهل والمجتمع ككل لأهميتها الصحية والاقتصادية، "أطمح أن يتم احترام هذا النوع من الرياضة".