دينا أمين... مؤسسة نادي رياضي للنساء فوق ركام الحرب

كان مصدر فكرتها هو الاحتياج في مدينة تعيش الحرب والحصار منذ 9 سنوات، فاختارت أكثر الأماكن التي تضررت بالحرب، وهي شرق المدينة، حيث كانت أكثر المعارك تدور فيها بداية الحرب، والقصف المتواصل والدمار الهائل.

رانيا عبد الله

تعز ـ من مدينة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن قررت الشابة دينا أمين قبل عامين تقريباً أن يكون لها مشروع على الواقع فقررت وكان لحلمها أن يتحقق.

عادت الحياة شيئاً فشيئاً وهنا اختارت الشابة دينا أمين مشروعها المتخصص للنساء، كون مدينة تعز تفتقر لأدنى الخدمات المقدمة للنساء وبسبب الحرب توقفت المؤسسات والمشاريع، ولكن إيماناً منها بأهمية تطبيع الحياة وعودة الروح لهذه المدينة المتهالكة، افتتحت نادي رياضي للنساء ليكون متنفساً لهن.

 

احتياج وعطاء

تقول دينا أمين "مصدر الفكرة إلهام واحتياج في نفس الوقت، لأننا نعيش ظروف حرب والتطبيع في المدينة ضعيف جداً وهذه المدينة محاصرة، وهذه المشاريع تجعلنا نواجه ظروف الحرب التي نمر بها".

الاحتياج الشخصي والشعور بالآخرين، قد يكون الدافع وراء النجاح الذي يحققه الشخص، والنساء هن أكثر فئات المجتمع شعوراً باحتياج الآخرين، فالمرأة قد ترمم ما أفسده رجال الحروب، وهذا ما حاولت عمله دينا أمين، تقول عن مشروعها "أنا شخصياً كنت بحاجة إلى مكان استطيع الذهاب إليه فكان الذهاب للمتنزة أو كافيه لكن هذه الأماكن لم تكن تريحني فكانت فكرة الجيم أنسب شيء، حيث أن المشروع جديد وغير موجود في المدينة، ثانياً الضغوطات النفسية التي نمر بها تحتاج إلى رياضة ثالثاً كل المشاريع لا تستهدف المرأة بشكل مميز، واعتبرت النادي الرياضي مهم لاهتمامه بشخصية النساء، وقوامهن وصحتهن أيضاً، لذلك أصبح المشروع خاص بالمرأة".

 

عادات معيقة

في مجتمع لا يزال ينظر لأشياء كثيرة تخص المرأة بأنها عيب وتعدي على العادات والتقاليد، وكثيرة هي المعوقات التي تقف أمام اللاتي ترغبن في إنشاء مشاريع خاصة بهن تجعلهن أكثر استقلالية، وأمام تلك المعوقات لم تقف دينا أمين موقف المتفرج، تتحدث بإصرار المرأة اليمنية التي لم تقف ظروف الحرب عائقاً أمامها، وتقول "المعوقات كثيرة، حيث أن مجال نشاطي غير اعتيادي 'رياضي للنساء' ونحن في مجتمع محافظ فكان هذا من أبرز التحديات التي واجهتني، ومنع عمل ملصقات أي تسويق يظهر فيها جسد المرأة والوضع الاقتصادي المتدهور بعد الحرب، وارتفاع سعر الصرف".

جميع النساء في هذه المدينة لم تكسرهن الظروف أو القيود التي فرضت عليهن سواءً قبل الحرب أو بعدها، ودينا هي جزء من صوت هؤلاء النساء "أؤمن أن التمرد والتحديات هي التي تصنع وتلهم وتساعد الإنسان، فقد كانت الفكرة صعبة كوني امرأة ووجهت لي عدة تحذيرات! خافي على نفسك من السوق والعمل، وغيرها إضافة لهذا التحدي الوضع الأمني، ولكن رأيت أن الموضوع يستحق التضحية والتجربة، فهذه القيود مثل ما صنعها الإنسان يكسرها الإنسان".

 

قوة وتحدي

التزامات أي امرأة سواءً في المنزل وتربية الأطفال لا تشكل أي عائق ولا تحد من طموحها في امتلاكها مشروع يمكن أن يكون في يوماً مصدر دخل لها، تثبت من خلاله شخصيتها وقوتها واستقلاليتها، عن ذلك تقول "منذ سنوات أعمل وأدخر بعض المال لكن لم يكن يكفي لافتتاح مشروع بسبب انخفاض قيمة الريال مقابل العملات الأجنبية لكنني كنت مصرة على هذا المشروع لذلك استلفت بعض المال من العائلة وبعت مجوهراتي".

وفي ختام حديثها قالت دينا أمين أنه على المرأة اليمنية أن تضع مخاوفها جانباً وأن تكسر القيود، وعندما تبدأ ستجد أن هذه القيود مجرد وهم، وكل المعوقات ستختفي أمام قدرة النساء.