نادي المشتل... أول فريق كرة قدم نسائي في غزة

تحدت ميرفت البيطار نظرة المجتمع وضغوطاته من خلال تأسيس أول فريق لكرة القدم النسائية في قطاع غزة.

 رفيف اسليم

غزة ـ أنضم فريق كرة القدم النسائي لنادي المشتل الذي تأسس في عام 1993، ليجد الفريق النسائي موقعه بين الرجال بعد محاولات عدة، وبنسبة تمثيل للعضوات 15% ضمن أعضاء مجلس الإدارة.

قالت عضو مجلس إدارة نادي المشتل الرياضي ومسؤولة لجنة الثقافة والإعلام والمرأة ميرفت البيطار، أن تأسيس فريق كرة قدم نسائي داخل النادي لم يكن أمر سهل، فالنادي منذ نشأته اقتصر على الرجال فقط، فكان من الصعب اختراق الصورة النمطية التي كونها المجتمع، لتظهر المرأة بقوة وتمثل فلسطين في المباريات والدوريات العالمية.

وأوضحت أن برنامج خطوات هو السبب بأن تلوح الفكرة في ذهنها، فذلك البرنامج الممول من عدة دول عربية وهي الأردن ومصر ولبنان اشترط على النادي أن تكون المرأة حاضرة منذ الطفولة حتى الشابات لتشاركن في تأسيس فريق متكامل، لافتةً إلى أنه بعد انتهاء البرنامج لم يعد هناك داعي لوجود الفريق النسائي، لكنها أصرت أن تدعم تلك المواهب فبدأت بإجراءات التسجيل الرسمي.

وأشارت إلى أنها لم تشعر باهتمام الجهات المسؤولة بذلك الفريق، فعندما رشح كي يخوض مباريات طوكيو واجهت هي والفريق الآخر من الرجال صعوبات جمة، لكن لم يساعدها أحد في تذليلها سوى بشق الأنفس والمطالبات المستمرة بأن فريقها يحتاج للخروج من قطاع غزة في الموعد المحدد، بالمقابل قدمت التسهيلات للرجال.

ساعد تطور قدرات فريق المشتل النسائي الذي أسسته ميرفت البيطار، على أن يتأهل لخوض مباريات عالمية ممثلاً عن فلسطين كبطولة الدانا كب المقامة في الدنمارك، كما حصل على المركز الأول في تصفيات المحافظات الشمالية على مستوى فلسطين، وأحرز 4 أهداف في بطولة الدنمارك والنرويج، ليثبت الفريق أن النساء قادرات على تمثيل فلسطين وبجدارة.

وأكدت أن الاهتمام بكرة القدم النسائية على مستوى البلدان العربية ضعيف، فقلما ترى أندية مجهزة كالتي تراها في البطولات العالمية الأجنبية، إلا أن الفتيات يقدمن أفضل أداء لديهن، بالرغم من المعيقات التي يواجها الفريق أهمها عدم توافر النوادي سوى بأوقات معينة تحددها الإدارة، وندرة الأدوات المستخدمة باللعب، وأيضاً عدم توافر الملابس أو الأماكن المغلقة التي يرتدون بها قبل التدريب فتحضر الفتاة بلباسها وتغادر به، خاصة أن أماكن الراحة غير متوافرة بعد المباراة.

وأوضحت إنها تتقيد بالمواعيد التي يحددها النادي للفتيات لأن تدريبات الرجال تأخذ الأولوية في كل مرة، لذا ترجو من الاتحاد العام للشباب والرياضة أن يولي الفريق النسائي اهتمام أكبر بعد الانجازات التي حققها في وقت قياسي، مشيرةً إلى أنها تحاول أن تجعل تدريبات الفتيات في يوم منفصل يكون فيه النادي فارغ تماماً كي تتجنب العبارات السلبية التي قد تسمعها خلال التدريب مما قد يؤثر على أداء بعضهن.

وأضافت "أتأمل أن تنتهي النظرة الأبوية التي تسيطر على مجتمع قطاع غزة ويعامل فريق الفتيات كغيره من الفرق المنتسبة للنادي، مع وجود احتكاك ثقافي بين الأندية في غزة والعالم أجمع، لتبادل الخبرات والمهارات، وإنهاء الرهبة التي تشعر بها الفرق عند مواجهة اللاعبين في الدول والأندية الأخرى".

وأكدت أنها تعمل على تأسيس أول مدرسة تعلم الفتيات أساسيات كرة القدم النسائية، مع وجود مدربات عالميات لتدريب مدربات الفريق أنفسهن وأعضائه من الفتيات، بهدف تعلمهن تقنيات أخرى، مشيرةً أن التحاق غالبية

عضوات الفريق بالثانوية العامة لهذا العام يجعل من الصعب عليها تنظيم مباريات جديدة لتحافظ على مستواهن الدراسي المتميز، لكنها ستسعى لتحضير عمل قوي ليستعيد الفريق من خلاله عزيمته.

 

 

ومن جانبها قالت حور السماك إحدى عضوات الفريق، أنها رأت في كرة القدم وسيلة للسفر من قطاع غزة، خاصة عندما شاهدت شقيقتها وهي تخوض مباراة بطولة النرويج، لكن مع مرور الوقت أحبت اللعبة وتعلقت بها لتصبح الأكثر انتظاماً بالتدريبات، ومشاهدة العديد من الفيديوهات عبر الانترنت ثم تطبيق ما تعلمته منها، لتتأهل كي تمثل فلسطين في البطولة الأخيرة.

وبينما ليلى خماش ترى أن نقص المعدات يشكل هاجس بالنسبة لها، خاصة بعدما رأت الملاعب بالخارج كيف تبنى وكيف توفر للاعبات كافة الامكانيات، مشيرةً أن مؤسسة النادي ميرفت البيطار تحاول دوماً توفير ما يحتاجونه هي والفتيات وهذا ما يشجعها على الاستمرار دوماً.

وأضافت أن مدرستها قد منعتها من لعب كرة القدم بحجة أنها لعبة الرجال، فيما سمحت لها بلعبة الطائرة والسلة، مما يجعلها غير أبه بحصة الرياضة المدرسية أو بتلك التعليقات التي تسمعها، لتستمر في تقديم الأفضل.