الرقة... كسرت الصور النمطية بممارسة رياضة رفع الأثقال

في تحديها لمفاهيم المجتمع البالية وكسر النظرة الدونية للنساء والفتيات، خاصة تجاه اللواتي تمارسن الألعاب الرياضية والتي صُنف البعض منها على أنها حكراً على الرجال، تمارس مريم إسماعيل الألعاب القتالية ورفع الأثقال.

يسرى الأحمد

الرقة ـ تسعى الشابة مريم إسماعيل من خلال ممارسة رياضة رفع الأثقال وألعاب القوى البدنية إلى إثبات دورها في المجتمع الذي يقيد طموحاتها، ولتكسر حاجز الخوف والتردد لدى النساء الطامحات أمثالها لتصبح قدوة للكثيرات منهن.

مريم إسماعيل البالغة من العمر 25 عاماً، تمارس رياضية رفع الأثقال والألعاب القتالية كذلك منذ سنوات، وحول هذا الموضوع تقول "كنت في عمر السابعة عندما بدأت بالذهاب مع أشقائي الأكبر مني سناً إلى النادي الرياضي بغرض اللهو والتسلية، إلا أنه فيما بعد أصبح بالنسبة لي هواية".

وأوضحت أنه بالرغم من الصعوبة الكبيرة في حمل الأثقال التي تعادل أضعاف وزنها، تقوم بممارسة الألعاب القتالية ورفع الأثقال لساعات طويلة وبشكل يومي، فهي تشعر بالسعادة والراحة عند ممارستها الرياضة، حيث يمنحها طاقة إيجابية.

وعن سبب اختيارها الألعاب القتالية ورفع الأثقال دوناً عن غيرها، تقول إنه لا معنى للنجاح دون مغامرة، مشيرةً إلى أنها لم تصغي أو تتأثر بالانتقادات التي تعرضت لها من قبل المجتمع، بل عملت على صقل موهبتها من خلال التمارين اليومية.

وتحلم مريم إسماعيل بأن تصبح أقوى لاعبة قوى وتحقق حلمها في تسجيل رقم قياسي في رفع الأثقال الرياضة التي يعتبرها أهالي الرقة أنها حكراً على الرجال، معتقدين أن ممارستها تؤدي إلى بروز العضلات فيصبح شكل جسد المرأة يشبه جسد الرجال "تفقد أنوثتها ونعومتها"، لافتةً إلى أنها رغم ممارستها لهذه الرياضية منذ صغرها، ألا أنها لا تزال تحافظ على رشاقتها البدنية والصحية.

وأوضحت أنه كانت لفترة سيطرة داعش على مدينة الرقة تأثير كبير عليها "أجبرت آنذاك على الغياب عن الساحة الرياضية، فقد فرضت قيود كثيرة على الأهالي وخاصة على النساء والفتيات"، مشيرةً إلى أنه بعد تحرير المدينة في أواخر عام 2017، عادت لتبدأ بالتدريب مرة أخرى بالرغم من زواجها وإنجابها الأطفال، فلم تدع ذلك أن يقف عائقاً أمامها.

وعن تمارين القوة، أشارت إلى أن "تمارين القوة تمنح اللياقة اللازمة وتدعم صحة الجسم ووظائف الأعضاء، وتقوي العظام والعضلات وتخلص الجسم من الدهون الزائدة، وتساعد على بناء العضلات والحفاظ على قوتها مع التقدم في العمر، كما تعزز مرونة الجسم وخاصة المفاصل"، مبينة أن هناك عدة أنواع لتمارين القوى منها رفع الأثقال، تمرين الضغط التي تستهدف العضلات الثلاثية وعضلات الصدر، بالإضافة إلى تمرين المعدة والقرفصاء، وكذلك تمرين الاندفاع الذي يؤثر على عضلات الأفخاذ والأرداف والساقين.

ولفتت إلى أنه هناك فرق بين طريقتي الخطف والنتر في رياضة رفع الأثقال، فهناك اختلاف بين رفع الأثقال والتدريب بالأثقال وتدريبات القوة، فطريقة الخطف تتطلب من المنافس خطف الوزن من على الأرض ورفعه فوق رأسه في حركة متواصلة، أما النتر وفيها ينتر المتنافس الوزن ويرفعه إلى مستوى صدره أولاً ثم إلى الأعلى فوق رأسه في حركة ثانية.

وحول تمرين السكوات، تقول "عليك بالوقوف باستقامة مع المباعدة بين القدمين على أن تكون المسافة بينهما أكبر من المسافة بين الكتفين، يتم فرد الذراعين للأمام مع الحرص على جعل أصابع القدمين واليدين بشكل مستقيم، ومن ثم ثني الركبتين والنزول للأسفل بواسطة الفخذين مع المحافظة على استقامة الساقين واليدين".

وأوضحت أن "هذا التمرين يقوي جذع الجسم ويساعد في جعلك تتوازن بطريقة أفضل ويحسن من وضعية جسمك، كما له دور في تخفيف آلام أسفل الظهر، وتقوية الأوتار والأربطة والعظام، وهذا بدوره يساعد في تقليل خطر التعرض للإصابات".

ولتمارين القوى البدنية أهمية للحفاظ على رشاقة الجسم ونشاطه كما تقول مريم إسماعيل "الكثير من الأشخاص الذين يعانون من ترهل عضلات المعدة يمارسونها لشد تلك العضلات، كما أنها تنحت الجسم وتقوي عضلات الحوض".

وتشجع مريم إسماعيل النساء للإقبال على ممارسة الرياضة لما لها من فوائد، حيث يساعدهن في حماية أنفسهن في مواجهة أي اعتداء, ويحافظ على سلامة أجسادهن، وتزيد ثقتهن بأنفسهن.