مباراة كرة طائرة للشابات الإيزيديات بالتزامن مع 25 تشرين الثاني
تواصل الذهنية الذكورية في جميع أنحاء العالم ارتكاب العنف ضد المرأة بشكل منهجي. تبدأ الهيمنة الذكورية التي تخشى قوة وطاقة المرأة الديناميكية
نظم اتحاد الشابات الإيزيديات مباراة لكرة الطائرة في قرية دوكري في شنكال للفت الانتباه إلى العنف ضد المرأة.
شنكال ـ ، في اللجوء إلى أساليب العنف في جميع مناحي الحياة لإقصاء المرأة عن المجتمع والحياة. يرتكب هذا العنف ضد المرأة أحياناً جسدياً وأحياناً أخرى لفظياً. هناك مستوى كبير من الكفاح والمقاومة وراء كل نجاح تحققه المرأة في العالم. 25 تشرين الثاني/نوفمبر هو أيضا أحد النشاطات النضالية التي قررت فيها نساء أمريكا اللاتينية في عام 1981 في اجتماع عام، اعتبار يوم 25 يوم مناهضة العنف ضد المرأة والنضال ضده وذلك في ذكرى الأخوات ميرابال. بعد 10 سنوات اعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم باعتباره يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة.
"المرأة مقدسة في الإيزيدية"
بالنسبة للمرأة الحرة، يتغير المكان والتاريخ فقط، أما عدا ذلك فإن الطريقة الوحيدة والسبيل الذي لا رجعة فيه بالنسبة لجميع النساء في أنحاء العالم هو النضال في ظل أصعب الظروف ضد التسلط والذهنية الذكورية. أحد هذه المجتمعات هو المجتمع الإيزيدي الذي يرتبط ثقافته بالطبيعة والمرأة، في جميع العادات والطقوس الإيزيدية تتولى النساء القيادة، ومكان الأم مكان مقدس. لكن نظام التسلط الذي لا يعترف بوجود لون مغاير للونه ارتكب 74 مجزرة ضد هذا المجتمع على مدى آلاف السنين لوقف هذه الثقافة الإيزيدية الجميلة. في كل مجزرة، كانت النساء هدفاً للرجال في السلطة، وهذه المجازر والاضطهاد المتواصل جعلت النساء في المجتمع الإيزيدي تواجهن ضغوطًاً مختلفة، وبمرور الوقت، أصبح كل تحرك للنساء محظوراً وعاراً.
تقول النساء الإيزيديات اللواتي ينظمن صفوفهن يوماً بعد يوم منذ المجزرة 74 التي ارتكبت في 3 آب/أغسطس 2014، "بعد المجزرة تعرفنا على فكر قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، سنجمع بين فكر القائد وثقافتنا الإيزيدية ونطور أنفسنا في كل مجال لتحرير مجتمعنا من التخلف".
"قتل المرأة هو قتل للمجتمع"
نظم اتحاد الشابات الإيزيديات مباراة لكرة الطائرة للفت الانتباه إلى العنف ضد المرأة في قرية دوكوري في شنكال. قبل أن تبدأ الشابات باللعب في مباراة كرة الطائرة، جلسن مشكلات الرقم 25 ومن ثم تحدثت الإدارية في الاتحاد سارة بوطان عن هذا اليوم.
نددت سارة بوطان في مستهل كلمتها بالعنف ضد المرأة وقالت إن جميع الأيام ستكون أيام النضال ضد الفكر الذكوري السلطوي، "إن اضطهاد النساء في شنكال مشابه للاضطهاد في جميع أنحاء العالم. العديد من الفتيات الإيزيديات تلجأن إلى الانتحار لأسباب مختلفة، لكننا ندرك جيداً أن السبب هو هيمنة الذكور على النظام الذي لا يرى للمرأة مكان فيه. قتل المرأة يعني قتل المجتمع، لذلك نحن كشابات سنحارب العنف حتى النهاية ونحرر مجتمعنا من هيمنة الذكور".
"من خلال التنظيم سنبني مستقبلًا حراً"
لفتت سارة بوطان الانتباه إلى نضال النساء الإيزيديات "بعد المجزرة، قامت النساء الإيزيديات بالعديد من التغييرات. على سبيل المثال، كانت كرة الطائرة التي تلعبها الفتيات الآن عاراً على النساء في السابق. لا تزال هناك مثل هذه الأفكار، لكننا نحن الشابات سنكسر هذه التصورات من خلال تعزيز تنظيمنا. وسنضمن أن جميع النساء الإيزيديات يعشن مستقبلاً حراً".
بعد الكلمات بدأت مباراة كرة الطائرة للشابات. حيث لعب فريق قرية سنون مع فريق قرية دوكري، وانتهت المباراة بفوز فريق سنون على فريق دوكري بثلاث أهداف مقابل واحد. وفي نهاية المباراة تم تكريم الفريق الفائز وتوزيع الهدايا عليهم.
وقالت الشابات إنهن يلعبن هذه اللعبة لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تقول إن "النساء عاجزات".
"لقد أحرزنا الكثير من التقدم في هذه الألعاب"
وذكرت وفاء فانو وهي تعمل في مجال الرياضة منذ 3 سنوات، أنهن بصفتهن نساء شابات، لن يقبلن أبداً العنف ضد المرأة، وأنهن ستنهين العنف ضد المرأة من خلال تنظيمهن وستحققن التطور، "قبل المجزرة، كانت الرياضة والعديد من الأعمال الأخرى تعتبر عاراً على المرأة، لكن بعد المجزرة، نظمت المرأة نفسها وطالبت بحقوقها. لذلك فإن عدد أكبر من النساء الإيزيديات تعملن اليوم بشكل تطوعي أكثر من ذي قبل، لكن العدد لا زال قليلاً. لقد أحرزنا تقدماً كبيراً في هاتين المباراتين، وسنذهب إلى شنكال للمشاركة في المباريات ونعود بدرجات عالية. هناك قيود مفروضة على النساء في كل ركن من أركان العالم لأن النساء يبقين في المنزل، و بسبب نقص التعليم والعمل، فإنهن تعانين من الناحية النفسية. يجب احترام حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم، لأنهن يستحقنَّ كل ما هو جميل".