اللبنانية ريم صايغ فراشة الغوص الحر

التحديات تشرع أمام النساء في أي مجال لتؤكدن حضورهن ولتحققن إنجازات مهمة، ترسخ دورهن وتعزز مكانتهن في مجتمعاتهن وبلدانهن.

فاديا جمعة

بيروت ـ لدى كل فتاة وامرأة قدرة على مواجهة التحديات في شتى ميادين الحياة، خاصة إذا توفرت الظروف المواتية في مجتمعات غالباً ما تُبقي المرأة مكبلة، لا سيما تلك المتصلة بتربية مجتمعية تقصي النساء عن الفضاء العام.

لعل الفتاة ريم صايغ واحدة من اللواتي قررن تخطي كل الحواجز والمعوقات، وخوض غمار التجربة في مجال رياضة الغوص، وحققت بطولات مهمة في بداية مسيرتها الرياضية، ورفعت علم بلادها في المنتديات الرياضية العالمية.

نشأت ابنة مدينة صور اللبنانية ريم صايغ في أفريقيا وعادت إلى لبنان قبل سنوات عدة، بدون سابق تخطيط وجدت نفسها تغوص في تجربة رياضة الغوص الحر، ومن بواكير إنجازاتها تحطيم رقمين قياسيين عن فئة النساء للزعانف الأحادية والمزدوجة في بطولة عالمية أقيمت في تركيا، وشارك فيها أكثر من مئة وتسعين غواص/ـة من 31 دولة حول العالم.

وعن تجربتها قالت ريم صايغ أنه "عندما سافرت للمشاركة كنت الفتاة الوحيدة المشاركة باسم لبنان، وبعد هذه البطولة ازداد عدد الفتيات اللواتي بدأن بممارسة هذه الرياضة في لبنان"، مشيرةً إلى أنها "شاركت بداية في منافسة محلية في لبنان وحصلت فيها على المركز الأول".

وأضافت "علاقتي بالبحر متينة منذ طفولتي، ولكن رحلتي في عالم الغوص بدأت عام 2017 حين كنت أمارس الـ scuba diving، وامتدت لعام 2020 حيث أجريت تمرين static breath hold مع مدربي، واكتشفت من خلال هذا التدريب أن تنفسي بالمستوى المقبول وبدرجة جيد جداً على عكس ما كنت أتوقع، ومن هنا كانت بداية رحلتي في عالم الغوص الحر".

وتابعت "كنا حينها على بعد شهرين من تاريخ مباراة محلية في لبنان، وهذه المدة كانت قصيرة جداً للبدء بالتدريبات، ولكنني ثابرت عليها وشاركت في البطولة وحصلت على المرتبة الأولى لفئة النساء".

وقالت ريم صايغ "بعد هذه البطولة وصلني تسجيل مصور من بطلة العالم في الغوص الحر إليسيا زيتشيني لتدعمني وتشجعني على المضي قدماً في التدريبات، وأملت أن نلتقي في بطولات عالمية، وقد كانت هذه الرسالة بالنسبة لي بمثابة هدية كبيرة من بطلة اعتبرتها قدوة لي وكنت أطمح أن التقي بها واتعرف عليها".

وأضافت "إلى جانب دعمها المعنوي ورسالتها كنت أحظى باهتمام المدرب وتشجيعه لي فاستطعت الانتقال من البطولة المحلية للمشاركة العالمية في بطولتين أقيمتا في تركيا Kas Baska free diving World Cup 2022 وCmas freediving World outdoor world championships 2022 وقد حققت فيهما رقمين قياسيين جديدين عن فئة النساء لبلادي".

وحول المشاركات العالمية قالت ريم صايغ "قطعت رحلة طويلة في هذه الرياضة التي تشكل نسبة ممارسة الرجال الأكبر مقارنة بالنساء في لبنان، وقد حصلت على اللقب بجهد شخصي كبير، الدعم من الاتحاد اللبناني للغوص بسعيهم لتسجيل مشاركتي في البطولة العالمية وأيضاً التدريبات مع المدرب قبل البطولة، أما المصاريف من سفر وتكاليفه فكان على نفقتي الخاصة".

وأكدت "رحلتي لم تنته وطموحي لم يتوقف رغم ضعف الإمكانيات والوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان، فلا زلت أحلم وأتابع تدريباتي إلى أن تتحسن أوضاع البلاد، لأنني أطمح بمشاركات عالمية وتسجيل أرقام قياسية كفتاة أثبتت نفسها في رياضة قلة هن النساء اللواتي تمارسنها في بلبنان".

كما استذكرت رحلتها الأولى في مسيرتها الرياضية، حيث قالت "لن أنسى بعد عودتي إلى لبنان الدعم الكبير والاحتفالات التي أقيمت احتفاءً بي من قبل عائلتي وأقاربي وأصدقائي وبلدتي، وقد كتبت عن هذا الحدث سائر وسائل الإعلام في لبنان"، مشددةً على أن ما كسبته وتعمل لأجله هو نابع من إيمانها بنفسها "أسعدني أني كنت ملهمة للكثير من الفتيات اللواتي تعرفن على هذه الرياضة وقررن ممارستها في لبنان، وأقول لهن إنه ما من مهنة ولا رياضة هي حكر على فئة معينة، وللفتيات أقول حققن أحلامكن في ممارسة أي رياضة تحبنها وبإيمانكن بأنفسكن ستصلن إلى ما تُردنه".