'لا ينبغي أن يتسبب الجنس في التمييز ضد المرأة في الرياضة'

قالت متسلقة الجبال والناشطة الاجتماعية (جالة. ر) أن "متسلقات الجبال كلما زادت قدراتهن البدنية ومهاراتهن وازدادت معرفتهن من خلال التدريب على تسلق الجبال، ستكتسبن المزيد من الثقة بالنفس".

هوجين شيخي

ديوانداره ـ يعد التسلق من أكثر الرياضات تحدياً وإثارة، وبصرف النظر عن الفوائد الجسدية والعقلية والعاطفية التي تعد من أهم الفوائد للصحة، فالتسلق يساعد المرأة على معرفة حدودها الجسدية والعقلية، وتحسين مهاراتها القيادية والعمل الجماعي واكتشاف قدراتها.

تساعد رياضة تسلق الجبال النساء على الخروج من منطقتهن الآمنة وإيجاد الهدف من حياتهن ويعتبر التسلق فرصة لتكوين صداقات عميقة والتعامل مع مشاكل الحياة وما إلى ذلك.

ويمكن أن يؤدي تسلق النساء الجبال إلى تشجيع عدد أكبر منهن وتغيير النظرة التقليدية للمجتمع من خلال تغيير الطريقة التي ينظرن بها إلى أنفسهن وقدراتهن، فبالنسبة لهن يتم في هذا المجال اختبار "الذات" وقوة الإرادة، بالإضافة إلى القدرة على الاختلاط مع المجتمع والتفاعل معه.

 

"الجبال والقمم ليست مناطق مخصصة للذكور فقط، ولا ينبغي اعتبار الجنس عائقاً"

وقالت متسلقة الجبال والناشطة الاجتماعية جاله. ر عن تسلق الجبال وقدرات المرأة "التسلق بالنسبة لي يعني الحب والسلام. عندما أشعر بالتعب من صخب المدينة والناس من حولي، أحب اللجوء إلى الجبال. لقد كنت مهتمة جداً بالجبال منذ أن كنت طفلة"، لافتةً إلى نشاطها في مجال المساواة بين الجنسين في الرياضات "أحب التحدث عن الصور النمطية الشائعة ووجهات النظر المتعلقة بالجنسين حول الرياضات النسائية، بما في ذلك التسلق".

وعن النظرة الجنسانية للتسلق تقول "في الواقع، التسلق يدور حول الاكتشاف والشعور بالنجاح، ويجب ألا يميز الجنس ضد المرأة في الرياضة، فالمتعة والصحة الموجودة في الرياضة يجب أن تكون للجميع وليس للرجال. إن الحد من النظرة الجندرية للمجتمع وسيلة لتيسير هذا المسار، ورغم أن الأمر يبدو مستحيلاً! ينقل تسلق النساء للجبال رسالة مفادها أن هناك طرقاً مختلفة تماماً لتكون رجلاً أو امرأة. ربما يكون عدد البطلات في الرياضة أكبر من عدد الرجال. ومن خلال إلغاء المنظور الجنساني، يمكننا أن نشهد حضور المرأة في جميع المجالات، الجبال والقمم ليست مناطق ذكورية، ولا ينبغي اعتبار الجنس عائقاً أمام ممارسة الرياضة".

وحول ممارستها لرياضة تسلق الجبال قالت "بدأت بذلك منذ عشر سنوات، وقبل أن أتزوج كنت رئيسة مجموعة تسلق الجبال النسائية وكان لدينا مجموعة منتظمة تتسلق جميع الجبال المحيطة. في اليوم الأول الذي ارتديت فيه ملابس التسلق، أدركت أن معدات التسلق لم تكن مصممة للنساء، لكنني كنت جريئة جداً ولم أتخلى عن متعة التسلق. بعد زواجي، وعلى الرغم من الاعتراضات الكثيرة، واصلت مسيرتي، رغم أنني لست نشطة جداً على المستوى المهني، لكني رأيت هذه القدرة في نفسي وأتمنى أن أتمكن من العمل بحرية أكبر".

 

"زيادة المهارات والقدرات هي السبيل الوحيد لثقة المرأة بنفسها"  

وترى جاله. ر أنه "بما أن البيئة الجبلية خطيرة ومحفوفة بالمخاطر بسبب طبيعتها، فإن الأنشطة في هذا المجال أثارت الشك والقلق لدى العائلات وعلى ذلك يتم منع النساء من ممارسة أنشطة تسلق الجبال، وهناك العديد من التحديات التي تواجه النساء في التسلق والتي قد لا تعلم عنها النساء أصلاً! لكن على الرغم من كل هذه الصعوبات في التسلق، فإنهن تذهبن بعناد إلى الجبال وتنجحن في التسلق، حتى أن بعض صديقاتي تسلقن جبالاً لا يستطيع الكثير من الرجال حتى التفكير فيها! إن زيادة المهارات والقدرات هي السبيل الوحيد لثقة المرأة بنفسها".

وأضافت "التحدي الآخر الذي يواجه المرأة هو القضية الاقتصادية، وبما أن المعدات اللازمة في هذا المجال باهظة الثمن فإن تمويل شراء هذه المعدات يعد أحد التحديات التي تواجه جميع متسلقي الجبال وخاصة النساء، لأن هذه الرياضة ليست مربحة للرياضيين. ولكي ينشطن فيها، من التسلق إلى الدورات التدريبية، عليهن تحمل تكاليف باهظة، ويعتبر هذا الموضوع تحدياً كبيراً للنساء غير العاملات أو اللاتي لا تحصلن على راتب كافٍ من مكان عملهن".

واختتمت متسلقة الجبال والناشطة الاجتماعية جاله. ر حديثها بالقول "تعريف الأسر بمساحة ورياضة تسلق الجبال هو أحد التحديات الأساسية التي تواجه المتسلقات، ولا يختلف الأمر بشكل عام، هكذا هو الحال في جميع الألعاب الرياضية، وإذا كانت المتسلقات تعتزمن الصعود إلى أحد المرتفعات العالية جداً، فيجب أن تكن على شكل فريق نسائي ولا بد من التغلب على هذه العقبات والقضايا وتوعية المجتمع، وخاصةً المرأة، بالمعرفة والتقدم قدر الإمكان في مجال الرياضة".