الرياضة النسوية في العراق تصطدم بقيود اجتماعية
تعد الرياضة النسوية من المواضيع الشائكة وأكثرها حساسية في العراق، بالنظر لما يثيره من نقاشات وجدل، يتراوح بين رفض مطلق بسبب القيود والتقاليد والأعراف ودعم "ضئيل" من قبل المؤسسات الرسمية.
نور المرسومي
العراق ـ تسعى العديد من الفتيات والنساء في العراق إلى محاولة كسر القيود الاجتماعية، والانطلاق نحو ممارسة هواياتهن المتنوعة بما فيها الألعاب الرياضية.
تحاول النساء في العراق النهوض والارتقاء بالرياضة النسوية في البلاد، رغم العادات والتقاليد والقيود الاجتماعية التي لا يزال المجتمع الذكوري متمسكاً بها، فضلاً عن قلة الإمكانيات الاقتصادية.
وعن الأسباب التي تحول دون ممارسة النساء الرياضة في العراق، تقول المدربة شذى حامد طوقان إن ضعف دعم العائلات لبناتهن المعوق الأساس أمام الرياضة النسوية، مشيرةً إلى أن البعض لا يزال ينظر إلى المرأة الرياضية نظرة شك وابتذال خاصة مع عدم توفر أماكن ملائمة للتدريب ونظرة المجتمع للمرأة وأنها خلقت لإدارة شؤون العائلة والمنزل فقط.
وأضافت "نعيش في مجتمع معظم أسره لا تزال تتمسك بأعراف القبيلة والعشيرة، فالعديد من العادات والتقاليد البالية تدفع بالأسر لمنع النساء والفتيات من ارتياد النوادي الرياضية، كما أن اللاعبات تتعرضن للتنمر"، لافتة إلى أنه "على الرغم من انتشار بعض الصالات والنوادي الخاصة بالألعاب النسائية، إلا أن الإقبال ما زال ضعيفاً للغاية، حتى باتت الرياضة النسوية منسية في البلاد".
وتجد أنه هناك فرقاً كبيراً بين أعداد الرياضيين الرجال مقارنة بالفتيات والنساء، ويعود ذلك إلى خوف أغلب العائلات من ممارسة بناتهم للرياضة على حد قول المدربة شذى طوقان "التشديد يزداد في المجتمعات المحافظة المغلقة التي تحكمها العادات، في حين يسمح للرجال بممارسة أي نوع من الألعاب الرياضية".
وبينت أن نظرة المجتمع الرافضة للرياضة النسوية تعد المعوق الأكبر، وهي أحد الأسباب الرئيسية أمام تأخر انتشار الرياضة النسوية التي تشهد تراجعاً كبيراً نتيجة قلة الدعم المقدم من قبل المعنيين.
وأوضحت أن وضع الرياضة النسوية في البلاد مأساوي، فهي تتطور ببطء، مشيرةً إلى أنه رغم المعوقات، فإنه هناك الكثير من الرياضات في كرة القدم والتنس والطائرة والسلة والريشة والباليه و"الجمناستك"، إضافة إلى الكشافة والساحة والميدان وغيرها داخل وخارج الكليات الرياضية، وقد ظهرت فرق نسائية عديدة في السنوات الأخيرة في كرة القدم أو الملاكمة أو رفع الأثقال أو المصارعة.
ويعد ضعف الكادر التدريبي وقلة الاهتمام من قبل المؤسسات المسؤولة عن الرياضة النسوية أهم المشكلات التي تقف حائلاً أمام تطور الرياضة النسوية، وعدم تطوير الطرق التدريبية الخاصة بكل لعبة رياضية، إضافةً إلى قلة المنافسات الرياضية سواء المحلية أو العربية أو الدولية، بحسب ما أوضحته شذى حامد طوقان.
ويعد توفير القاعات الرياضية الخاصة بالنساء أحد مقومات تشجيع المرأة الرياضية لتحقيق الانجاز وتمثيل بلدها، كما يعتبر تسليط الضوء من قبل الإعلام المرئي أو المقروء على الإنجازات التي تحققها النساء الرياضيات عاملاً مهماً لتقبل المجتمع للمرأة الرياضية.
وأكدت أن اللاعبات بحاجة إلى تجهيزات رياضية من أجل تحسين مستوى الأداء وتحقيق الانجاز العالي للحصول على المراكز الأولى في تحقيق الهدف المنشود "في النادي الذي أديره اعتمد في أنشطتي على التمارين الهوائية المعروفة بتمارين الزومبا، والتمارين السويدية حتى أعوض قلة الأجهزة الموجودة في النادي".
ولفتت شذى حامد طوقان إلى أن ممارسة الرياضة تفيد في الحفاظ على الصحة الجسدية، وهي تعد علاج للكثير من الأمراض، داعيةً إلى إنشاء ورش تثقيفية لكلا الجنسين وتوضيح أهمية ممارسة الرياضة، ودعم النوادي الرياضية وتشجيع النساء للانضمام إليها، وإتاحة الفرص للنساء والفتيات للمشاركة في الرياضات الدولية.