نيفين الفزاني: الرياضة تحرر النساء وتساعدهن على شق طريقهن في الحياة
نيفين الفزاني مدربة رياضية تقوم بإعطاء الدروس الرياضية للنساء وتشجعهن على خوض التجربة فهي تشعرهن بالتحرر واكتساب طاقة إيجابية تساعدهن على شق طريقهن في الحياة.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ على الرغم من أن الفيفا اشترطت على الاتحادات، مشاركة المنتخبات النسائية في البطولات التي تقام إلا أن ليبيا لم تشرك النساء في أي من البطولات التي أقيمت خلال الفترة الماضية.
نيفين الفزاني في العقد الرابع من العمر، وهي أم لطفلين، تخرجت من كلية الاقتصاد، وعملت موظفة لمدة ثلاث سنوات، لكنها لم تحب الوظائف المكتبية التي تحد من حركتها وتقيدها، دربت نفسها وسعت واجتهدت حتى أصبحت واحدة من أفضل لاعبات المنتخب الليبي للقوى البدنية.
وعن بدايتها لدخول عالم الرياضة قالت مدربة الحديد والقوى البدنية نيفين الفزاني "بعد ازدياد وزني، توجهت للرياضة وبدأت التدرب في البيت بأوزان خفيفة، من أجل شد الجسم، ومع الوقت نحف جسمي، وبدأت في الاستمتاع باللعبة، وأحببتها واستمريت في ممارستها لفترة طويلة امتدت لأكثر من تسع سنوات، وكل تلك التدريبات كانت في البيت، أذهب للنادي في بعض الأحيان من أجل التمرين السويدي الخاص بعضلات الجسم، وكنت اتردد على نادي للحديد للتدرب بمفردي حتى أنه لم تكن هناك مدربة، إنما أتدرب بنفسي".
وأضافت "بدأت الانخراط في مجال التدريب للاطلاع والتعرف على المزيد، فانخرطت في دورات في الإعداد البدني، والإدارة الرياضية، وذات مرة التقيت بالكابتن عمر شبيك مدرب القوى البدنية، وأخبرني بأنه يقوم بتدريب النساء، وذهبت للاختبار وعندما رأى المدرب إحدى الرفعات التي قمت بها، طلب مني تصويرها، وبعد هذا الاختبار تم ضمي لمنتخب ليبيا أنا ومجموعة نساء أخريات من أجل المشاركة في بطولة كانت تقام في تونس في فترة ما قبل كورونا، ومنذ تلك الفترة لم نخوض مشاركات في أي بطولة على الرغم من التدريبات التي نقوم بها يومياً".
وأشارت إلى أنها "استمتعت كثيراً بفترة التدريب ووصلت لمستويات متقدمة، جعلتني أحب اللعبة وازداد قوة، ثم شاركت في بطولة كأس ليبيا للسيدات وفزت في فئة وزن 63 كيلو، وحصلت على نجمة كأس البطولة، في وزن 145 كيلو"، مضيفة أنه "على الرغم من إيقاف التدريب مع الكابتن المشرف إلا أنني لازلت أتدرب في المنزل، وأعمل كمدربة في أحد نوادي بنغازي للسيدات".
وحول توجهها لتدريب النساء قالت "استفادت النساء من التدريبات التي قدمتها، فهناك فتاة حصلت على الترتيب الثاني في إحدى البطولات، بعد أن دربتها، وهذا يعد أنجاز بالنسبة لي".
وعن سبب عدم مشاركتهن كمنتخب نسائي في البطولة الأفريقية التي أقيمت في الفترة الماضية أوضحت أنه "عدم مشاركتنا كانت بسبب الظروف المادية"، وتتمنى في المستقبل أن تكون هناك مشاركة للمنتخب النسائي.
وأكدت بأن "النساء في ليبيا لديهن إمكانيات جيدة ويمكن أن ينافسن في البطولات، وخير مثال على ذلك هو بطلة ليبيا في رفع الأثقال من النساء ذوات الإعاقة اللاعبة غزالة العقوري، وتهاني العبار، واللاعبة فتحية العمامي وهي بطلة متميزة ومتفردة في فترة كان عدد النساء محدود في هذا المجال أما الآن فهناك عدد كبير من النساء المتميزات في القوى البدنية".
وعن ظاهرة انتشار النوادي الرياضية الخاصة قالت "هناك إقبال كبير من النساء على ممارسة الرياضة، بعد تعرفهن على ماهية الرياضة وأنها تقوم بشد الجسم"، ودعت جميع النساء إلى ممارسة الرياضة والتدريب، فالرياضة تريح النفس، والتغيير الذي تحدثه في شكل الجسم يزيل الطاقة السلبية لديهن.
وتسعى نيفين الفزاني إلى أن توصل للمرأة فكرة أن الرياضة مهمة جداً، ولها آثار إيجابية نفسية وجسدية "هناك إقبال كبير بين النساء على ممارسة رياضة القوى البدنية أو الحديد، وأسعى إلى نقل تجربتي إلى جميع النساء وتطبيقها".
وأكدت بأن "ممارسة الرياضة تحتاج إلى صبر ومداومة مع نظام غذائي صحي، وهناك نساء يأتين ويردن أن يحدث التغيير بين "يوم وليلة"، وهنا مهمتي أيضاً أن أقوم بإقناعهن نفسياً وأن يتحلين بالصبر، وأن العملية تكون بالتدريج وليست بسرعة، فالعامل النفسي مهم جداً".