"سوزان ب. أنتوني" من أوائل الناشطات الأمريكيات في مجال حقوق المرأة

طالبت بحقوق النساء الأمريكيات السوداوات والبيضاوات على حد سواء ولعبت دوراً هاماً في الحركة النسوية الأمريكية فهي من أوائل النساء اللواتي طالبن بإلغاء العبودية والمساواة بين الرجل والمرأة، وهي أول امرأة وضعت صورتها على عملة بلادها

مركز الأخبار ـ .
استطاعت سوزان أنتوني بالصبر والحكمة أن تحصل على حق المرأة في التصويت وحقها في التعليم المختلط، وحق الملكية، وحق طلب الطلاق.
 
منشأ سوزان ب. أنتوني
ولدت سوزان بروانيل أنتوني المعروفة باسم سوزان ب. أنتوني في 15 شباط/فبراير 1820 لوالدين أمريكيين هما أنتوني دانيال ولوسي ريد، ونشأت في منطقة تسمى ويست غروف بمدينة آدامز، وهي الثانية بين سبعة إخوة واخوات.
كانت طفلة ذكية تعلمت القراءة والكتابة وهي في سن الثالثة، وفي عام 1826، انتقلت عائلتها من مدنية ماساتشوستس إلى نيويورك، فأرسلت إلى مدرسة الحي لتتعلم لكن مستوى التعليم كان متدني، فدرسها والدها، ثم درستها معلمة تدعى "ماري بيركنز" التي كانت تشجعها على الدفاع عن حقوق المرأة. وفي عام 1837 أرسلت سوزان أنتوني إلى مدرسة خاصة بالإناث تسمى "Moulson".
انتقلت بعد ذلك إلى كاناجوهاري في عام 1846 لتتولى رئيسة قسم الإناث في أكاديمية كاناجوهاري، كانت مهتمة بالإصلاح الاجتماعي، لكنها شعرت بالأسى بسبب حصولها على أجر أقل من الرجال ذوي الوظائف المشابهة.
ذكرت بعض المصادر بأنها لم تكن مستعدة للتصويت "لم أكن مستعدة للتصويت، ولم أكن أرغب في التصويت، لكنني أردت أجراً مساوياً مقابل العمل المتساوي".
بعد أغلاق أكاديمية كاناجوهاري في عام 1849، تولت تشغيل مزرعة الأسرة في روتشستر لتساعد والدها في إدارة الأعمال الأخرى، علمت عدة سنوات في هذه المهنة لكنها وجدت نفسها تنجذب بشكل متزايد إلى نشاط الإصلاح، فانتقلت في عام 1845 إلى مزرعة على مشارف روتشستر، وارتبطت مع مجموعة من الإصلاحيين الاجتماعيين لكويكر، وشكلت في عام 1848 منظمة جديدة باسم "أصدقاء الجماعة"، وأصبحت مزرعة سوزان أنتوني مكاناً لتجمع النشطاء المحليين بما في ذلك فريدريك دوغلاس وهو عبد سابق وأحد أبرز رجال إلغاء العبودية.
 
بداية نشاطها الحقوقي والنسوي
عملت سوزان أنتوني على تعميم التماس ضد العبودية منذ صغرها ولم تكن قد تجاوزت السابعة عشرة من عمرها بعد، تعرفت على إليزابيث كادي ستانتون وهي واحدة من منظمي اتفاقية سينيكا الداعية لمنح المرأة حق التصويت، اتجهت هي وإليزبيث ستانتون للدفاع عن حقوق المرأة وشكلتا صداقة متينة وعلاقات محورية، وخاصة بعد أن انتقلت إليزابيث ستانتون إلى مدينة نيويورك عام 1861.
برعت سوزان أنتوني في التنظيم وكادي ستانتون في المسائل الفكرية، ساندتا بعضهما في العديد من القضايا حتى في مسألة الأشراف على أطفال كادي، وقالت بعض المصادر عن علاقتهما بأن سوزان أصبحت واحدة من العائلة وكانت أم أخرى تقريباً لأطفال السيدة كادي. 
وذكرت أستاذة التاريخ آن دي جوردون بأن سوزان أنتوني وكادي ستانتون اتفقتا على "جعل حركة ولاية نيويورك الأكثر تطوراً في البلاد".
حملت سوزان أنتوني وكادي ستانتون على عاتقهن تحرير المرأة من قضية الاعتدال لأن القوانين في ذلك الوقت كانت تمنح الرجل السيطرة الكاملة على الأسرة وشؤونها، ولم تكن المرأة باستطاعتها اللجوء إلى القانون إذ كان زوجها مدمن مخدرات؛ لأنها ستتعرض للاعتداء هي وأطفالها، ولم تكن تحصل على الطلاق إلا بصعوبة وأذ حصل ذلك فستواجه صعوبة في حصولها على الوصاية.
 
تشكيل جمعية الدولة للاعتدال النسائي
في عام 1848 عُقد أول مؤتمر لحقوق المرأة في الولايات المتحدة في سينيكا فولز، لكن سوزان أنتوني لم تحضر المؤتمر لظروف دراستها، إلا أنها حضرت اجتماعاً لمكافحة الرق في سينيكا فولز في عام 1851، بعد ذلك شاركت سوزان في حركة الاعتدال ومنعت من الحديث لكونها امرأة، فكان أن انسحبت من الاجتماع مع مجموعة من النساء وقررن انشاء لجنة لتنظيم مؤتمر حول وضع المرأة حيث اجتمعت 500 امرأة في روتشستر بولاية نيويورك في أبريل/نيسان من نفس العام، وأنشأن في عام 1852 "جمعية الدولة للاعتدال النسائي" وترأستها كادي ستانتون وعينت سوزان كوكيل حكومي، فجمعت أكثر من 28000 توقيع على التماس قانون يحظر بيع الكحول في ولاية نيويورك ونظمت جلسة استماع حول هذا القانون أمام الهيئة التشريعية في نيويورك، لكنه تلقى رفض من قبل أعضاء محافظون. 
حضرت سوزان أنتوني أول مؤتمر وطني لحقوق المرأة عُقد في سيراكيوز، بولاية نيويورك، في عام 1852 وكانت أحد ىسكرتيرات المؤتمر، وقد قالت عنها الصحافية الأمريكية والكاتبة والمؤلفة لإيدا هارست هاربر "جاءت الآنسة سوزان بعيد المؤتمر وهي مقتنعة تماماً بأن حصول المرأة على حقها في الاقتراع سيضمن لها الحصول على بقية حقوقها".
وفي عام 1853 حضرت سوزان أنتوني مؤتمر الاعتدال العالمي في مدينة نيويورك، الذي تعثر حول نزاع أذ سيسمح للنساء بالتحدث أم لا، ولاحظت سوزان بعد عدة سنوات أنه لم يتم التقدم في أي خطوة لمنح النساء التحدث في الأماكن العامة، فركزت طاقتها على أنشطة إلغاء العبودية وحقوق المرأة.
 
مطالبها
سمح لسوزان أنتوني بالتحدث لأول مرة في اجتماع رابطة المعلمين في ولاية نيويورك الذي عقد عام 1853 فقالت حينها "المجتمع يقول أن المرأة غير قادرة على أن تكون محامية أو وزيرة أو طبيبة، لكن لديها قدرة كبيرة على أن تكون معلمة"، حاولت في ذلك الاجتماع تقديم قرار يدعو إلى قبول السود في المدارس والكليات العامة، وتعليم الإناث والذكور معاً على جميع المستويات، لكن تم رفض الفكرة، ووصفها أحد المعارضين بأنها "شر اجتماعي واسع... الخطوة الأولى في المدرسة التي تسعى إلى إلغاء الزواج، وخلف هذه الصورة أرى وحش التشوه الاجتماعي" لكنها استمرت في التحدث لعدة سنوات في اتفاقيات المعملين مصرة على أن تحصل المرأة على أجر متساوي مع الرجل وإعطائهن مراكز مرموقة كمسؤولات وعضوات باللجنة داخل المنظمة.
أطلقت سوزان أنتوني حملة قادتها مع الكاتب والفيلسوف الموحد في الولايات المتحدة وليام هنري تشانينج، لتحسين حقوق الملكية للنساء المتزوجات؛ لأن الحركة النسائية في ذلك الوقت كان لديها عائق وهو قلة المال وعدم تمكن النساء من التصرف بأموالهن الخاصة حيث كان الزوج يستولي عليها، وانتشرت الحملة في جميع أنحاء مقاطعة نيويورك خلال شتاء عام 1855، فقدمت مطالبها إلى اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في المدينة، وظهرت نتائج الحملة في عام 1860 عندما أصدر المجلس التشريعي قانوناً محسناً لملكية المرأة المتزوجة الذي أعطاها الحق في امتلاك ملكية منفصلة والدخول في عقود، والحق في أن تكون وصية مشتركة على أطفالها.
وذكرت سوزان أنتوني في أحد أقوالها "قد يقترب اليوم عندما يعترف العالم كله بالمساواة بين الرجل والمرأة".
 
"دعونا نقوم بعملنا الخاص وبطريقتنا الخاصة"
في عام 1856 أصبحت وكيلة للجمعية الأمريكية لمكافحة الرق في الولايات المتحدة، ونظمت العديد من الاجتماعات لمكافحة العبودية في جميع أنحاء الولاية عبرت خلال الاجتماع عن رؤية مجتمع متكامل عنصرياً، قائلة "فلنفتح للرجل الملون جميع مدارسنا... دعنا نعترف به في جميع متاجرنا الميكانيكية والمتاجر والمكاتب ومهن الأعمال المربحة... دعه يستأجر مثل هذا العدد في الكنيسة، ويحتل هذا المقعد في المسرح... مد له جميع حقوق المواطنة".
بعد ذلك قدمت سوزان أنتوني قراراً في المؤتمر الوطني لحقوق المرأة في عام 1860 مؤيداً لقوانين الطلاق لكنه تلقى معارضة شديدة من كبير المطالبين بإلغاء العقوبة وينديل فيليبس، ما أثار غضب سوزان فأرسلت إلى لوسي ستون المنادية بمنح المرأة الحق في الاقتراع برسالة قالت فيها "يبدو أن الرجال، حتى الأفضل منهم، يعتقدون أنه يجب التنازل عن مسألة حقوق المرأة في الوقت الحاضر، لذلك دعونا نقوم بعملنا الخاص، وبطريقتنا الخاصة".
أسست سوزان أنتوني وكادي ستانتون فيما بعد أول منظمة سياسية نسائية وطنية في الولايات المتحدة وهي "الرابطة الوطنية الموالية للمرأة" في عام 1863 من أجل تعديل الدستور الأمريكي الذي يلغي العبودية، قامت بحملة لجمع تواقيع لإلغاء العبودية حيث جمعت ما يقارب 400000 توقيع لإلغاء الرق، وساعدت الحملة بشكل كبير على مرور التعديل الثالث عشر الذي يتضمن "إلغاء الرق والعبودية غير الطوعية، إلا عقاباً على جريمة".
عادت سوزان أنتوني من كانساس الواقعة في الغرب الأوسط للولايات المتحدة عندما كانت برفقة أخيها، إلى شرق الولايات المتحدة بعد أن علمت أنه تم اقتراح تعديل على الدستور الأمريكي يمنح الأمريكيين من أصل أفريقي الجنسية ولكن أدخل كملة "ذكر" على الدستور، وافقت سوزان وكادي ستانتون على حق المواطنة بالنسبة للسود لكنهما عارضا أي محاولة لتقليص وضع المرأة فقالتا "إذا تم إدراج هذه الكلمة "ذكر" فسوف يستغرقنا الأمر قرناً على الأقل لإخراجها".
أحيت سوزان أنتوني وكادي ستانتون حركة حقوق المرأة التي كانت شبه كامنة خلال الحرب الأهلية، وفي عام 1866 نظمتا المؤتمر الوطني الحادي عشر لحقوق المرأة الذي حولتاه إلى جمعية الحقوق الأمريكية المتساوية "AERA" الهدف منها شن حملة من أجل المساواة في الحقوق لجميع المواطنين وخاصة حق الاقتراع.
قال أحد المحررين البارزين في صحيفة هوريس جريلي لسوزان أنتوني وكادي ستانتون "هذه الفترة حرجة بالنسبة للحزب الجمهوري وحياة أمتنا... أحثكم على تذكر أن هذه هي ساعة الزنجي وواجبكم الأول هو الذهاب إلى الدولة والتماس مطالب الزنوج".
في عام 1867 قامت جمعية الحقوق الأمريكية المتساوية "AERA" بحملة في كانساس في الولايات المتحدة من أجل استفتاء يمكنه أن يمنح كل من الأمريكيين من أصل أفريقي والنساء المساواة، لكن الحملة انقسمت إلى جناحين الأول بقيادة لوسي ستون التي دعت إلى تحقيق الاقتراع للرجال السود والحفاظ على العلاقات الوثيقة مع الحزب الجمهوري والحركة المؤيدة لإلغاء العقوبة، والجناح الثاني كان بقيادة سوزان أنتوني وكادي ستانتون دعتا إلى منح النساء والرجال السود حق الانتخاب في الوقت نفسه والعمل من أجل حركة نسائية مستقلة سياسياً.
 
عملها في صحيفة الثورة 
في عام 1868 بدأت سوزان أنتوني عملها كناشرة وكادي ستانتون محررة بصحيفة أسبوعية تسمى الثورة "the Revoiution" تحت شعار "الرجال وحقوقهم ولاشي أكثر: النساء وحقوقهم ولا شيء أقل"، ركزت على حقوق المرأة بشكل أساسي، ولاسيما حق الاقتراع للمرأة، وغطت موضوعات عديدة كالحركة العمالية والمالية والسياسة، وكان لها هدف اساسي وهو توفير منتدى يمكن فيه للنساء تبادل الآراء حول القضايا الرئيسية من خلال مجموعة متنوعة من وجهات النظر، كانت الصحيفة ممولة من قبل رجل الأعمال الذي يدعم حقوق المرأة جورج فرانسيس ترين، لكن في أعقاب الحرب الأهلية فقدت الصحيفة تمويلها فانتقلت الصحيفة إلى الناشطة الثرية في مجال حقوق المرأة لورا كورتيس بولارد.
استجابت صحيفة الثورة لمبادئ الاتحاد العمال الوطني "NLU" الذي تشكل في عام 1866 وأعربت سوزان أنتوني عن توافقها مع المبادئ معلنة "أن مبادئ اتحاد العمال الوطني هي مبادئنا" والتي تضمنت "أن المنتجون ـ العمال، النساء، الزنوج ـ مصممون لتشكيل سلطة ثلاثية ستسرع بسرعة صولجان الحكومة من غير المنتجين ـ المحتكرون للأرض، وحاملي السندات، والسياسيين".
اُرسلت سوزان أنتوني وكادي ستانتون كمندوبين إلى مؤتمر الاتحاد العمال الوطني ""NLU في عام 1868، ومثلت سوزان جمعية النساء العاملات ""WWA التي تشكلت في مكاتب الثورة.
عملت سوزان أنتوني على تشكيل نقابات عمالية مؤلفة جميعها من النساء، لكنها لم تحقق أي نجاح، فنظمت جمعية النساء العاملات "WWA" اجتماعاً جماهيراً في مدينة نيويورك للحصول على عفو لهيستر فون العاملة المنزلية التي اتهمت بقتل رضيعها وحكم عليها بالإعدام بتهمة أن النظامين الاجتماعي والقانوني يتعاملان مع النساء بطريقة غير عادلة، كانت سوزان هي أحدى المتحدثين واستطاعت أن تحصل على عفوها.
تطورت "WWA" لتصبح منظمة تتألف كلها من الصحافيين والأطباء وغيرهم من النساء من الطبقة المتوسطة، وكان أعضاؤها يشكلون الجزء الأساسي من مدينة نيويورك من منظمة الاقتراع الوطنية الجديدة التي كانت سوزان أنتوني وكادي ستانتون بصدد تشكيلها.
 
المطالبة بمنح النساء حق الاقتراع
في تشرين الثاني/نوفمبر 1869 شكلت سوزان أنتوني وكادي ستانتون الرابطة الوطنية لحق المرأة في الاقتراع "NWSA " وشكلت لوسي ستون وجوليا وورد هاو الجمعية الأمريكية لحق المرأة في الاقتراع "AWSA" 
قامت سوزان أنتوني وكادي ستانتون بحملة ضد التعديل الرابع عشر والخامس عشر من دستور الولايات المتحدة الذي يحظر الحرمان من حق الانتخاب بسبب العرق، ودعتا إلى منح النساء والأمريكيين الأفارقة الحق في الانتخاب.
تحدثت سوزان أنتوني في عام 1873 عن حكم الأقلية للأغلبية وقالت إن "الأوليغارشية من الثروة، حيث يحكم الأغنياء الفقراء؛ الأوليغارشية للتعلم، حيث يحكم المتعلمون الجهلة؛ أو حتى الأوليغارشية العرقية، حيث يحكم الساكسونيون الأفارقة، لكن يمكن تحملها؛ لكن من المؤكد أن هذا الأوليغارشية الجنسية، التي تجعل الرجال من كل أصحاب الأسر المعيشية، سيدات؛ النساء الخاضعات، عبيد؛ يحمل الشقاق، التمرد في كل بيت من أمة، لا يمكن تحملها".
اندمجت المنظمتان في عام 1890 لتصبح اسمها الرابطة الوطنية لحق المرأة في التصويت "NAWSA" ترأستها سوزان في عام 1892.
التحقت سوزان أنتوني وكادي ستانتون بدائرة المحاضرة في عام 1870وسافرتا بين منتصف الخريف والربيع لتنظيم مؤتمرات وطنية والضغط على الكونغرس والهيئات التشريعية في الولايات والمشاركة في سلسلة حملات الاقتراع.
وفي عام 1876 أقامت الولايات المتحدة احتفالاً باستقلالها، فقرأت سوزان أنتوني في ذلك الوقت اعلان حقوق المرأة أمام الحشد، وفازت في ذلك الوقت النساء بحق التصويت في ولاية وايومنغ في عام 1869، وفي ولاية يوتا 1870.
حاولت سوزان أنتوني التصويت في الانتخابات الرئاسية لعام 1872 وأقنعت أربعة عشر امرأة أخرى للتصويت، لكنه تم القبض عليها في 18 نوفمبر 1872 من قبل نائب المارشال الأمريكي بتهمة التصويت بطريقة غير قانونية، واختلفت المحكمة في قضية الولايات المتحدة ضد سوزان ب. أنتوني، وفي النهاية تمت أدانتها وتغريمها 100 دولار ولكنها لم تدفعها.
تقاعدت سوزان أنتوني من القيادة النشطة لحركة الاقتراع في عام 1900 وسلمت رئاسة NAWSA إلى كاري شابمان كات التي تعاملت معها لعدة سنوات، بعدما كانت قد ألقت ما يزيد عن 75 إلى 100 خطاباً مناصراً للمرأة في العام الواحد، واحتفل بعيد ميلادها في البيت الأبيض عندما دعاها الرئيس ويليام ماكينلي.
لم تتخلى سوزان أنتوني عن كفاحها من أجل حق المرأة في التصويت، فالتقت في عام 1905 بالرئيس ثيودور روزفلت في واشنطن العاصمة للمطالبة بتعديل يمنح النساء حق التصويت، لكن المرأة الأمريكية لم تحصل على حق التصويت إلا في عام 1920، بعد وفاة سوزان ب 14 عاماً.
قبل عدة سنوات من وفاتها ألقت سوزان أنتوني خطابها "الفشل مستحيل" أثناء احتفالها بعيد ميلادها الثامن والثمانين في واشنطن العاصمة وقالت فيه "كان هناك آخرون أيضاً بنفس القدر من الصحة ومكرسين للقضية ـ أتمنى أن أذكر كل واحد ـ ولكن مع تكريس هؤلاء النساء لحياتهن، فإن الفشل مستحيل!" وأصبح عنوان خطابها "الفشل مستحيل" عنواناً للحركة النسائية.
 
كتبها 
في أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر، نشرت سوزان أنتوني المجلد الأول من "تاريخ المرأة في الاقتراع"، وهو مشروع ساعدتها فيه كادي ستانتون وإيدا هوستيد هاربر وماتيلدا جوسلين غيج، لكنه توسع ليغدو ست مجلدات.
وكتبت سوزان أنتوني عن حياتها الخاصة بمساعدة إيدا هوستيد هاربر عمل بعنوان "حياة وعمل سوزان ب. أنتوني: قصة تطور وضع المرأة".
 
موقفها من الإجهاض
عارضت سوزان أنتوني الإجهاض واعتبرته اجراء طبي غير آمن لصحة النساء لأنه يعرض حياتهن للخطر، والسبب يعود إلى أن الرجل والقوانين والمعايير المزدوجة التي تدفع النساء إلى قتل أطفالهن قبل أن يخلقوا لأنهن ليس لديهن أي خيار أخر، فكتبت في عام 1869 "عندما تدمر المرأة حياة طفلها الذي لم يولد بعد فإنها علامة على أنها تعرضت لظلم كبير". 
فحاولت سوزان استخدام كتابتها المناهضة للإجهاض كحجة لحقوق المرأة، مؤكدةً بأن تحقيق المساواة والحرية هو الذي سينهي الحاجة إلى الإجهاض.
 
آراء سوزان حول الزواج
كانت سوزان أنتوني معارضة لفكرة الزواج، وأعربت عن احباطها عندما تزوجت زميلاتها وأنجبن أطفال، فقالت سوزان عندما سألها البعض عن سباب عدم زواجها قائلةً "لقد حدث دائماً أن الرجال الذين أردتهم هم أولئك الذين لم أستطيع الحصول عليهم".
وقالت أيضاً "لم أجد الرجل الذي كان ضرورياً لسعادتي". وأكدت على ذلك في مناسبة أخرى عندما قالت "لم أشعر أبداً بأنني أستطيع التخلي عن حياة الحرية لأصبح مدبرة منزل لرجل"، وأكدت أن زواج الفتاة سواء تزوجت من فقير أو غني فإنها ستصبح في الحالة الأولى مدبرة منزل وفي الحالة الثانية دمية أو حيوان أليف لذلك الشخص الغني.
كما أنها عارضت بشدة القوانين التي تمنح الزوج السيطرة الكاملة على الزواج قائلة "أن الزوج والزوجة هما شخص واحد في القانون: عن طريق الزواج، أي أن الوجود أو الوجود القانوني للمرأة يتم تعليقه أثناء الزواج". 
وقالت سوزان أنتوني أيضاً "لا يوجد رجل واحد على قدر الكفاءة الذي يؤهله ليتحكم بامرأة من دون رضاها".
 
وفاتها
تحدثت قبل وفاتها لصديقتها آنا شو قائلة "أعتقد أنني خضت أكثر من 60 عاماً من النضال الصعب من أجل القليل من الحرية، ثم أن أموت دون أن تبدو بوادره قاسي للغاية".
توفيت في عام 1906بسبب أصابتها بقصور القلب والالتهاب الرئوي في منزلها في روتشستر، نيويورك، عن عمر يناهز 86، ودُفنت في مقبرة ماونت هوب في روتشستر.
 
مدح سوزان انتوني
سبب موت سوزان أنتوني حزناً كبيراً على نطاق واسع، فقالت مؤسسة الصليب الأحمر الأمريكي كلارا بارتون عنها "قبل بضعة أيام قال لي أحدهم إنه يجب على كل امرأة أن تقف مع رأس مسدول أمام سوزان ب. أنتوني. نعم، أجبت، ولكل رجل كذلك".
ومدحتها العالمة الأمريكية في مجال دراسات المرأة إليانور فليكسنر قائلة "إذ كانت لوكريشيا موت جسدت القوة المعنوية للحركة، إذا كانت لوسي ستون خطيبها الموهوب والسيدة ستانتون أبرز فيلسوفها، سوزان أنتوني كانت منظمتها التي لا تضاهي، أعطتها القوة والاتجاه لمدة نصف قرن".
وقد قال عنها جيفري "الأنسة سوزان وقفت إلى جانب الزنوج عندما كان الموت يعني تقريباً أن تكون صديقاً للناس الملونين".
 
الإرث التاريخي بعد وفاتها
أُنشأ أول نصب تذكاري باسم سوزان أنتوني من قبل الأميركيين الأفارقة في عام 1907.
ثبتت صورتها وكلمات من حديثها "الفشل مستحيل" على نافذة زجاج ملون في كنيسة الميثودية الأسقفية الإفريقية في روتشستر.
أصدر مكتب بريد الولايات المتحدة أول طابع بريدي يكرم سوزان أنتوني في عام 1936، وختم ثان في أبريل/نيسان 1958.
في عام 1950 تم تجنيدها في قاعة المشاهير للأمريكيين العظماء، ونحتت النحاتة بريندا بوتنام تمثال نصفي لها هناك في عام 1952.
في عام 1999 أنتج كين بيرنز وآخرون فيلم وثائقي "ليس من أجل أنفسنا وحدنا: قصة إليزابيث كادي ستانتون وسوزان ب. أنتوني".
تقديراً لإنجازاتها وعملها، وضعت الخزانة الأمريكية صورتها على العملات المعدنية الأجنبية في عام 1979.