'على النساء ممارسة الرياضة بما يتماشى مع نضالهن'

أكدت مدربة كمال الأجسام صبا محمود على أنه "يجب على النساء ممارسة الرياضة بما يتماشى مع النضال من أجل حقوق المرأة، لأنه من خلال ممارسة الرياضة تزداد ثقتهن بأنفسهن، وقوتهن وصحتهن البدنية والعقلية".

جوان كرمي

سنه ـ لطالما واجهت النساء عقبات في ممارسة الرياضة أكثر بكثير من الرجال، وكانت بعض الرياضات مثل كمال الأجسام من الممنوع على النساء ممارستها، إلا أن العديد من النساء اصبحن تمارسن هذه الرياضة، وعن ذلك أجرت وكالتنا حوار مع مدربة كمال الأجسام في مدينة سنه صبا محمود.

 

ما هي المعوقات التي تواجهها المرأة؟، وهل رأيت تمييزاً بين الجنسين في مجال الرياضة؟

تعرفت على الرياضة منذ أن كان عمري 10 أعوام ومنذ ذلك الحين بدأت في الذهاب إلى النادي الرياضي، في البداية أصبحت مهتمة بكرة الطائرة بسبب نقص المرافق الرياضية للرياضات الأخرى، وعملت بجدية في هذه الرياضة لمدة 15 عاماً وشاركت في العديد من مسابقات كرة الطائرة الإقليمية والمحلية والجامعية، وخلال أيام دراستي الجامعية، تعرفت على رياضة كمال الأجسام واللياقة البدنية وبدأت التدريب في هذا المجال.

بدأت معوقات رياضة بالنسبة لشخص في بداية سن العاشرة، عندما منعني أشقائي الأكبر سناً من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وبإصراري المتكرر وبدعم من والدتي واجهت هذه العقبات وواصلت ممارسة الرياضة، في وقت المسابقات كان لا بد من الحصول على إذن والدي، وكان عليّ أنا وزميلاتي الحصول على موافقة جميع أشقائنا، وموافقة الوالد كانت الأهم على الإطلاق، وواجهت العديد من الاعتراضات والسخرية بأن هذا المجال هو يحتكره الرجال.

من الناحية القانونية، لا يمكن للفتاة القاصر ممارسة الرياضة بدون إذن والدها، خلال هذه الأعوام العشرين من ممارستي للرياضة، قابلت عشرات النساء اللواتي لم يسمح لهن أزواجهن بمواصلة ممارسة الرياضة وواجهن السمنة والعقم، ممارسة الرياضة بالتأكيد لها تأثير إيجابي على زيادة الثقة بالنفس، والقوة البدنية، والدفاع عن النفس، والسلام العقلي والعاطفي، وزيادة الإنتاجية وكفاءة العمل وأعرف العديد من النساء اللواتي اكتسبن قوة وثقة كبيرين بفقدان الوزن وحققن النجاح في الحياة.

وللأسف الموقف الاجتماعي تجاه رياضة المرأة في إيران وشرق كردستان سلبي، وإذا كانت المرأة مدربة رياضة فإنها تواجه مواقف غريبة في المجتمع.

 

تزامناً مع ارتفاع مستوى العنف ضد المرأة، هل تشعر المرأة بالحاجة إلى الدفاع عن نفسها بشكل أكبر؟، وما هي الآثار النفسية والجسدية للرياضة على المرأة؟ وهل يلعب الاقتصاد في تقوية استبعاد المرأة؟

يجب على النساء ممارسة الرياضة بما يتماشى مع النضال من أجل حقوق المرأة، لأن ممارسة الرياضة تزيد من الثقة بالنفس، والقوة البدنية، والصحة البدنية والعقلية، وتتمتع النساء اللواتي تمارسن الرياضة بشكل طبيعي بصحة هرمونية أكثر، وتصبحن على دراية بأجسادهن، وهذا أمر مهم للغاية ويحد من العنف ضد المرأة.

فالتمتع بالصحة الجسدية والعقلية والجنسية حق لكل إنسان، وإن ممارسة المرأة الرياضة في المجتمعات الأبوية، مثل غيرها من أعمال النضال ضد التمييز بين الجنسين وتواجه العديد من العقبات، وبشكل عام الرياضة للمرأة في المجتمع الإيراني مثل أي نشاط آخر، لها العديد من الصعوبات والقيود والتحديات، وممارسة المرأة هي مثال على فعل يتم تنفيذه بما يتماشى مع حملات التمييز بين الجنسين وله قدرة عالية على تحرير المرأة من الظلم الأبوي، ومع ذلك فإن الوضع الاقتصادي للمرأة واستقلالها المالي سيكونان دائماً في طليعة النضال.

لقد عشت في إقليم كردستان حيث لعبت الشريعة والدين دوراً ضئيلاً في خلق ثقافات صغيرة في تلك المنطقة، وهناك عدد قليل من العائلات الدينية التي تحد من وجود المرأة في الأسرة، في رأيي شملت القيود عوامل ثقافية واقتصادية، لأنه على عكس النساء الأخريات، فإن المستقلات اقتصادياً لهن الحق في الاختيار، فطالما كنت أعتمد مالياً على عائلتي، كانت القيود أكثر صرامة، ولكن منذ أن بدأت في كسب المال، تغير كل شيء لا شعورياً وعوملت بشكل أقل تمييزاً جنسياً.

 

في انتفاضة "Jin Jiyan Azadî" أكدت النساء مراراً وتكراراً على الحق في ملكية أجسادهن، بصفتك لاعبة كمال اجسام كيف ترين هذه الانتفاضة؟

أدت انتفاضة "Jin Jiyan Azadî" إلى تعزيز حرية المرأة في النضال من أجل حقوقها الأكثر وضوحاً، ومن بينها ملكية المرأة لجسدها، وأرى النساء اللواتي أعدن النظر في أجسادهن، وملابسهن، وخرجن من عبودية الأوشحة، والحجاب والعباءات، وإحدى النتائج المثيرة للاهتمام لهذه الثورة هي إعادة نظر النساء في أجسادهن وتخليصهن من الجنس، على الرغم من أنه قبل هذه الثورة اعتادت العديد من النساء ممارسة الرياضة في صالة الألعاب الرياضية بالملابس.