رواية "زينة" للكاتبة نوال السعداوي

رواية "زينة" للكاتبة نوال السعداوي وهي من أهم الكاتبات المصريات والأفريقيات اللواتي دافعن عن حقوق المرأة على مر العصور

 ، ومن خلال روايتها هذه تأكد أن المرأة بموهبتها وحريتها ليست بمكانتها الاجتماعي أو اسم عائلتها.  
ركزت الأديبة نوال السعداوي التي ولدت عام 1931 وتوفيت عام 2021 في روايتها "زينة " التي صدرت عام 2009 على أن إرادة المرأة لا يقف بوجهها شيء لا الظروف القاسية ولا المجتمع الظالم، وأنها تستطيع النجاح والتميز أذا ما تحلت بالصبر والعزيمة القوية، فالمرأة بموهبتها وحريتها ليست بمكانتها الاجتماعية أو اسم عائلتها.   
وتبدأ الرواية بقصة امرأة تدعى بدور تتعرف على نيسم في احدى المظاهرات عند قيام الثورة في مصر لتقع في حبه وتدخل معه بعلاقة ينتج عنها حمل خارج مؤسسة الزواج، وبعد اعتقاله ووفاته تحت التعذيب أنجبت بدور طفلة لكنها تخلت عنها وتركتها في الشارع خوفاً من المجتمع وتقاليده، لتجدها امرأة فقيرة تدعى زينات وتكفلت برعايتها والاعتناء بها.
وتمكنت بدور من تجاوز محنتها وواصلت حياتها وتتزوج وأنجب طفلة سمتها مجيدة، لتمر الأيام وتكبر الفتاتان وتدرسان في ذات المدرسة، وفي أحد الأيام تطلب المعلمة من التلاميذ كتابة أسمائهم الثلاثية على السبورة، وبينما التلاميذ يفتخرون بأسماء أباءهم واجدادهم لم تجني زينة سوى السخرية من اسمها (زينة بنت زينات) لأن المجتمع يعتبرها ابنة زنى لا أب لها. 
وبعد ذلك اليوم أصرت زينة على النجاح والتميز لتثبت للعالم اجمع أن النسب لا يرفع من قدر المرأة ما لم ترفع هي من قدر نفسها، لتصبح زينة عازفة ومغنية ذات موهبة عالية وأخلاق حميدة ورمز للحرية، وتقدم نفسها قائلة "أنا لست ابنة الآلهة أو الشياطين، أنا زينة وأمي زينات، أنا ابنة الخطأ والخطيئة، أنا ابنة الشرف والفضيلة".
واختارت الكاتبة اسم زينة لبطلت الرواية لأنها فتاة جاءت من قاع المدينة لتصعد إلى قبة السماء، وحولت أصعب مأساة إلى انتصار مفعم بالبهجة والثراء، فزينة فرضت نفسها على المجتمع دون حاجة لسلطة الأب والنسب، وهنا الكاتبة بينت رفضها لفكرة اختزال المرأة في الجسد واعتبارها مجرد أداة لمتعة الرجل أو بضاعة للمتاجرة والمضاجعة وإشباع غرائزه ونزواته وفي مقابل ذلك تعلن تأييدها للمرأة المعتمدة على طاقتها ومجهودها الشخصي في أثبات نفسها وتحقيق احلامها. 
لتكون رواية "زينة" آخر رواية كتبتها الكاتبة نوال السعداوي قبل وفاتها، وكانت قد حصلت على العديد من الجوائز خلال حياتها، ومنها جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا عام 2004 وجائزة إينانا الدولية من بلجيكا عام 2005 وفازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا عام 2021.