بالتصميم والإرادة فتيات الرقة تنهضن بواقع الرياضة
تسعى النساء والفتيات في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا، بعد سنوات من التحرير، للمشاركة في كافة الألعاب الرياضية والنهوض بها وإنماء مهاراتهن ومواهبهن الرياضية.
يسرى الاحمد
الرقة ـ بعد سنوات من الحرب والتحرير بفترة وجيزة بدأت النساء والفتيات في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا، بأخذ مواقعهن وتستكملن مسيرتهن الرياضية، والنهوض بالألعاب النسوية بالتصميم والإرادة.
عمل النادي الرياضي في الرقة بشمال وشرق سوريا على إحياء دور النساء في المجال الرياضي، بعدما تهميش دورهن بشكل تام لعدة سنوات، لتصبحن مؤهلات للمشاركة في المنافسات والبطولات التي تقام في المنطقة.
تراجعت مشاركة النساء في المجال الرياضي وكذلك الألعاب النسوية خلال السنوات الماضية ليصبح شبه معدوم خلال سيطرة مرتزقة داعش على المدينة، إلا أنه بعد تحرر مدينة الرقة بفترة وجيزة بدأت النساء والفتيات بأخذ مواقعهن لتعدن ترميم أنفسهن، لتلعبن دورهن وترتقين بالرياضة النسوية.
تقول رئيسة الاتحاد الرياضي نجوى ابوزر "قمنا بتفعيل الألعاب الفردية والجماعية لتشارك النساء والفتيات فيها، كرياضة كرة السلة والقدم وألعاب القوى ورفع الأثقال، والكاراتيه والتايكواندوا، وكرة الطاولة والشطرنج كذلك"، مشيرةً إلى أن جميع الألعاب الرياضية تفتقر إلى العنصر النسوي ووجود نوادي خاصة بالنساء لذا قاموا بتفعيل النشاطات والألعاب الرياضية النسوية في الرقة للتقدم وإنماء مهاراتهن ومواهبهن الرياضية.
وعن القيود التي فرضها مرتزقة داعش أثناء فترة سيطرته على مدينة الرقة تقول "تجمدت الحركة الرياضية النسوية بسبب القيود التي فرضها مرتزقة داعش على النساء والفتيات سالباً إياهن جميع حقوقهن ودفن مواهبهن".
وأوضحت أن الهدف من تفعيل الملعب البلدي الرياضي للنهوض بالألعاب النسوية، ليكون بإمكان الفتيات والنساء بعد سنوات من القمع، المشاركة في جميع الرياضات والعمل على تحويل واقعهن وتستعدن حقوقهن مع مرور الوقت.
وأشارت إلى أن القائمين على الألعاب الرياضية النسوية يولون أهمية للفئة العمرية الصغيرة والناشئة، لأن العديد من التمارين الرياضية تتطلب مرونة جسدية وبنية قوية، لافتةً إلى أن النادي قُدم اهتماماً كبيراً للألعاب القتالية، ليكون بإمكان الفتيات الدفاع عن أنفسهن في مواجهةً أي اعتداء.
وتمنح الألعاب الرياضية الفتيات الثقة بالنفس بأنهن قادرات على الدفاع عن أنفسهن في مجتمع لم يتخلص بعد بشكل كامل من العادات والتقاليد البالية التي تحد من حرية الفتيات والنساء كما تقول نجوى أبوزر.
وعن الصعوبات التي واجهتهم أثناء تأسيسهم للفرق النسوية تقول "في البداية رفض الأهالي انضمام فتياتهم للتدريبات، لكان بإصرار المدربين/ات استطاعوا إقناعهم والسماح للفتيات بالانخراط في المجالي الرياضي، وفيما بعد أصبح الأهالي هم من يقومون بإحضار فتياتهم إلى النادي ودعمهم".
وأضافت "قمنا باختيار المدربات/ين من ذوي الخبرات، من أولى التدريبات التي بدأوها مع المتدربات، التنظيم السلوكي والخلقي، كما عملوا تحفيز المتدربات والرياضيات لتقديم كل ما باستطاعتهن لتحقيق النجاح، ونستعد من خلال تأهيل الفرق النسوية، لخوض البطولات على مستوى شمال وشرق سوريا".
وعن خططهم ومشاريعهم المستقبلية تقول "نعمل على تأسيس نادي رياضي خاص بالنساء والفتيات، لجذب أكبر عدد منهن، وتوسيع نطاق الرياضة النسوية في المنطقة".
من جانبها تقول لاعبة الكاراتيه سما السيد أحمد البالغة من العمر14عاماً "التحقت بالنادي الرياضي منذ شهرين، وانضممت إلى مجال الكاراتيه بعد أن تلقيت التشجيع من أصدقائي"، مشيرةً إلى أنها واجهت في بداية انضمامها الكثير من الصعوبات لكن تخطتها بفضل تشجيع مدربتها لها بالاستمرار وعدم التوقف والتعلم من الأخطاء التي ترتكبنها.
وبدورها قالت هديل حاج علي البالغة من العمر 15 عاماً، عن تجربتها وما أحرزته من تقدم ونجاح بعد عامين من التحاقها للنادي "انضممت للفريق بعد تشجيع من صديقاتي، أنا أحلم أن أصبح لاعبة بارزة على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا، بدأت بالتمارين الأساسية خطوة بخطوة لأخوض بعدها القتال".
وأوضحت أنه هناك أربع مدارس للكاراتيه في مدينتها "خلال التدريبات التي تلقيتها على مدى عامين حصلت على الحزام الأخضر، وأسعى الآن للحصول على الأرقام القياسية على مستوى شمال وشرق سوريا، لأكون قدوة لجميع الفتيات في المنطقة، وأشجعهن على الانضمام للألعاب الرياضية والنهوض بها".