رواية "تراتيل لآلامها"
سلطت الرواية الضوء على ضراوة البطش وفداحة المأساة، وفظاعة ما عانته أمهات الشهداء ومساجين الرأي الحر.
للقاصة والروائية التونسية رشيدة الشارني، تكتب عن الحياة في جانبها الهامشي، تنشط في ميدان السرد، صدرت لها مجموعة قصصية أولى بعنوان "الحياة على حافة الدنيا" عام 1997، وقد نالت جائزة مركز البحوث والتكوين والإعلام حول المرأة "الكريديف" كأفضل عمل إبداعي نسائي صادر في تلك السنة، كما صدرت لها عام 2000 مجموعة قصصية ثانية بعنوان "صهيل الأسئلة" فازت بدورها بجائزة إبداعات المرأة العربية في الشارقة، وتعمل حالياً مرشدة بيداغوجية للغة العربية.
"تراتيل لآلامها" رواية أدبية صدرت عام 2013، صورت ما مرت به تونس من أوضاع صعبة ومظاهرات مفزعة، هددت هوية الوطن، حيث كشف الربيع العربي عن التصحّر الفكري والثقافي الذي نعيشه، والأرض أخرجت أسوأ ما فيها وهو التطرف والغطرسة وعدم المسؤولية.
وسلطت الضوء على ضراوة البطش وفداحة المأساة، وسوداوية وفظاعة ما عانته أمهات الشهداء ومساجين الرأي الحر في هذا الوضع من خلال حكاية أم فقدت أبناءها في ظل حكومات مستبدة، فأصغرهم مسجون وأوسطهم مفقود، وكبيرهم مقهور. حيث عاندت القدر القاسي، ولم يبقى لها إلا أن تروض روحها على صداقة الألم، إلى أن انطفأت مهزومة ظامئة لعناق أولادها.
كما ناقشت مواضيع عدة كخيانة الوطن والالتزام بالمبادئ، وعن القدر وألاعيبه وأوهام الشباب وخياراتهم، وتورط الأطفال في أحزاب دينية محظورة، والهجرة السرية عبر أهوال البحر. فالرواية هي تجربة معاشة تجسد الموت، والفقر، والقهر، وغياب العدل والرحمة، في عالم لا يتسع قاموسه إلا للأحزان.